كشفت مصادر عراقية مطلعة مزيداً من التفاصيل الخاصة بجلسة المجلس الوطني البرلمان العراقي، التي حضرها عدي، نجل الرئيس صدام حسين، للمرة الأولى منذ الانتخابات النيابية في آذار مارس الماضي. ومثلما كانت مفاجئة دعوة عدي إلى الانفتاح والتعددية السياسية، شكلت حملته على أداء كل الوزارات - باستثناء وزارة الدفاع - مفاجأة أخرى، أبرز ما فيها اعتباره أن وزارة الأوقاف اعتمدت سياسة "تمييز طائفي" ضد الشيعة في العراق. وقالت المصادر ذاتها إن عدي انتقد بشدة أداء المجلس الوطني الذي يرأسه الدكتور سعدون حمادي، وقدم "ورقة عمل" اتهمت الوزارات بالفشل، باستثناء وزارة الدفاع. ودعا نجل الرئيس العراقي بعد حضوره جلسة البرلمان مساء الأحد الماضي، إلى "انفتاح ديموقراطي"، ووصف أداء المجلس بأنه "أقل من مستوى التوقع"، مشيراً إلى "اختلالات كثيرة". ونبه إلى "ضعف الدور الرقابي للمجلس الوطني، ما أدى إلى استشراء الاهمال في أداء الوزارات التي يبدو أنها ما زالت في حلّ من رقابة حقيقية". واتهم وزارة الصحة بتسريب الأدوية وبيعها في أسواق غير رسمية، بما فيها تلك التي تستلمها الوزارة كمساعدات إنسانية، كما اتهم وزارة التجارة بالتغاضي عن نوع السلع والمواد الغذائية المستوردة ضمن برنامج "النفط للغذاء"، ووزارة الأوقاف بسياسة "تمييز طائفي"، معتبراً أن الوزارة اهتمت ببناء جوامع في المناطق التي تسكنها غالبية سنية على حساب المناطق التي تسكنها غالبية شيعية. كما اتهم عدي وزارة التربية بتقديم خدماتها ضمن "نهج يكرس التفاوت الطبقي بين أبناء المجتمع العراقي، واعتبر ان وزارة التعليم العالي "عاجزة عن ايجاد حل لهجرة الكفاءات العلمية خارج البلاد". وقال إن وزارة الخارجية "لم تستطع توظيف المتغيرات التي ميزت مواقف دول لمصلحة قضية العراق". وأوضحت المصادر ذاتها ان انتقادات عدي الحادة للمجلس الوطني عاودت فتح ملف علاقته المتوترة مع سعدون حمادي، مشيرة إلى أن الأخير كان غائباً عن الجلسة التي حضرها عدي، وسمى فيها ظواهر سياسية يندر الحديث عنها علناً في العراق، وعلى لسان عدي نفسه. وبدا لافتاً أن الصحف الرسمية العراقية تجاهلت نشر لقاء نجل صدام أعضاء البرلمان وتصريحاته إلى الصحافيين.