وجهت مصادر ديبلوماسية عراقية انتقادات مبطنة الى الأردن ودول أخرى عربية بسبب مواقفها التي اعتبرتها منسجمة مع السياسة الاميركية التي تستهدف إطاحة نظام الرئيس صدام حسين. وقالت المصادر ان تحركات في المنطقة "تحاول التكيف مع ضربة شبه اكيدة للعراق". الى ذلك، اشارت مصادر برلمانية عراقية الى ان المجلس الوطني البرلمان سيناقش الاسبوع المقبل "دور دول الجوار في رفع الحصار وتقويم سياساتها تجاه العراق". وقالت ان القضية الاساسية ستكون توصية للحكومة العراقية في شأن طبيعة العلاقات مع هذه الدول. وكان رئيس المجلس سعدون حمادي بعث برسالة الى الامانة العامة لاتحاد البرلمانيين العرب، دان فيها مواقف البرلمانات العربية التي "لم تنفذ تعهدات بمناصرة العراق" كانت قدمتها في مؤتمر طارئ عقده الاتحاد في العاصمة الاردنية العام الماضي. وشهد المؤتمر آنذاك تهجماً من اعضاء الوفد العراقي على الموقف الاردني حيال الازمة العراقية. وفي خطوة وصفت بأنها تعكس قلق السلطات العراقية من تحركات لاطاحة نظام صدام، ذكرت مصادر في حزب البعث ان قيادة الحزب تدرس اقتراحا بتقديم موعد "المؤتمر القطري" اعلى سلطة حزبية المزمع عقده اواخر تموز يوليو المقبل، لافتة الى وجود رأي آخر يرى تأجيل المؤتمر الى حين "حسم الصراع الوشيك مع الولاياتالمتحدة". ويتوقع ان يصادق "المؤتمر القطري" في حال انعقاده على تسمية قصي، النجل الثاني لصدام، نائباً لرئيس مجلس الدولة الذي سيتشكل بدلا من مجلس قيادة الثورة، مما يؤهل قصي ليكون الرجل الثاني في العراق. في غضون ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية عراقية في عمان عن اعادة انتشار للقوات المسلحة العراقية على الحدود مع ايران، وقالت ان ذلك يأتي ردا على اجراء طهران مناورات حربية في وقت "تتصاعد التهديدات الاميركية بإسقاط القيادة العراقية هذا العام، وفي ظل غزو تركي للاراضي العراقية". وأكدت المصادر ذاتها ان انتشار القوات العراقية على الحدود "يأتي تحسباً لعمليات تسلل ينفذها عملاء ومخربون" كالتي اشار اليها عضو القيادة القطرية لحزب البعث عبدالباقي السعدون، مسؤول تنظيمات البصرة والناصرية، واتهم فيها ايران برعاية "اعمال تخريبية" شهدتها البصر في آذار مارس الماضي. ورفضت اعتبار استضافة العراق اجتماع "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" في احد مواقع"مجاهدين خلق" على الحدود الايرانية عملاً عدوانياً ضد ايران. وقالت ان العراق "ليس معنياً بما تفعله المقاومة الايرانية انطلاقا من خارج اراضيه"، مؤكدة "عدم سماح العراق لمجاهدين خلق بضرب ايران انطلاقا من مواقعهم داخل اراضيه".