نيويورك، واشنطن - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - قال قاض فيديرالي في الولاياتالمتحدة ان وديع الحاج، الأميركي اللبناني الأصل والمتهم بأنه من شركاء أسامة بن لادن في قضية تفجير سفارتي اميركا في شرق افريقيا عام 1998، "يدعي المرض العقلي" لكنه سليم وتمكن محاكمته. واستشهد قاضي المحكمة الجزئية الاميركية ليونارد ساند بأراء ثلاثة خبراء في الصحة العقلية شهدوا بأن وديع الحاج "يتظاهر" بأنه مريض. وقرر انه يمكن ان يمثل أمام محكمة مانهاتن التي ستنظر في الثالث من كانون الثاني يناير المقبل في قضية تفجير السفارتين ويُحاكم فيها خمسة متهمين. وكان محامو الدفاع عن الحاج طالبوا بفصل قضيته عن قضايا المتهمين الآخرين، وزعموا انه بدأ يعاني فقدان الذاكرة بعد اصابته بانهيار الشهر الماضي بسبب المعاملة القاسية التي يلقاها في السجن. وأوضحوا ان هذه المعاملة تلت هجوماً يُزعم ان متهمين آخرين في قضية السفارتين نفّذاه ضد أحد حراس السجن. وقال سام شميت ان موكله تعرض لمعاملة قاسية على رغم عدم تورطه في الهجوم على الحارس. ويُزعم ان المتهمين في قضية التفجير ممدوح محمود سليم أبو هاجر العراقي وأحمد خلفان محمد طعنا الحارس بمشبك شعر في عينه إخترق رأسه ووصل الى المخ. وبقي الحارس في حال خطرة حتى الاسبوع الماضي. وقالت ناطقة باسم المستشفى الخميس ان اسرته لا تريد اذاعة أي بيانات أخرى عن حاله الصحية. وطالب محامو الدفاع بتأجيل محاكمة الحاج كونه ليس في حال تسمح له بالمساعدة في الدفاع عنه. لكن القاضي قال ان الدفاع فشل في اظهار ان الحاج مصاب بأي اضطراب يحول دون محاكمته. ورفض أيضاً الدفع بأن الحاج مصاب بحال تمنعه من التعاون مع محاميه. ووجه الاتهام الى الحاج الذي يُزعم انه سكرتير سابق لابن لادن، وآخرين بالتآمر لقتل اميركيين في الخارج وتفجير السفارتين الاميركيتين في تنزانيا وكينيا. وزعم الادعاء ان إبن لادن الذي يقيم في افغانستان هو الذي دبر التفجيرين اللذين اسفرا عن مقتل اكثر من 200 شخص واصابة الاف آخرين بجروح. واظهر الحاج سلوكاً عدوانياً اثناء العديد من جلسات المحاكمة. ففي حزيران يونيو عام 1999 قفز من على كرسيه واقترب لمسافة ثلاثة امتار من القاضي ساند قبل ان يتمكن الحراس من السيطرة عليه. وفي تشرين الاول اكتوبر، قال للقاضي انه يريد ان يدفع بأنه مذنب لانه لا يريد ان يتعرض للتفتيش الذاتي الروتيني. ورفض ساند هذا الدفع. وقال محاموه انه اصيب بانهيار في 14 الشهر الماضي والقى بنفسه على باب ثم بدأ يتشنج وانهار على الارض وتعين تقييد يديه وقدميه. على صعيد آخر، اعلن مصدر قضائي في فلوريدا ان وزيرة العدل الاميركية جانيت رينو قررت الافراج عن الفلسطيني مازن النجار المعتقل في الولاياتالمتحدة منذ ثلاثة اعوام بدون محاكمة. واودع مازن النجار 43 عاماً سجن برادينتون في فلوريدا منذ ان اعتقلته الشرطة الفيديرالية في ايار مايو 1997 في تامبا فلوريدا بحجة ان التأشيرة التي دخل بموجبها الى الولاياتالمتحدة كانت انتهت مدتها في ذلك التاريخ. ونفى النجار كل التهم التي وجهت اليه بانتمائه الى منظمة ارهابية. ورفضت السلطات الاميركية كشف دوافع اعتقاله. وقالت رينو في بيان انها سحبت امر الابقاء عليه قيد الاحتجاز لكنها ما زالت تعتقد ان من الضروري ترحيله. واضافت: "نتوقع انه سيكون من الممكن ترحيله من الولاياتالمتحدة قريباً" موضحة ان هذا الترحيل يتعلق بقرار محكمة دعيت الى الاجتماع في التاسع من كانون الثاني يناير المقبل.