} أتاحت الهواتف النقالة للناس، من جهة، التهاتف لاسلكياً خلال تجوالهم. ومن جهة أخرى، حوّلت الإنترنت البيانات الخام خدمات مفيدة لروّادها. ونشهد، الآن، على "تلاقي" هاتين التكنولوجيتين، الذي يُسفر عنه ما يُسمّى "الجيل الثالث" للهواتف النقّالة 3G Mobile phones، على قاعدة "بروتوكول التطبيقات اللاسلكية - وابْ". أحد معوّقات انتشار "وابْ" والخدمات المبنيّة عليه، في سرعة وعلى نطاق واسع، الهواتف النقالة في حد ذاتها. فليست كل الأجهزة، المتوافرة الآن، صالحة للعمل وفق هذا البروتوكول، ما يضطرّ حامل جهاز "قديم"، يبغي الإفادة من الخدمات الجديدة، إلى شراء آخر "جديد" موافق ل "وابْ". وقد نزلت إلى الأسواق هواتف "الجيل الثالث" النقالة التي، إلى إمكان الاتصال المسموع والتراسل المكتوب عبرها خلال التجوال، تحمل الاتصالات اللاسلكية إلى بعد آخر. فهي تجمع السرعة العالية للاتصال النقّال أو اللاسلكي والخدمات القائمة على "بروتوكول الإنترنت" IP. ومن المعوّقات الأخرى، راهناً على الأقل، كلفة الخدمات وصغر الشاشة التي لا تتّسع لأكثر من 4 أسطر نصاً، وعدم التوافق التام بين محتويات "ويب" المختلفة والهواتف النقالة. إلا أن أبرز المشكلات تأتي من معدّل الاتصال وتبادل البيانات البطيء، عبر نظام "جي أس أم" GSM، الذي يصل معدّل نقل البيانات فيه إلى 4،13 كيلوبت في الثانية. وقد شرع أهل الصناعة في استنباط الحلول المناسبة، على مستويات البنية التحتية والبرامج وتوليف المحتويات. فبالنسبة إلى البنية التحتية، بدأ، أواسط عام 2000، وضع نظام "الخدمة العامة لبث البيانات - جي بي آر أس" GPRS قيد الخدمة. ويبلغ معدّل نقل البيانات فيه 6،53 كيلوبت في الثانية، أي أربعة أضعاف معدّل النقل في نظام الأول "جي أس أم". وتبيّن أن هذا المعدّل يجعل تصفّح "ويب" أكثر سهولة ومتعة. إلاّ أنه لن يكون كافياً لنقل محتويات الشبكة إلى الأجهزة، ويُنتظر، في السنوات المقبلة، ظهور نظام آخر، UMTS، علّه يحل هذه المشكلة جذرياً. كذلك، ظهرت خدمات اتصال لاسلكية من نوع آخر تقدّم إلى المستخدمين "هوائيات" توضع على مختلف الأجهزة، المكتبي منها والنقّال، وتسهّل النفاذ إلى الإنترنت لاسلكياً بمعدّل 5،2 جيغاهرتز، من دون مودمات أو أسلاك. وتُعالج مشكلة صغر الشاشة وعدم التوافق التام بين محتويات الشبكة والأجهزة النقالة، بإعداد المحتويات المكتوبة والمسموعة والمرئية في نسق خاص بالهواتف النقّالة بواسطة لغة "ويب" جديدة. وتقابله قدرة هواتف الجيل الثالث على نقل الموسيقى والفيديو وغيرهما من الوسائط إلى حامليها. من يحاول استقراء البدايات، يجد نفسه معلّقاً بين الماضي والمستقبل في ظل حاضر مشوب بالحذر من تلاقي الإنترنت والهاتف النقّال. ومن الطبيعي أن يستشرف اللاعبون في سوق الهواتف المحمولة آفاقاً متنافرة، في مرحلة تدعو إلى الابتكار والإبداع في صوغ العلائق الجديدة. ز. م.