اتهم التلفزيون الرسمي في بلغراد راديو - تلفزيون صربيا زعيم المعارضة الصربية فوك دراشكوفيتش الذي يرأس "حركة التجديد الصربية" بأنه طلب من حلف شمال الأطلسي تسليمه السلطة في صربيا، على أن يصدر في المقابل "عفواً" عن غارات الحلف على يوغوسلافيا. واتهم التلفزيون دراشكوفيتش بارتكاب "الخيانة العظمى". وبث تعليقاً احتوى على بيان لحزب "اليسار الموحد - الشيوعي" بزعامة ميرا ماركوفيتش زوجة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. ونشرت البيان أيضاً صحيفة "بوربا" القريبة من الحكومة، وجاء فيه: "بينما يعد فوك دراشكوفيتش صيغة العفو عن الحلف الأطلسي، يدين منذ أسابيع إبادة الشعب الصربي في كوسوفو، مضللاً بذلك الرأي العام لتمويه الخيانة التي يحضرها". وأكد البيان ان "دراشكوفيتش ينتظر رفعه إلى السلطة ويعرض العفو. ووزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت تنتظر العفو وتعرض السلطة". وعرض التلفزيون صوراً لدراشكوفيتش وهو يقبل يد أولبرايت أثناء لقائه معها في برلين الشهر الماضي. وتزامنت هذه الحملة مع اجتماع دعا إليه دراشكوفيتش أمس الاثنين وحضره رؤساء 16 حزباً صربياً معارضاً بحثوا خلاله الاتفاق على استراتيجية مشتركة لحمل الحكم على الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة في صربيا. ونشرت صحيفة "بلبتس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس تصريحاً لوزير الاعلام اليوغوسلافي غوران ماتيتش، وهو عضو اللجنة المركزية لحزب "اليسار الموحد" اتهم فيه دراشكوفيتش بأنه "على علاقة وثيقة مع الاستخبارات الفرنسية، وان اعترافات عدد من الجواسيس الذين اعتقلوا أخيراً أكدت ذلك". واعتبرت المعارضة الصربية في تصريحات نقلتها محطة التلفزيون المستقلة "ستوديو - ب" ان تصريح وزير الاعلام اليوغوسلافي "محاولة للضغط على المعارضة لمنعها من توحيد صفوفها وإثارة المشاكل لحزب حركة التجديد الصربية ورئيسه دراشكوفيتش". وأصدرت حركة التجديد الصربية بياناً أمس وصفت فيه اتهامات ماتيتش بأنها "مدعاة للسخرية". وأشارت إلى أن النظام في صربيا "أشاع في البلاد ارهاباً حكومياً منظماً". وأضاف البيان ان "حركة التجديد الصربية" قررت "رفع دعوى جنائية ضد وزير الاعلام اليوغوسلافي لتعمده الكذب وتزوير الحقائق وتضليل الرأي العام".