خرج الحزب الوطني بنتائج مرضية في الجولة الأولى من المرحلة الثالثة للانتخابات البرلمانية المصرية، وفاز 23 من مرشحيه بمقاعد في هذه الجولة، كما فاز عشرة من المرشحين المستقلين ومرشح لحزب "الوفد" هو الدكتور أيمن نور ومرشح لحزب "الأحرار" المجمد نشاطه هو السيد رجب هلال حميدة. وسيخوض 242 مرشحاً جولة الإعادة الثلثاء المقبل على 121 مقعداً بينهم 101 مرشح للوطني و134 مستقلاً، وثلاثة مرشحين لكل من حزبي "التجمع" و"الوفد" ومرشح واحد عن الحزب "الناصري". وجاء المستقلون في الصدارة كما حدث في الجولتين السابقتين. وعلى الرغم من فوز عشرة منهم فقط، إلا أنهم يمثلون الكتلة الأكبر في منافسات الإعادة، فيما بلغت خسائر الحزب الحاكم في نتائج الأمس 32 مرشحاً رسمياً. ولم تعلن نتائج دائرتين حتى الآن. وقلل من ضخامة خسائر الحزب الحاكم فوز عدد من رموزه، خصوصاً في العاصمة حيث فاز وزيرا الإسكان الدكتور ابراهيم سليمان والانتاج الحربي السيد مشعل بعد مواجهة حادة مع مرشحين مستقلين، وإن كان الأخير ما زال ينتظر نتائج طعون في دعاوى قضائية ضده قضت باستبعاده من الترشيح، كما فازت رموز مهمة في الحزب في الجولة الأولى مباشرة، خصوصاً رجل الأعمال المعروف محمد أبو العينين، ورئيس لجنة القوى العاملة السيد عبدالعزيز مصطفى، كما فاز رئيس البرلمان الدكتور فتحي سرور والنائب البارز رئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتور زكريا عزمي، الذي حافظ على مقعده للدورة الثالثة على التوالي. ولم يخل الأمر من سقوط رموز مهمة في الحزب وفي مقدمها رئيس لجنة الشؤون العربية الدكتور عبدالأحد جمال الدين الذي فاز عليه رجل الأعمال رامي لكح، على الرغم من أن الأخير يسعى للفوز بدعوى قضائية مقامة ضده قضت باستبعاده من الترشيحات لحصوله على جنسية مزدوجة. وسيواجه وزير الاقتصاد الدكتور يوسف بطرس غالي منافسة قوية في جولة الإعادة مع النائب الحالي المنشق عن الحزب الحاكم الدكتور مدحت عبدالهادي، وهو المصير ذاته الذي ينتظره رئيس لجنة التعليم السيد أحمد فؤاد عبدالعزيز في منافسة شديدة مع مرشح حزب الوفد المعروف رجل الأعمال منير فخري عبدالنور. وكان لافتاً في النتائج فوز أربعة أقباط يستعدون حالياً لخوض جولة الإعادة وهم إلى جانب غالي كل من منير فخري عن "الوفد"، ووجيه شكري عن "التجمع" وعبدالمسيح فؤاد سليمان مرشح مستقل في دائرة شبرا شمال القاهرة. وكان كل المرشحين الأقباط فشلوا في الحصول على أي مقعد في المرحلتين السابقتين. وكانت جماعة "الإخوان المسلمين" خاضت تلك المرحلة ب22 مرشحاً تمكن سبعة منهم من نيل أصوات تؤهلهم خوض جولة الإعادة وهم، الدكتور حسين علي حسين في شبرا الخيمة وعلي فتح الباب في التبين وعبدالفتاح رزق في المعادي وعزب مصطفى في الجيزة والدكتور أبو العلاء القرني في الحوامدية وعبدالمجيد هيكل في شبين القناطر والدكتور خالد عودة في أسيوط. ومثّل خروج الهضيبي والبنا من سباق الانتخابات خسارة كبيرة للجماعة لكن النائب السابق القطب البارز في التنظيم الدكتور عصام العريان لم يعتبر ذلك مفاجأة وتساءل: "كيف يمكن للهضيبي والبنا أن يفوزا إذا لم يكن ناخبيهم تمكنوا من الوصول إلى لجان الاقتراع؟". لكن العريان شدد على أن "تمكن سبعة من رموز الجماعة من اختراق الحصار والوصول إلى جولة الإعادة دليل على أن الجماعة تتمتع بقبول شعبي على الرغم من محاولات ابعادها عن اللعبة السياسية". ورفض العريان وصف ما تحقق للإخوان بأنه "نجاح ساحق"، لافتاً إلى أن "الجماعة" لم ترشح للانتخابات سوى 75 شخصاً "خاضوا منافسات في ظروف بالغة الصعوبة". وعلى صعيد أحزاب المعارضة احتفظ الدكتور أيمن نور نائب "الوفد" بمقعده في دائرة باب الشعرية، كما اجتاز ثلاثة مرشحين الجولة الأولى ويستعدون لجولة الإعادة وهم إلى جانب السيد عبدالنور كل من فريد حسنين في دائرة طوخ ومحمد سرحان في دائرة كفر شكر، والاثنان في محافظة القليوبية، وكان الحزب حصل على 4 مقاعد في الجولتين السابقتين. ومعروف أن "التجمع" نال أربعة مقاعد في المرحلتين السابقتين. واستطاع ثلاثة من مرشحي حزب "التجمع" تحقيق نتائج تمكنهم من خوض جولة الإعادة، هم زعيمه السيد خالد محيي الدين الذي حقق تفوقاً كبيراً يزيد على اربعة آلاف صوت على منافسه مرشح "الوفد" السيد سرحان، فضلاً عن النائب الحالي محمد عبدالعزيز شعبان في دائرة حدائق القبة شرق القاهرة ومرشحه وجيه شكري في دائرة مدينة المنياجنوب مصر. وإذا كان الحزب الناصري حصل على مقعد واحد فقط حتى الآن، فقد حقق مرشحه حيدر بغدادي مفاجأة بتأهله لجولة الإعادة في دائرة الجمالية. ما رفع عدد ممثلي الحزب الناصري في البرلمان إلى مقعدين، إضافة إلى أربعة ناصريين مستقلين. أما حزب "العمل" المجمد بقرار من لجنة شؤون الأحزاب، فقد خرج مرشحه رئيس تحرير صحيفته "الشعب" السيد مجدي أحمد حسين المسجون، من المنافسات الانتخابية ولم يتأهل لجولة الإعادة.