وسّعت أجهزة الأمن الكويتية حملة الاعتقالات التي بدأتها قبل أيام بعد ورود معلومات عن إمكان شن عمليات تستهدف الأميركيين في الخليج. وفي حين قالت مصادر إسلامية ل "الحياة" ان المعتقلين ينتمون الى "التيار السلفي"، أوضحت مصادر أخرى ان الاعتقالات شملت عرباً من جنسيات مختلفة إضافة الى كويتيين يعملون في أجهزة أمنية. وامتنعت وزارة الداخلية في الكويت عن الرد على أسئلة "الحياة" في شأن الإعتقالات. لكن مصادر إسلامية قريبة من الوسط السلفي قالت ان الاجراءات الأمنية بدأت في ضوء معلومات أميركية عن رجل سعودي دخل الكويت آتياً من أفغانستان ويُشتبه في علاقته بأسامة بن لادن وبالعمليات التي يُزعم ان لزعيم تنظيم "القاعدة" علاقة بها، ومنها حادث تفجير المدمرة "كول" في عدن الشهر الماضي. وتابعت ان السلطات اعتقلت بعض الأشخاص الذين اتصل بهم الرجل السعودي لمعرفة سبب قدومه الى الكويت، وعلى رأسهم محمد عبدالله الدوسري المعروف ب "أبي طلحة". ولم يثبت في الكويت سابقاً ضلوع المجموعات الإسلامية في أعمال عنف ضد الأجانب، باستثناء التفجيرات التي قامت بها مجموعات شيعية في الثمانينات إبان الحرب العراقية - الإيرانية. لكن لبعض الإسلاميين الكويتيين، خصوصاً الجناح المتشدد من السلفيين، علاقات بالقوى الموجودة في أفغانستان حيث شارك مئات الكويتيين في القتال. وانتقل بعض هؤلاء للقتال لاحقاً في البوسنة والهرسك، وربما في الشيشان أيضاً. وتعتبر المجموعات الإسلامية شبه الرسمية، وهم "الإخوان" جمعية الإصلاح الاجتماعي والسلفيون التقليديون جمعية احياء التراث، وجود القوات الأميركية في الكويت شرعياً في ضوء استمرار التهديد العراقي. وهي تشارك في الانتخابات البرلمانية ولها نواب في مجلس الأمة البرلمان ايدوا ابرام الحكومة عامي 1991 و1992 اتفاقات أمنية ودفاعية مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. وفي لندن، أعلن "المرصد الإعلامي الإسلامي" مقره في العاصمة البريطانية ان السلطات الكويتية شنت في الفترة الماضية "حملة شرسة ... طاولت أحد فصائل التيار الإسلامي". وقال في بيان ان قوات الأمن اعتقلت أول من أمس "أكثر من ثمانية إسلاميين" منهم كويتيان يعملان في وزارة الداخلية، وان بين المعتقلين حملة جنسيات يمنية وسورية ومصرية وبوسنية. ولم يستبعد ان يكون عدد المعتقلين أكبر. وأوضح ان أجهزة الأمن اعتقلت الضابط في وزارة الداخلية سعود فايز الحويلة العجمي 33 سنة، من محافظة الأحمدي "لمعرفته بضابط آخر يُقال أنه ساعد شخصاً سعودياً على مغادرة البلاد الكويت"، وان الكويتي الآخر ع. ه. يعمل في شرطة أمن المنشآت وأُفرج عنه أمس. وأشار الى اعتقال اليمني خالد السعفاني 28 سنة المقيم في الكويت منذ خمس سنوات والذي يحمل الجنسية البوسنية، والدكتور المصري يسري أحمد محمد 50 سنة وهو طبيب يعمل في شركة البترول الوطنية. كذلك تحدث عن توقيف ليبي م. ع. ح. مقيم في الكويت لفترة وجيزة. ونقلت وكالة "رويترز" عن ناطق باسم "المرصد" ان أحد المعتقلين اليمنيين يُعرف باسم "أبو سارة". وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أخيراً وضع قواتها في الخليج وتركيا في حال تأهب قصوى بسبب ما وصفته ب "تهديد جدي" بوقوع هجمات تستهدفها. وجاء هذا الإجراء بعد الهجوم على المدمرة "كول" في ميناء عدن. في صنعاء، اكد مصدر حكومي ل"الحياة" ان السلطة وفريق التحقيق الاميركي توصلا الى اتفاق على آلية التعاون في التحقيقات الخاصة بتفجير المدمرة. وقال ان الآلية المتفق عليها تتولى تلقي المعلومات وسير التحقيقات والأدلة من الاجهزة اليمنية وتوافي الجانب الاميركي بتطورات الموقف أولاً بأول، وتتلقى الاستفسارات والملاحظات التي يقدمها المحققون الاميركيون وترد عليها. واضاف المصدر ان خبراء يعكفون حالياً على درس المسائل القانونية سعياً الى صيغة قانونية تتيح للجانبين اجراء تحقيقات مشتركة اذا تم التوصل الى متهمين فعليين في الحادث يغلق دائرة الاتهام على أشخاص أو جهة بعينها، اضافة الى درس التفاصيل المتعلقة بالمحاكمات والاستجواب القضائي. ولفت الى ان التحقيقات حققت تقدماً جيداً غير ان تحديد المتهمين في التفجير لا يزال صعباً جداً، خصوصاً ان المنفذين قتلا في الحادث. واكد ان السلطات اليمنية منعت مروحيات اميركية من الهبوط في عدن وردتها عن أجواء البلاد لعدم حصولها على ترخيص مسبق. واشار الى ان الاميركيين "يتفهمون الاجراءات اليمنية في هذا الخصوص"، ونفى ان تكون مقاتلات اميركية خرقت الاجواء اليمنية. ووصف ما تناقلته الصحف ووسائل الإعلام عن خلافات بين المحققين اليمنيين والاميركيين بأنه "مبالغ فيه، لأن المحققين الاميركيين يقدرون درجة التعاون معهم".