} تخوض الاحزاب المصرية المرحلة الاخيرة من الانتخابات البرلمانية المقررة غدا، وهي تعاني هزيمة لكون جمهور الناخبين فضل التصويت للمستقلين في المرحلتين السابقتين ومنح النسبة الاقل من تأييده لمرشحي الاحزاب الشرعية في مؤشر الى ازمة حقيقية تواجه مستقبل التجربة الحزبية في البلاد. يتنافس في الجولة الثالثة والاخيرة من الانتخابات البرلمانية في مصر غدا 1344 مرشحاً على 160 مقعداً في ثماني محافظات هي القاهرة والجيزة والقليوبية، واسيوط والمنيا وبني سويف جنوب مصر ومرسى مطروح والوادي الجديد غرب مصر. وينتمي المرشحون الى احزاب الوطني الحاكم والوفد والتجمع والناصري والعمل المجمد نشاطه بقرار قضائي والاحرار والخضر والوفاق القومي. وقدم الحزب الحاكم في هذه الجولة 160 مرشحاً في 80 دائرة منهم وزراء الاقتصاد والاسكان والانتاج الحربي الدكتور يوسف بطرس غالي والدكتور محمد ابراهيم سليمان الذي يواجه منافسة قوية مع النائب الناصري المستقل محمود زينهم والسيد مشعل وجميعهم في العاصمة ورموز حزبية وبرلمانية عدة تخوض مواجهات ساخنة وعنيفة مع منافسيها المستقلين أو من احزاب المعارضة. واستقطبت محافظاتالقاهرة والجيزة والقليوبية الاضواء من بقية دوائر هذه المرحلة إذ تبدو فيها مواجهات من نوع مختلف يتنافس فيها الرموز ونجوم السياسة البارزة. إذ يترشح زعيم التجمع السيد خالد محيي الدين في دائرة كفر شكر، ينافسه مرشح الوفد محمد سرحان، ويسعى نائب مرشد جماعة "الاخوان المسلمين" المستشار مأمون الهضيبي إلى انتزاع مقعد دائرة الدقي من الدكتورة آمال عثمان الوزيرة السابقة وعضو المكتب السياسي للحزب الحاكم. كما يتنافس رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان الدكتور عبدالأحد جمال الدين مع الاقتصادي البارز رامي لكح في وسط القاهرة، وفي الدائرة الملاصقة مباشرة تتكرر المنافسة بين مرشح الوفد رجل الاعمال منير فخري عبدالنور ورئيس لجنة التعليم في البرلمان احمد فؤاد عبدالعزيز. وتشهد دائرة السيدة زينب وسط القاهرة منافسة ساخنة بين رئيس البرلمان الدكتور فتحي سرور ومرشح حزب الوفد المستشار السابق مرسي الشيخ والذي خسر اول من امس دعوى قضائية طالب فيها استبعاد منافسه لعدم ادائه الخدمة العسكرية. ويمكن القول إن منافسات هذه المرحلة ولا سيما في العاصمة القاهرة تشهد خليطاً من كل الوان الطيف السياسي، وقد تسفر عن مفاجآت عدة خصوصاً احتمالات قوية باستمرار تفوق المنشقين على الحزب الحاكم. وتدخل احزاب المعارضة بأعداد كبيرة في هذه الجولة حيث قدم حزب الوفد 150 مرشحاً منهم النائبان الحاليان الدكتور ايمن نور واحمد ناصر، فيما دفع حزب التجمع بخمسة عشر مرشحاً في ست محافظات منهم النائب الحالي محمد عبدالعزيز شعبان في القاهرة وقدم الحزب الناصري 12 مرشحاً في اربع محافظات. وتترقب الاوساط السياسية نتائج دائرة المنيل جنوبالقاهرة حيث ترشح مجدي احمد حسين رئيس تحرير صحيفة "الشعب" المعارضة التي علق صدورها بقرار قضائي، وهو يقضي عقوبة السجن لمدة عامين لادانته بقدح وذم نائب رئيس الحكومة وزير الزراعة الدكتور يوسف والي. وتعرض مقر حسين الانتخابي في حي المنيل الى الاقتحام من افراد الشرطة امس، وقالت الدكتورة نجلاء القليوبي زوجة حسين ان عناصر من الشرطة اقتحمت مقر الحملة الانتخابية لزوجها وقبضوا على السكرتيرة والسائق واحد العاملين في المقر، وصادرت لافتات وملصقات الدعاية وجهاز الكومبيوتر.