خسر السعودي خالد الفواز 37 عاماً أمس معركته أمام المحكمة العليا في لندن لمنع ترحيله الى الولاياتالمتحدة التي تريد محاكمته بتهمة "التآمر" مع أسامة بن لادن لقتل مواطنين أميركيين. ويعتزم محاموه استئناف قرار ترحيله أمام مجلس اللوردات البريطاني، وربما تقديم طلب مباشر الى وزير الداخلية جاك سترو الذي يعود اليه القرار الأخير في قضايا الترحيل. ولا يواجه الفوّاز سوى تهمة "التآمر" مع إبن لادن لقتل أميركيين. ويزعم الإدعاء الأميركي ان الرجل كان عضواً قيادياً في تنظيم "القاعدة" الذي يقوده إبن لادن، وانه دخل في "المؤامرة" لقتل الأميركيين منذ أيام وجوده في السودان، بداية التسعينات، الى تاريخ انتقاله الى بريطانيا، في 1994، حيث رأس مكتب "هيئة النصيحة والإصلاح". ويقول الأميركيون ان هذه الهيئة كانت "واجهة" لإبن لادن في لندن حتى تاريخ حلّها في ايلول سبتمبر 1998. واعتُقل الفواز بعد أيام من حل الهيئة، بناء على طلب القضاء الأميركي. واعتُقل معه عدد من الناشطين المصريين بينهم إثنان، عادل عبدالمجيد عبدالباري وابراهيم العيدروس، وجّهت اليهما الحكومة الأميركية تهمة التورط في تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس 1998، وهما الحادثان اللذان أوقعا 230 قتيلاً ونحو خمسة آلاف جريح. واستأنف المصريان قراراً من محكمة البداية بقبول طلب تسليمهما للمحاكمة في الولاياتالمتحدة. وركّز محامو الفواز في مرافعاتهم أمام المحكمة العليا على انه "معارض سعودي" ينشط من لندن إعلامياً، وانه ليس متورطاً في مؤامرة لقتل الأميركيين. كذلك جادلوا بأن رئيس محكمة البداية في بوستريت، الذي قرر العام الماضي قبول الطلب الأميركي، أخطأ في حكمه لأنه قبل شهادة شخصين سريين لم يكشف الإدعاء الأميركي هويتهما. وقالوا ان معرفة هوية الشاهدين ضرورية للحكم بصدقية أقوالهما. لكن قاضي المحكمة العليا، لورد ريتشارد باكستون وباتريك الياس، رفضا قبول دفاع محامي الفواز. وقالا انهما يوافقان على ان تصرفات الفوّاز يمكن ان تكون "بريئة" اذا نُظر اليها بمعزل عن غيرها، لكن "مجموع تصرفاته" يدفع الى الإعتقاد بوجود "أساس للدعوى" ضده "التآمر لقتل الأميركيين"، وهو أمر يتطلّب مثوله أمام القضاء لتقديم تفسير له. وقال محامي الفواز، السيد أختر راجا، عقب صدور الحكم، انه سيقدّم استئنافاً الى مجلس اللوردات، وربما يلجأ الى تقديم طلب آخر لمنع الترحيل مباشرة الى وزير الداخلية البريطاني. وتبدأ محكمة فيديرالية في نيويورك في كانون الثاني يناير المقبل محاكمة خمسة من المتهمين بالتآمر مع إبن لادن لقتل الأميركيين والتورط في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق افريقيا. ولن يكون الفواز وعبدالمجيد والعيدروس بين هؤلاء. والأخيران عضوان مفترضان في "جماعة الجهاد" التي يعتبر المحققون الأميركيون انها باتت جزءاً من تنظيم "القاعدة" لإبن لادن. والفواز الموقوف في سجن بريكستون جنوبلندن، وهو طالب لجوء في بريطانيا، متزوج وله ثلاثة أولاد. ويُعتقد ان استئناف قرار ترحيله أمام مجلس اللوردات يستغرق شهوراً وربما سنوات.