تطوير منتجات وأنظمة نقالة جديدة تنافس تقنية الجيل الثالث من الهواتف النقالة من خلال المكاملة بين أنظمة الشبكات اللاسلكية المتعددة وضعت دراسات حديثة العراق في مقدمة دول منطقة الشرق الاوسط التي يمكنها الاستفادة من تقنيات "واي-فاي" (Wi-Fi) في مجال توفير خدمات التطبيقات المعلوماتية وزيادة معدلات استخدام الانترنت. وتمتلك السعودية حالياً 13 موقعاً من نقاط الاتصال اللاسلكي (Hotspot) التي تعتمد تقنية "واي-فاي" في مقابل 5 مواقع في الامارات و4 مواقع في الكويت. ويتم استخدام نقاط الاتصال اللاسلكي بصورة رئيسية من قبل أصحاب أجهزة الكمبيوتر النقال التي تتبنى تقنية "إنتل سنترينو" (Intel Centrin). ولم يتم حتى الان الاستفادة من الامكانات العديدة لتقنية "واي-فاي" في مجال توفير خدمات الاتصال السريع عبر الشبكات المحلية اللاسلكية (WLAN). وساهمت عملية تضمين شرائح إلكترونية للاتصال بشبكات "واي-فاي" في طرازين جديدين من أجهزة الهواتف النقالة, هما "نوكيا 9500 واي-فاي كومينيكتور" (Nokia 9500 Wi-Fi Communicator) و"موتورولا أم. بي. أكس" (Motorola MPX) في إتاحة فرصة الاستفادة من مميزات هذه التقنية لقطاع كبير من المستخدمين. وتعتبر "واي-فاي" تقنية حديثة تدعمها تقديمات "إنتل" (Intel) و"مايكروسوفت" (Microsoft), حيث يمكن من خلالها إرسال صفحات الويب والبريد الالكتروني والرسائل الفورية عبر موجات الراديو بدون تكبد النفقات الباهظة التي واكبت على سبيل المثال إنشاء شبكات الكابل اللازمة لتوفير خدمات الاتصال السريع بالانترنت (Broadband) في الولاياتالمتحدة. وتتيح تقنيات "واي-فاي" قدرات واسعة لنقل البيانات لاسلكياً بسرعة قد تصل إلى 11 ميجا بايت في الثانية. وطبقاً لدراسات عملية تناولت الدول التي قامت بتطوير عدد كبير من شبكات "واي-فاي", تصل تكلفة إنشاء المحطة الاساسية لهذه الشبكات إلى نحو 150 دولارا. وقال بشار دحابره, مؤسس ومدير عام شركة "إنفوتوسيل دوت كوم" (Info2cell.com), وهي شركة متخصصة في مجال توفير خدمات التطبيقات اللاسلكية في منطقة الشرق الاوسط: "مثلت عملية إطلاق تقنية "إنتل سنترينو" التي تدعم شريحتها الالكترونية حلول الاتصال اللاسلكي عبر شبكات "واي-فاي" خطوة هامة نحو زيادة معدل تبني هذه الشبكات. وسريعاً ما أصبحت شبكات "واي-فاي" اختياراً مثالياً لعدد كبير من الشركات الموفرة لخدمات الاتصالات الشبكية في أوروبا والولاياتالمتحدة, بالنظر إلى مميزاتها العديدة مقارنة بالسرعة الاقل والنفقات الاعلى نسبياً لحلول الاتصال بالانترنت عبر الكابل التي تدعم تقنية الحزمة العريضة (Broadband)". وأضاف دحابره: "عندما بدأ استخدام تقنيات "واي-فاي" بصورة واسعة خلال العام 2003, كان هناك عنصران ساهما في الحد من معدل تبني هذه التقنية: أولهما أن الاستفادة من إمكاناتها كان مقتصراً على أجهزة الكمبيوتر النقال. ولم تتواجد حينها أجهزة هواتف نقالة يمكنها استخدام شبكة الانترنت عبر نقاط الاتصال اللاسلكي لشبكات "واي-فاي". وكانت أجهزة الهواتف النقالة والمساعد الشخصي الرقمي (PDA) تعتمد على تقنية (2.5 G) أو "حزمة التطبيقات اللاسلكية العامة" (GPRS) التي تمكن المستخدم من تحميل القطع الموسيقية أو الفيديوية إلى جانب توفيرها قدرات محدودة لتصفح الويب. وعلى الرغم من نفقاتها الباهظة مقارنة بشبكات "واي-فاي", اكتسبت تقنية "2.5 جي" انتشاراً أوسع مع إطلاق تقنيات (GPRS EGDE) التي تتيح سرعة أعلى نسبياً في الحصول على خدمات الانترنت مما عزز من معدل استخدام صفحات الواب والويب. وتندرج