أجمع المراقبون في واشنطن على ان اختيار الرئيس المنتخب جورج بوش دونالد رمسفلد وزيراً للدفاع، يشكل تأكيداً لعزمه على المضي قدماً في نشر شبكة للدفاع الصاروخي عن الولاياتالمتحدة، ذلك ان رمسفلد كان على رأس لجنة مكلفة هذا الشأن، حذرت الرئيس بيل كلينتون قبل عامين، من التراخي ازاء تهديدات بتعرض البلاد لهجمات صاروخية، مشيرة الى ان اجهزة الاستخبارات لا تأخذ هذا الخطر بالجدية الكافية. واشنطن - أ ب، أ ف ب - فاجأ الرئيس المنتخب جورج بوش المراقبين في واشنطن باسناده حقيبة الدفاع في ادارته المقبلة الى دونالد رمسفلد 68 عاماً الذي كان مرشحاً لتولي ادارة وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي. لكنه عزز بهذا الخيار، تشكيلة ادارته المقبلة التي باتت تضم اصحاب كفاءة وخبرة عاليتين، مثل نائب الرئيس المنتخب ديك تشيني وزير الدفاع السابق ووزير الخارجية كولن باول رئيس الاركان السابق. وبهذا، يعود رمسفلد الى رأس الهرم في البنتاغون بعد 23 عاماً من توليه هذا المنصب في عهد الرئيس جيرالد فورد. لكن وزير الدفاع المعين يحمل معه ايضاً خبرة في ادارة العلاقات مع حلف شمال الاطلسي منذ كان سفيراً لبلاده لدى الحلف عامي 1973 و1974، إضافة الى اطلاعه الدقيق على ملف شبكة الدفاع الصاروخية الموروثة عن برنامج حرب النجوم الذي اطلقه الرئيس رونالد ريغان. وكان رمسفلد الذي يخلف وليام كوهين في حال حصل على موافقة مجلس الشيوخ، ترأس في 1998 لجنة من الحزبين الديموقراطي والجمهوري مكلفة تقويم التهديدات من هجمات بالصواريخ البالستية على الولاياتالمتحدة. وخلصت اللجنة الى تأكيد ان هناك مخاطر متزايدة بسرعة لتعرض اميركا لهجوم صاروخي، تبدو ادارة الرئيس بيل كلينتون واجهزة الاستخبارات غير مدركة لجديتها، سواء كان مصدر تلك التهديدات، اطلاق عن طريق الخطأ او عمداً من جانب دولة معتدية. واستند الى تلك الاستنتاجات، المدافعون عن نشر نظام الصواريخ المضادة للصواريخ. واعرب كل من بوش ورمسفلد اول من امس، عن رغبتهما في تجهيز قوات مسلحة حديثة للقرن الحادي والعشرين. وطالب الرئيس المنتخب الذي اعلن زيادة في المخصصات العسكرية، بوجود قوات "متحركة وسريعة". واشار بوش الى انه و"في سبيل الدفاع عن قواتنا وحلفائنا وبلدنا ضد التهديد من هجوم بالصواريخ او اطلاق الصواريخ بصورة عرضية، ينبغي علينا تطوير نظام مضاد للصواريخ". وكان الرئيس بيل كلينتون ترك لخلفه مهمة تطوير مشروع الدرع المضاد للصواريخ المثير للجدل لمواجهة اي تهديد محتمل من دول مثل كوريا الشمالية والعراق وإيران. ويعتبر معارضو هذا النظام في الولاياتالمتحدة، بمن فيهم بعض الخبراء في الاوساط العلمية، انه قليل الفعالية وبالغ الكلفة. اما الحلفاء الاوروبيون فيخشون من ان يؤدي الى إعادة إطلاق السباق على التسلح، في حين تعارضه روسيا والصين كونه يطرح مسألة معاهدات التسلح على بساط البحث. وكان بوش اعلن ان "مهمتنا للسنوات الاربع المقبلة ستكون اقامة سلام دائم" مع الخارج، عن طريق تحالفات متينة وعبر التجارة والديبلوماسية الفاعلة، وأيضاً، بفضل قوات مسلحة "مستعدة للحفاظ على السلام ومواجهة اي تحد". وبهذا التعيين يكون بوش حسم بعد تردد اختلافات في وجهات النظر بشأن اختيار وزير للدفاع، مستبعداً المرشحين السابقين لتولي المنصب وهما سناتور انديانا السابق دان كوتس والباحث الجامعي بول ولفويتز. واستبعد الرئيس المنتخب حصول تضارب داخل ادارته في وجهات النظر بالنسبة الى السياسة الدفاعية، كونها اصبحت تضم خبراء في هذا المجال مثل تشيني وباول ورمسفلد، إضافة الى مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس. واكد انه سيقوم بدور الحكم في حال حصول نزاع بين الشخصيات الاربع. موسكو ترد باكراً وفي رد بدا مبكراً من جانب موسكو، لوح الجنرال فلاديمير ياكوفليف قائد قوة الصواريخ الاستراتيجية الروسية بان اقامة نظام دفاع مضاد للصواريخ بين روسيا واوروبا ممكن من الناحية التقنية. واوضح الجنرال ياكوفليف الذي اوردت تصريحه وكالة انباء "ريا-نوفوستي" ان روسيا قادرة على اقامة درع مضاد للصواريخ واجراء التجارب عليه، مضيفاً: "يمكننا أيضاً اجراء مفاوضات لهذا الغرض مع شركائنا الاوروبيين". وكان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف قال ان بلاده ستباشر "حواراً جدياً" مع الولاياتالمتحدة حول المشروع الاميركي لاقامة درع مضاد للصواريخ وكل مشاكل نزع الاسلحة. ومعلوم ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح منذ وصوله الى الحكم تشكيل درع مضاد للصواريخ مشترك بين روسيا واوروبا والولاياتالمتحدة كبديل للمشروع الاميركي الذي يعارضه معارضة تامة. على صعيد آخر، عين بوش المستشار في مجال الاعلام والناطق باسم الحملة الجمهورية خلال الانتخابات آري فليشر، ناطقاً باسم البيت الابيض في ادارته الجديدة. وكان آري فليشر 40 عاماً شغل منصب الناطق باسم السناتور بيت دومينيتشي من 1989 الى 1994، ثم كان طوال خمس سنوات ناطقاً باسم احدى لجان مجلس النواب. وقبل انضمامه الى حملة بوش خريف 1999، كان فليشر مدير الاتصالات في حملة اليزابيث دول للانتخابات التمهيدية الجمهورية. الى ذلك، كان مقرراً ان يعلن بوش تكليف حاكم ويسكونسن تومي تومسون رئاسة ادارة الخدمات الصحية والانسانية، وهي الوكالة المكلفة اعداد برامج الخدمات الاجتماعية. ووقع الاختيار على تومسون لنجاحه في اصلاح الخدمات الاجتماعية في ويسكونسن. كما رشح ان المسؤول عن قطاع التعليم المدرسي في هيوستن تكساس رود بايج، سيعين وزيراً للتعليم.