أحيا لبنان يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني من خلال تظاهرات جابت المخيمات الفلسطينية، وتظاهرة طالبية توجهت الى السفارة الأميركية في عوكر جبل لبنان، وسلسلة مواقف مساندة للانتفاضة. قصد عشرات من طلاب الجامعات اللبنانية والأميركية والعربية، لبنانيينوفلسطينيين، ومن انتماءات حزبية يسارية كانوا تجمعوا في بيروت، منطقة عوكر حيث حرم السفارة الأميركية، يتقدمهم علم فلسطيني ضخم. وكان في انتظارهم عدد مماثل لعددهم من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني الذين قطعوا الطريق المؤدية الى السفارة بشريط شائك وأحزمة بشرية، وخلفهم تمركزت سيارة إطفاء مجهزة بالمياه لمكافحة الشغب، وسيارة إسعاف وعناصر من الصليب الأحمر اللبناني. وأعطيت أوامر هاتفياً، للمجموعة الأمنية المنتظرة بسحب الدروع التي جهزوا بها لأن التظاهرة كما قيل للصحافيين حبية". هتافاتهم سبقتهم الى "نقطة النهاية": "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" و"يا شباب التمّوا، ابن الضفة ضحى بدمه" و"ساترفيلد السفير الأميركي ديفيد طلاع برا بدنا عوكر ترجع حرة" و"حيوا اليمنية... فجروا الأميركية" و"سحقاً بالأقدام يا دعاة الاستسلام" و"باب القدس من حديد لا يفتحه إلا الشهيد" و"لا سلم ولا استسلام رح نحوّلها فيتنام". ورفع المتظاهرون لافتات منها "يا ملوك وزعماء العرب ان دماءنا بارود وليس نفطاً يباع ويشترى" و"الشعوب العربية قالتها لا للصهيونية لا للإمبريالية لا للحكومات العربية الخانعة"، وأخرى بالإنكليزية تطالب بطرد ساترفيلد "لأن لا شيء لدينا نخسره". وحاول الطلاب الذين لفوا وجوههم بالكوفيات كسر الطوق الأمني وهتفوا: "زيح زيح يا عسكر بدنا نطلع على عوكر". وعندما لم تتحرك العناصر من أمكنتها هتف الطلاب: "تسلم يا عسكر لبنان يا حامي أميركا". وهجموا لنزع الأسلاك الشائكة وحصلت لحظات استنفار، عمل طلاب بدا أنهم من يقود التظاهرة، على التهدئة، وتحولت التظاهرة الى اعتصام جلوساً على الطريق، تُلي خلالها بيان "اتهم الولاياتالمتحدة بالانحياز الفاضح الى دولة إسرائيل في عدوانها الدائم على شعوب المنطقة العربية". وكانت التنظيمات الطالبية المنتمية الى اتحاد الشباب الديموقراطي وحزب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الله وحركة "أمل" لم تشارك في التظاهرة بحجة أنها تنظم يوماً تضامنياً في يوم لاحق. واقتصرت المشاركة على طلاب الحزب التقدمي الاشتراكي وطلاب شيوعيين وشبيبة فرج الله الحلو وحركة "الشعب". ونفذت المخيمات الفلسطينية في جنوبلبنان مسيرات شعبية واعتصامات دعت إليها المنظمات الديموقراطية الفلسطينية والاتحادات والمنظمات الشبابية والنقابية واللجان الشعبية. وحمل المتظاهرون أعلاماً ورايات وصوراً للمسجد الأقصى وأحرقوا الأعلام الأميركية والإسرائيلية والبريطانية. وتحدث عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية علي فيصل خلال اعتصام فلسطيني نفذ أمام مقر بيت الأممالمتحدة في بيروت عن أن "معيار التضامن مع الشعب الفلسطيني هو بممارسة الضغوط الدولية من أجل تطبيق قرارات الأممالمتحدة تشكيل لجنة دولية نزيهة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين". ورأى رئيس الحكومة السابق سليم الحص في تصريح أمس "أن الانتفاضة لن تتوقف الى أن يسمع الشعب الفلسطيني المناضل كلاماً يطمئنه الى مصيره، وما لم يدرك الراعي الأميركي لعملية التسوية هذه الحقيقة عبثاً يسعى الى حلول أمنية لقضية وطنية وقومية". ودعا العرب "شعوباً ودولاً الى التعبير عن مساندتهم الانتفاضة، بالدعم المادي وقطع أي نوع من العلاقة مع إسرائيل".