} بدأت اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في شأن التوتر في الاراضي الفلسطينية عملها امس بلقاءات مع مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين، وسط تشديد اسرائيلي على ان اللجنة يجب الا تتدخل في التفاصيل، وعدم ارتياح فلسطيني للفترة القصيرة التي ستقضيها اللجنة في الجانب الفلسطيني. القدسالمحتلة، غزة - "الحياة"، أ ف ب - التقت اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في شأن التوتر في الاراضي الفلسطينية امس رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك قبل ان تلتقي في وقت لاحق الرئيس ياسر عرفات في غزة. ويقوم عمل اللجنة المكونة من خمسة اعضاء برئاسة السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل والتي تقرر تشكيلها خلال قمة شرم الشيخ منتصف تشرين الاول اكتوبر على تحديد أسباب النزاع الحالي. وصرح عضو اللجنة، مسؤول الشؤون الخارجية الاوروبية خافيير سولانا بعد لقاء مع وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي أمس بأن "هذه اللجنة ليست محكمة". واضاف: "لا نريد ان نكون جزءاً من المشكلة بل نريد ان نكون جزءاً من حل المشكلة". واضافة الى سولانا وميتشل تضم اللجنة أيضاً الرئيس سليمان ديميريل ووزير الخارجية النروجي ياغلاند ثوربيورن والسيناتور الاميركي وارن رودمان. وسيخصص اليوم الاول من عمل اللجنة لتحليل وضع عملية السلام، لكن المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية الون لييل اوضح اول من امس انها "يجب ان لا تدخل في التفاصيل". وعلى رغم ان القيادة الفلسطينية أولت وصول اللجنة أهمية كبيرة، إلا أنها لم تخف تشككها وعدم ارتياحها لبدء عمل اللجنة متأخرا اكثر من شهرين على اتخاذ قرار في شأنها في قمة شرم الشيخ، خصوصاً أن الجانب الفلسطيني كان يطالب بلجنة تحقيق دولية مرجعيتها مجلس الامن. كذلك أبدت مصادر قيادية فلسطينية عدم رضاها عن مكوث اللجنة ساعات قليلة فقط في الجانب الفلسطيني، خصوصاً أن اللجنة اشارت قبل وصولها الى انها لن تقوم بأي زيارات ميدانية وستكتفي بتقارير وشهادات مدونة من الجانبين الفلسطيني والاسرائىلي. وصرح وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه قبيل وصول اللجنة بان القيادة الفلسطينية اعترضت على مدة مكوث اللجنة في الاراضي الفلسطينية. وقال: "لقد اوضحنا موقفنا واعتراضنا واكدنا ان اللجنة يجب ان تقيم بشكل دائم في فلسطين وبعض اعضاء اللجنة يشاطرنا الرأي". وأضاف: "ان هذه اللجنة تأخرت كثيراً وهذا التأخير ناتج عن المناورات الاسرائىلية التي حاولت ان تقضي عليها بالتدريج". وأكد ان "دور هذه اللجنة غير واضح وغير محدد بسبب اصرار الجانب الاسرائيلي مدعوماً ربما بأوساط معنية في الادارة الاميركية على تقييد عملها". وعلى هذه الخلفية، استبق الجانب الفلسطيني وصول اللجنة واعد مجموعتين من الوثائق لتسليمهما اليها، توضح الأولى منهما نطاق تفويض اللجنة كما توضح الحقائق التي ستحقق فيها، بينما تقدم المجموعة الثانية معلومات لمساعدة اللجنة في تحقيقاتها. وتبين مجموعة الوثائق الأولى التي حصلت "الحياة" على نسخة منها من مصادر فلسطينية رسمية ونشرت مقتطفات منها اول من امس، السياق السياسي والواقعي الذي تجري فيه الانتفاضة الحالية، والمجالات الرئيسية التي ينبغي ان تفحصها اللجنة لتنفيذ تفويضها. وتشدد على ضرورة ألا تكون اللجنة "ديبلوماسية محض تفتقر الى الخبرة في المجالات ذات الصلة بالتحقيق وتعمل ضمن نطاق سياسي لا يتصل الا بقضايا الأمن" لأن هذا "سيكون سلبي النتائج ويغذي الاحساس باليأس في أوساط الفلسطينيين". وتقترح الوثائق على لجنة تقصي الحقائق ان تشمل تحقيقاتها: العنف ضد السكان المدنيين، واجراءات العقاب الجماعي، ونقل سكان اسرائيليين الى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتدمير القطاع الاقتصادي الفلسطيني. وتلحق منظمة التحرير الفلسطينية بهذه الوثائق جدولاً باسماء واختصاصات 15 خبيراً في مجالات تعتبر ان من الضروري ان تشملها التحقيقات. من جهة اخرى، ذكر مصدر ديبلوماسي عربي في الرباط مساء اول من امس ان عرفات سيصل اليوم الى الرباط للقاء العاهل المغربي محمد السادس. وكان عضو في الوفد المرافق لوزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التي تقوم حالياً بزيارة لبوتسوانا اعلن في وقت سابق ان المبعوث الاميركي للشرق الاوسط دنيس روس سيتوجه "مطلع الاسبوع" الى المغرب للقاء عرفات. واوضح ان عرفات سيشارك في اجتماع تعقده في الرباط اللجنة العربية لدعم العمال الفلسطينيين.