بغداد - أ ف ب، رويترز - واصل ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم محادثات مكثفة في بغداد أمس مع نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز، وسط حملة إعلامية عراقية على رئيس اللجنة، على رغم ابدائه تفاؤلاً بأن المحادثات تجرى في اجواء مقبولة. وأكد ناطق باسم اللجنة ان الاجتماعات "تتواصل من دون صعوبة" مشيراً الى أن "كل القضايا الفنية طرح للنقاش". وامتنع عن التعليق على سؤال يتعلق ب "خريطة" المطالب التي نقلها بتلر الى بغداد، ولم يصدر عن طارق عزيز أي تصريح يتعلق ب "الخريطة". وكان بتلر أعرب عن تفاؤله قبيل محادثاته مع الجانب العراقي أمس، واعتبر رئيس المجلس الوطني البرلمان العراقي سعدون حمادي ليل السبت ان مهمة اللجنة الخاصة "لا يمكن أن تستمر" الى ما لا نهاية. وشدد على أن "عملية مجيء فرق التفتيش ومغادرتها ولعبة الذرائع التي تمارسها اللجنة لا يمكن أن تستمر" مؤكداً ان "الشعب العراقي وجماهير العرب والمسلمين واحرار العالم سيقاومون بكل ما يتاح لهم من قوة السياسة المعادية" التي تنتهجها اللجنة. وجاءت تصريحات حمادي للتلفزيون العراقي في نهاية اجتماع للمجلس الوطني خصص للبحث في "سياسة اونسكوم المعادية" للعراق. وزاد ان "الادارة الأميركية وبريطانيا مسؤولتان عن موت الأطفال العراقيين" بسبب الحظر الدولي المفروض على بلاده منذ غزو الكويت. وتابع ان "أرواح 7500 من الأطفال دون الخامسة، والتي تزهق شهرياً ما هي الا قتل بدم بارد ترتكبه هذه الدول الخارجة على القانون". وكرر حمادي ان "العراق نفذ كل ما يترتب عليه من التزامات بموجب القرار 687 مما يوجب رفع الحصار عنه". ورأى ان عمليات التفتيش التي تنفذها اللجنة الخاصة هي بمثابة "عملية خبيثة ممولة بموارد الشعب العراقي" مشيراً الى أن "اللجنة ارسلت 2553 فريق تفتيش نفذت 2553 زيارة لمواقع عراقية وارسلت 156 فريق مراقبة" منذ بدء نشاطاتها. وواصلت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي نجل الرئيس صدام حسين حملتها على بتلر، وكتبت أمس انه يضع "سداً منيعاً" في وجه رفع الحظر الدولي عن العراق. وأكدت ان "بتلر يعمد الى تضليل اعضاء مجلس الأمن لايراد أمور لا يمكن التعامل معها لأنها مبنية على افتراضات". واعتبرت ان "الأعضاء المنصفين في المجلس يجب ألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ظلم واقع على العراق". جنازة جماعية ونظمت في بغداد أمس جنازة جماعية ل 43 طفلاً عراقياً توفوا "بسبب النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية" نتيجة الحظر الدولي. وأفادت وكالة الأنباء العراقية ان موكب التشييع الذي سار عشرات الأشخاص وراءه توقف أمام مكاتب الأممالمتحدة، وندد رئيس الجمعية العراقية لدعم الطفولة سلطان الشاوي ب "استمرار الحصار" ودعا الأسرة الدولية الى "رفع هذه المعاناة عن شعب العراق".