يسود اعتقاد في بلغراد ان اقالة نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي فوك دراشكوفيتش لم تكن بسبب تصريحاته حول الانتشار الدولي لحل مشكلة كوسوفو بل نتيجة انتقاده للجيش واتهاماته العنيفة لحزب اليسار اليوغوسلافي الموحد الذي تتزعمه ميرا ماركوفيتش، زوجة الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش. وابلغ مسؤول في حزب النهضة الصربية الجديدة الذي يتزعمه دراشكوفيتش "الحياة" بأن الاخير "لم يبلغ قرار اقالته قبل اذاعة البيان من التلفزيون الحكومي كما لم يبلّغ الاسباب التي ادت الى الاجراء الذي اتخذ ضده". واضاف المصدر ان اللافت ان دراشكوفيتش كان تحدث صباح اول من امس مع الرئيس اليوغوسلافي ميلوشيفيتش في اجواء طبيعية كما اكد له رئيس صربيا ميلان ميلوتينوفيتش تأييده لطروحاته بخصوص مشكلة كوسوفو. وذكر المصدر ان دراشكوفيتش ابلغ قيادة حزب النهضة الصربية الجديدة انه لا يحمل اي ضغينة لميلوشيفيتش و"يعتقد انه لم يكن صاحب قرار اقالته وانما لم يعارضه". وحسب المصدر فانه يمكن تفسير كلام دراشكوفيتش بأن الاقالة جاءت من حزبي: اليسار اليوغوسلافي الموحد بزعامة ميرا ماركوفيتش والراديكالي بقيادة فويسلاف شيشيلي، اضافة الى دعم بعض قيادات الحزب الاشتراكي "الذين هددوا بترك الحكومة في حال بقاء دراشكوفيتش". وكان دراشكوفيتش انتقد بشدة اسلوب وسائل الاعلام الحكومية التي خضعت لتوجيهات وزير الاعلام الصربي الكسندر فوتشيتش راديكالي في حين ان وزير اعلام الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية ميلان كومنانيتش من حزب دراشكوفيتش ظل من دون صلاحيات واقعية "على اساس ان وسائل الاعلام في صربيا تخضع للحكومة المحلية وليس للسلطة الخاصة بالاتحاد اليوغوسلافي". واشار المصدر الى ان دراشكوفيتش "يريد ان يبقى وطنياً قومياً ولن يلجأ الى معارضة جماهيرية في زمن الحرب خصوصاً وانه اكد ان لا خلافات جوهرية بينه وبين ميلوشيفيتش في شأن الاطار العام المعتمد لحل الوضع في يوغوسلافيا وكوسوفو وانه دعا الألبان للتعاون مع بلغراد في ايجاد تسوية سلمية". ويتردد في دوائر حزب النهضة الصربية الجديدة ان دراشكوفيتش سيتخلى عن قرار سحب الوزراء الثلاثة وبينهم وزير الاعلام كومنانيتش، من الوزارة الاتحادية "وذلك لمنع تفاقم الصراعات الحزبية والسياسية في هذه المرحلة المصيرية للصرب لان هذا الوقت ليس مناسباً لأي مكاسب شخصية او فكرية". ويذكر ان الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية تتكون من ائتلاف يضم احزاب: الشعبي الديموقراطي الجبل الاسود بزعامة رئيس الوزراء مومير بولاتوفيتش والاشتراكي واليسار اليوغوسلافي الموحد والنهضة الصربية الجديدة. بينما تضم الحكومة الصربية احزاب: الاشتراكي والراديكالي واليسار اليوغوسلافي الموحد. وتشير المصادر الحكومية في بلغراد الى ان زيارة فيكتور تشيرنوميردين التي من المرجح ان تتم اليوم الجمعة ستدور حول اتصالات موسكو مع الولاياتالمتحدة والاطراف الغربية الاخرى.