أكد "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض أن منطقة شرق السودان على الحدود مع اريتريا تشهد حشوداً عسكرية معارضة وحكومية، فيما أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم أن حواره مع حزب الأمة يحقق تقدماً في اتجاه تنشيط اتفاق جيبوتي. أكدت المعارضة السودانية وجود تعزيزات عسكرية في قواتها والقوات الحكومية في شرق البلاد، واعترفت بتقدم القوات الحكومية وسيطرتها على موقع عسكري جديد. وقال الأمين العام ل"التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض الكوماندور باغان أموم إن منطقة شرق السودان المتاخمة لاريتريا تشهد حشوداً عسكرية وتعزيزات مستمرة من الحكومة والمعارضة. وأوضح أموم في تصريحات إلى "الحياة" في أسمرا، ان "النظام قام في الأيام الأخيرة بتعزيز قواته العسكرية في الجبهة الشرقية، وتقدم إلى منطقة جبرت الواقعة شمال شرقي مدينة كسلا"، لكنه أشار إلى أن الحشود العسكرية ليست مسألة جديدة، نافياً وجود حشود اريترية. ودافع أموم عن زعيم "التجمع" السيد محمد عثمان الميرغني الذي وجهت الخرطوم إليه انتقادات حادة أخيراً. وقال أموم، القيادي في "الجيش الشعبي لتحرير السودان"، إن "الميرغني يحظى باحترام الذين انتخبوه. وليس صحيحاً قول البشير إن الميرغني لا يملك القدرة على اقناع حلفائه". وأكد أموم استمرار العمل العسكري للمعارضة لإسقاط الحكم السوداني. ورحب في الوقت ذاته بقرار قمة دول الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد في الخرطوم أخيراً العمل من أجل التنسيق بين المبادرة المصرية - الليبية ومبادرة "ايغاد" لتسوية النزاع في السودان. الحوار مع "الأمة" في الخرطوم، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم ان حواره مع حزب الأمة المعارض الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي يسير نحو اتفاق أكثر تفصيلاً. وعقد وزير الخارجية مصطفى عثمان والمسؤول السياسي في حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي اللذين وقعا اتفاق "نداء الوطن" في جيبوتي، اجتماعاً طويلاً في مقر وزارة الخارجية بحثا في خطوات الوفاق الوطني. وشدد الجانبان على ضرورة دفعه إلى أمام، واتفقا على تفعيل النداء، ومحاولة جمع معظم القوى السياسية لمساندته. وقال مبارك المهدي للصحافيين أمس إن الاجتماع مع عثمان ناقش تفاصيل البرنامج الوطني ووسائل وآليات ترجمته وكيفية إعلانه، مضيفاً ان اللقاء تناول الكيفية التي يعالج بها البرنامج الوطني القائم على مبادئ "نداء الوطن" الموقع بين الجانبين من أجل الانتقال بالحركة السياسية إلى مرحلة جديدة. وذكر عثمان أن الطرفين اتفقا على تنشيط الموضوعات الواردة من اتفاق "نداء الوطن" بينهما، باعتباره خطوة مهمة في طريق الوفاق الوطني، وأفاد أنهما بحثا في كيفية ازالة العقبات عن مساعي التسوية السياسية الشاملة. ومن جانب آخر، أوضح الأمين العام للحزب الحاكم إبراهيم أحمد طه أن الحوار بين الحكومة وحزب الأمة تقدم باتجاه اتفاق أكثر تفصيلاً، مؤكداً تقارب وجهات النظر بين الطرفين. وزاد ان "الحوار تقدم كثيراً وقطع شوطاً طويلاً وما زال مستمراً". لكن زعيم حزب الأمة الصادق المهدي أعلن في احتفال أول من أمس، ان المجلس القيادي لحزبه وأجهزته المختلفة ستبحث في ما توصل إليه الحوار لتقويمه والتشاور في شأنه حتى يتخذ الحزب القرارات المناسبة. غير أنه أكد ان الحوار لم يقتصر على الحكومة وإنما شمل قوى سياسية أخرى، وأضاف: "الحوار مستمر غير أنه لم يصل إلى غاياته".