تقنيات "2.5 جي" ضمن نطاق الشبكات الواسعة, مقارنة بالنطاق المحدود لشبكات "واي-فاي" الذي يصل إلى 100 قدم. وفي الوقت الذي تعتمد فيه أجهزة الكمبيوتر النقالة والهواتف المحمولة أنظمة تقنية مختلفة, ظلت الاتصالات اللاسلكية موزعة بين هذين النوعين من الاجهزة غير المتوافقة. وقال دحابره: تشكل عملية إضافة تقنيات"واي-فاي" إلى الهواتف النقالة خطوة هامة ساهمت في التغلب على هذه العقبات. ويتيح هذا التطور ميزتين أساسيتين من خلال المقاربة بين أجهزة الكمبيوتر النقالة والهواتف من جهة والاستفادة من النفقات القليلة نسبياً لتركيب وصيانة واستخدام شبكات "واي- فاي" من جهة أخرى. وتعتمد الشبكات التي تدعم تقنية "واي-فاي" على مركز رئيسي يعرف باسم نقطة الاتصال لتوفير تغطية لاسلكية في نطاق لا يزيد على 100 قدم مما يتيح إمكانية الاتصال بالانترنت بالنسبة للاجهزة التي تتضمن رقيقة إلكترونية تدعم هذه التقنية. ويقوم المستخدمون بدفع تكاليف استخدام الشبكة إلى المالك الذي بدوره يدفع إلى موفر الخدمة, وهو ما يجعل كافة الاطراف مستفيدة من انتشار نقاط الاتصال بشكل أوسع. ويستفيد المستخدم من السرعة العالية للاتصال اللاسلكي بالانترنت والتكلفة الاقل نسبياً, الامر الذي يرجع إلى إنخفاض نفقات تركيب وصيانة هذه الشبكات. كما يتزايد دخل مالكي نقاط الاتصال اللاسلكي من خلال تحصيل رسوم الخدمات التي يقومون بتقديمها. وفي المقابل, تحصل الشركات الموفرة للخدمة على عوائد كبيرة بالنظر إلى الزيادة المستمرة في نقاط توفير الخدمة.وتوقعت دراسة حديثة نمو عدد مستخدمي نقاط الاتصال اللاسلكي في العالم من 9.3 مليون مستخدم خلال العام الماضي ليصل إلى نحو 30 مليونا بنهاية العام الجاري. وشهدت نقاط الاتصال اللاسلكي انتشاراً واسعاً على مدى السنوات القليلة الماضية من بضع مئات خلال العام 2000 لتصل إلى حوالي 40.000 نقطة اتصال ساخنة في العالم خلال العام الماضي. ويتوقع أن يدعم نحو 50 بالمائة من أجهزة الكمبيوتر النقالة التي يستخدمها المتخصصون في قطاعات الاعمال تقنية الاتصال اللاسلكي عبر شبكات "واي-فاي" بنهاية العام الجاري. وأضاف دحابره: يمكن استخدام التطبيقات التي تدعم تقنية "واي-فاي" في مجال الاتصال الشبكي في المنازل أو المكاتب عبر شبكة الاتصال المحلي اللاسلكي (WLAN). ويشكل النطاق المحدود لنقاط الاتصال اللاسلكي ميزة هامة عند استخدامها في الشبكات الخاصة بنقل المعلومات في المكاتب أو في التغطية الشبكية للمنازل بوصفها تقنية قليلة النفقات نسبياً. ومن خلال هذه الخصائص, يمكن الاستفادة من هذه التقنية في دولة الامارات التي تمتلك عدداً محدوداً من نقاط الاتصال اللاسلكي, وذلك في مؤسسات ومشروعات مثل "مدينة دبي للانترنت" (DIC) لتوفير خدمات الاتصال فائق السرعة ومحدود النطاق عبر تقنيات "واي- فاي" داخل المكاتب بالاضافة إلى الاماكن العامة والمطاعم. ويمثل الامن المعلوماتي أحد القضايا التي تحظى باهتمام كبير من قبل مشغلي الشبكات, حيث تتزايد التساؤلات حول معايير الامن المعتمدة في الشبكات اللاسلكية فيما يخص تبادل المعلومات عبر شبكات الراديو. وتتبنى شبكات "واي-فاي" معيار الامن "دبليو. إي. بي" (Wired Equivalent Privacy) الذي يرتكز على نظام تشفير مبسط لتأمين عملية تبادل البيانات. ومع ظهور بعض الثغرات الامنية في هذا النظام, يتم حالياً اختبار نظام جديد يسمى "الدخول الامن لشبكة واي-فاي" (WPA). ويتوقع أن يوفر هذا النظام ضمانات حماية أكبر للمعلومات من خلال اتباع نظام متطور لتشفير البيانات والتأكد من هوية المستخدم.