استخدم الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا صلاحياته الدستورية، للإفراج عن الطبيبة والشاعرة الألبانية فلورا بروفينا وإعفائها من كل تهم التعاون مع "الإرهابيين الألبان" التي وجهتها إليها محكمة صربية قضت بسجنها 12 سنة. وكانت القوات الصربية ألقت القبض على بروفينا في مدينة بريشتينا عاصمة كوسوفو، أثناء الغارات التي شنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا ونقلتها الى صربيا في نيسان ابريل 1999 وأودعتها السجن في مدينة بوغاريفاتس 70 كلم شرقي بلغراد. واضطر كوشتونيتسا الى إرسال سكرتيره الخاص فيليب غولوبوفيتش الى السجن لتنفيذ أمره، بعدما رفض وزير العدل اليوغوسلافي بيتر يوييتش من الحزب الراديكالي الصربي برئاسة فويسلاف شيشيلي الالتزام به. وأبلغت "الحياة" رئيسة لجنة هلسنكي لحقوق الإنسان في يوغوسلافيا سونيا بيسركو التي تابعت عملية الإفراج أنها رافقت سكرتير الرئيس اليوغوسلافي، الذي أشرف بنفسه على الإفراج عن بروفينا وتسليمها الى ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من امس. ونقلت بروفينا الى النقطة الحدودية بين صربيا وكوسوفو، وقالت بيسركو: "رافقنا سيارة الصليب الأحمر بسيارة تابعة لرئاسة الجمهورية كان فيها السكرتير غولوبوفيتش والمحاميان نيكولا باروفيتش ودراغومير ماريتش وأنا". وأضافت: "حضرنا قيام ممثلي الصليب الأحمر بتسليم بروفينا الى زوجها ايري بيغو، الذي كان في انتظارها في النقطة الحدودية مع أفراد أسرتها ومئات الألبان". وأعربت بيسركو عن أملها في أن يكون الإعفاء الذي صدر عن السلطة الجديدة في يوغوسلافيا عن بروفينا "بداية لإنهاء محنة اكثر من ألفي من ألبان كوسوفو موجودين في المعتقلات والسجون الصربية". وعندما سألتها "الحياة" عما تردد عن وجود صفقة دولية للإفراج عن كل المعتقلين والسجناء الألبان في صربيا في مقابل عودة كل النازحين الصرب الى ديارهم في كوسوفو، قالت: "نحن نعتبر القضيتين منفصلتين، ولكل منهما ظروفها الخاصة، ولكن نعمل من أجل أن يتم حل كليهما في أقرب وقت، لأنهما تمثلان معاناة إنسانية لا يجوز بقاؤها". واتصلت "الحياة" هاتفياً أمس بمقر "الرابطة الديموقراطية لكوسوفو" التي يتزعمها ابراهيم روغوفا، في بريشتينا، فأفاد مسؤولو الرابطة أن فلورا بروفينا وصلت المدينة في الثامنة من مساء اول من امس "كانت مرهقة جداً وتعاني من أمراض عدة، وعلى الأرجح أنها ستنقل خلال أيام الى دولة أوروبية لمعالجتها". وقالت المسؤولة في مكتب حقوق الإنسان في بلغراد ناتاشا كانديتش ل"الحياة": "إنني مسرورة جداً، لأن الكثيرين من الصرب وقفوا الى جانب بروفينا خلال محنتها في صربيا".