حققت أجهزة الأمن اليمنية أمس تقدماً مهماً في تحقيقها لكشف هوية منفّذي عملية تفجير المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن الخميس الماضي. وقال مسؤول يمني رفيع المستوى ل "الحياة" ان أجهزة الأمن كشفت منزلاً يقع في حي قريب من الميناء يُعتقد ان منفّذي التفجير استخدموه لإعداد قنبلتهم التي قدّر مسؤولون أميركيون حجمها بنصف طن. راجع ص 2 وقال المسؤول ان أجهزة الأمن عثرت في المنزل على معدات تُستخدم في تحضير المتفجرات، وان الرئيس علي عبدالله صالح سيعقد اليوم مؤتمراً صحافياً في مقر الرئاسة في عدن يُعلن فيه "تفاصيل مهمة" عن الحادث ومعلومات جديدة عن مسار التحقيق. وقال المسؤول ان من السابق لأوانه تحديد هوية القائمين بالتفجير الذي أوقع 17 قتيلاً من المارينز. لكن وكالة "أسوشيتد برس" نقلت عن مصادر أمنية رسمية يمنية ان المحققين حددوا هوية منفذي التفجير وأنهما "عربيان" وليسا يمنيين. ونسبت الوكالة الى "مسؤولين يمنيين" آخرين أنهما سعوديان. وقالت انهما دخلا الأراضي اليمنية قبل أربعة أيام من حصول عملية التفجير. وقالت مصادر يمنية ل "الحياة" ان المحققين أفرجوا في الساعات ال 24 الماضية عن عشرات من الموقوفين الذين اعتُقلوا بُعيد حصول حادث المدمّرة. ومعظم المعتقلين موظفون وعمال في ميناء عدن وبينهم أيضاً مسؤولون أمنيون. وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" ان من بين المفرج عنهم أحمد المنصوب، المدير العام ل "مجموعة المنصوب التجارية"، الذي تتولى شركته تزويد السفن الأميركية التي تزور الميناء بالطعام وبعض الحاجيات وكذلك جمع القمامة منها. وأكد عبدالله الخلقي، مدير التسويق في الشركة اليمنية، ان لا علاقة للشركة بحادث التفجير "وليس عندنا هنا في الشركة متطرفون". وتردد ان المحققين اليمنيين استمعوا حتى الآن الى إفادات من قرابة 1500 شخص. وانتشل بحارة أميركيون أمس جثث سبعة من المارينز قُتلوا في تفجير المدمرة. ولا يزال البحث جارياً عن جثث خمسة آخرين فُقدوا في الحادث. وفي واشنطن اف ب، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية غريغ سوليفان أمس ان الوزارة لا تستبعد ان يكون اسامة بن لادن متورطاً في تفجير المدمرة "كول". وقال: "اننا نبحث في كل الاحتمالات". واضاف: "نظراً الى الطريقة التي يعمل بها إبن لادن، وكونه استهدف المنشآت الاميركية في الماضي وانه يهدد بتكرار ذلك، فاننا لا نستبعد" ان يكون وراء الانفجار. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" من إسلام آباد ان صحيفة باكستانية ناطقة بالأوردو كتبت أمس ان إبن لادن أصدر بياناً من قندهار حذّر فيه أميركا من توجيه ضربة جديدة الى أفغانستان، مؤكداً نيته "محاربة أعداء الإسلام". ولم يُشر البيان الى حادث التفجير في اليمن. لكن السفارة الأفغانية في إسلام آباد قالت بعد الظهر ان البيان غير صحيح.