بدا لافتاً ظهور الاخوة غير الأشقاء للرئيس العراقي صدام حسين، برزان ووطبان وسبعاوي في حدث يتصل ب"تكريم" صدام لكبار المسؤولين وقادة الجيش والحرس الجمهوري والقادة الحزبيين ومسؤولي الاجهزة الامنية الذي تواصل خلال الاسبوع الماضي. ومنح صدام اول من امس رئيس المجلس الوطني العراقي د. سعدون حمادي ومدير المخابرات ووزير الداخلية السابق وعضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم سعدون غيدان الذي عاد الى الطاقم القريب من الرئيس العراقي بعد تقاعده اواسط الثمانينات، اضافة الى اخوته غير الاشقاء: وطبان التكريتي الذي شغل منصب وزير الداخلية الى شهر اب اغسطس 1995 حين اطلق عليه عدي النجل الاكبر لصدام رصاصات عدة قطعت على اثرها ساقه ظهر امام الرئيس مستنداً على عكاز وبرزان التكريتي الذي ثارت حوله "حكايات" عن خلافه مع عدي مما اثر في علاقته بالرئيس الذي استدعاه من جنيف بعد ان كان يشغل فيها منصب سفير العراق في المقر الاوروبي للامم المتحدة. كذلك منح صدام اخاه غير الشقيق الثالث، سبعاوي الذي كان شغل منصب مدير الامن العام، انواطاً وأوسمة وشارات "لما أبدوه من اخلاص وتفان وشجاعة" كما ورد في ديباجة تكريم صدام التي تلاها رئيس ديوان الرئاسة احمد حسين السامرائي. وتضمت لائحة الاوسمة والأنواط والشارات الممنوحة، وزراء ومسؤولين حكوميين وحزبيين سابقين بينهم عيادة كنعان الصديد، وحاتم حمدان العزاوي الذي كان احد عناصر المجموعة التي نفّذت محاولة اغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم اول رئيس جمهورية في العراق عام 1959 وضمت في حينها صدام حسين. وشغل العزاوي منصب رئيس ديوان الرئاسة خلال النصف الاول من التسعينات. كما ضمت سكرتير صدام السابق حامد يوسف حمادي الذي شغل حتى العام 1995 منصب وزير الثقافة والاعلام حين أُقيل على اثر هجوم حاد وجّهه له عدي من خلال صفحات جريدته "بابل". ومن بين المسؤولين الحاليين، منح صدام أوسمته لمحافظ النجف قائد العوادي الذي نجح في ضبط تحركات المجموعات الشيعية بعد اغتيال آية الله محمد صادق الصدر في احد شوارع المدينة التي تضم ضريح الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه. ولفتت مصادر عراقية مطلعة ان الرئيس صدام حسين حاول من خلال اختيار هذه الشخصيات، وتحديداً اخوته غير الاشقاء، لتكريمها بعدد كبير من الأوسمة والأنواط، ارسال اكثر من رسالة اولها انه ما زال وحكومته وثيق الصلة ببرزان ووطبان وسبعاوي وانه يحسب لهم حساباً في مواقع الشخصيات المتنفذة، برغم قراراته التي ابعدتهم عن مواقعهم الحساسة والمهمة: المخابرات، والامن العام ووزارة الداخلية. الى ذلك، يحاول الرئيس العراقي نفي الاخبار التي تواترت عن محاولة لجوء برزان التكريتي الى دولة عربية خليجية، وتأكيد صلة وطبان بسلطته برغم "الجروح" التي تركتها رصاصات عدي، وابقاء الود قائماً مع سبعاوي برغم سجن ابنه لسنوات بعد خلافات حول عقود تجارية حاول الاستئثار بها بعيداً عن رقابة قصي، النجل الأصغر للرئيس. وتؤكد المصادر ان مئات الاوسمة والانواط والشارات التي منحها صدام لاخوته والمسؤولين واضعافها لضباط الحرس الجمهوري الذين تقدمهم نجله الثاني قصي المشرف على الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص والامن الخاص، وامثالها لكبار الضباط، تشير الى ان الرئيس العراقي يهدف الى وضع الجميع في اقصى درجات الاستنفار امام "الفصل الاخير من المؤامرة" كما تصف بغداد احتمال المواجهة العسكرية مع اميركا وبريطانيا، والايحاء لكبار المسؤولين والقادة في الجيش والامن والمخابرات والحرس الجمهوري بأنه "الدفاع عن سلطة الرئيس يعني الدفاع عن حياتهم ووجودهم".