بغداد، لندن - "الحياة"، أ ف ب - اعترفت صحيفة "بابل" للمرة الأولى بأن عدي نجل الرئيس صدام حسين يشرف على حملات دهم واعتقالات. وأكدت امس اعتقال 39 شخصاً "باعوا انفسهم للأجنبي"، يشتبه في تورطهم بمحاولة الاغتيال التي تعرض لها نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق عزت ابراهيم الدوري في مدينة كربلاء. وأشارت الصحيفة الى ان حملة الدهم نفذها "الابطال من فدائيي صدام" الذي "دهموا اوكار المخربين والعملاء واعتقلوا 39 مخرباً ممن باعوا انفسهم للأجنبي"، في حين فسرت اوساط في المعارضة العراقية محاولة الاغتيال بپ"حال نقمة شعبية عارمة، بسبب حملات قمع عنيفة اشرف عليها قصي صدام حسين ووزير الدفاع السابق علي حسن المجيد، وشارك فيها الحرس الجمهوري في اهوار الناصرية والعمارة والبصرة" خلال الشهرين الماضيين. وقالت المصادر ذاتها ان "150 اعدموا في العمارة وتركت جثث ثلاثة معلقة على الجسر الرئيسي في محافظة العمارة"، مشيرة الى "قصف على الأهوار شاركت فيه الدبابات". وأوضحت "بابل" ان حملة الدهم "جرت خلال الساعات الاثنتين والسبعين التي اعقبت الاعتداء وبأمر مباشر من المشرف على فدائيي صدام" عدي. وكانت بغداد اعلنت ان عزت ابراهيم الدوري نجا في 22 تشرين الثاني نوفمبر الجاري من اعتداء استهدفه لدى وصوله الى ضريح الامام الحسين في مدينة كربلاء لحضور احتفال ديني. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها وسائل الاعلام العراقية ان "فدائيي صدام" ينفذون حملات دهم واعتقالات. وكانت "وكالة الأنباء العراقية" الرسمية أفادت الاثنين الماضي ان "التحقيقات لا تزال جارية للقبض على مرتكبي الجريمة الغادرة"، مشيرة الى القاء قنبلتين يدويتين ادتا الى اصابة عدد من حرس عزت ابراهيم الدوري وبعض المواطنين. وقال شهود ان حرس المسؤول العراقي قتل المهاجم، ونشرت الصحف العراقية في اليوم التالي صورة لشخص مجهول مرفقة ببيان لمديرية الأمن العام يهيب بالمواطنين "التعرف الى صاحب الصورة الذي اقترف جرماً جباناً استهدف ارواح المواطنين وراحتهم". الى ذلك افادت مصادر معارضة ان "النظام استبق الأزمة الاخيرة مع فرق التفتيش بحملة قمع واسعة، وبالاضافة الى 150 اعدموا في العمارة، اعدم 50 في سجن الرضوانية و122 آخرون في سجن ابو غريب". ورأت ان "رد الفعل الطبيعي على حملة القمع والقصف التخطيط لعمليات ضد النظام مثل محاولة اغتيال عزت ابراهيم الدوري". واتهم رئيس المجلس الوطني البرلمان العراقي سعدون حمادي الولاياتالمتحدة بپ"انتهاك فاضح" للقانون الدولي بسعيها الى تغيير النظام في بغداد. وأوضحت وكالة الأنباء العراقية ان حمادي شجب في رسائل الى رؤساء البرلمانات الاجنبية "التصريحات والتهديدات التي تعلن صراحة سعي الادارة الاميركية الى تغيير النظام الوطني والشرعي في العراق والتدخل في شؤونه ومساعدة فلول ما يسمى المعارضة". الى ذلك سخرت الصحف العراقية امس من قدرة المعارضة في الخارج على تنفيذ "المخطط الأميركي - البريطاني" لاطاحة الرئيس صدام حسين. وكتبت صحيفة "الجمهورية" الحكومية ان "الدوائر المخابراتية لحلف الشيطان، اميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني، بدأت بتزويق صورة الفضلات السامة التي رماها العراق من جسده وتجميعها وتسخيرها تحت لافتة المعارضة العراقية". وفي ادانة لاجتماع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت مع ممثلي 16 تنظيماً معارضاً في لندن، سخرت الصحيفة من قدرة عناصر المعارضة على تنفيذ هذه المخططات، معتبرة ان "محاولة النفخ في الصور الممسوخة وتأطيرها باتت اسلوباً عفا عليه الدهر وشرب". وهاجمت صحيفة "بابل" الحكومتين البريطانية والأميركية وكتبت ان "أساليبهما الرخيصة لن تدفعنا الا الى التمسك بحقنا المشروع"