} أجرى وفد من حكومة بلغراد محادثات مع المسؤولين المدنيين والعسكريين الدوليين في كوسوفو، هي الأولى من نوعها منذ انتشار قوات حفظ السلام في الاقليم قبل حوالى 17 شهراً، تناولت قضية المعتقلين الألبان في السجون الصربية وقضايا انسانية أخرى. أبلغ وزير العدل الصربي دراغان سوباشيتش، الذي ترأس وفداً من حكومة بلغراد الى كوسوفو "الحياة" أمس، انه التقى مع ممثلي الأممالمتحدة في الاقليم في محادثات "مفتوحة وجادة، تركزت حول التعاون بين المسؤولين الدوليين والسلطات الصربية واليوغوسلافية من أجل تصفية المشكلات الانسانية التي تخص سكان كوسوفو". وأوضح ان في صدارة القضايا التي تم بحثها "المعتقلين والسجناء الألبان في صربيا والمفقودين من كل الأعراق وعودة النازحين من الصرب والأعراق الأخرى الى ديارهم في الاقليم وتوفير الأمن والاستقرار لكل سكان كوسوفو". وأشار الوزير في الحكومة الصربية سوباشيتش الى انه سيتم قريباً تشكيل لجان تنسيقية من الادارة الدولية في كوسوفو وحكومة بلغراد "تتولى إيجاد حلول للأمور التي تخص سكان الاقليم، اضافة الى القضايا الانسانية الأخرى سواء كانت متعلقة بأسباب سياسية أو غيرها". وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان زيارة الوفد الى كوسوفو جاءت بتوجيه من الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا، لتتزامن مع كلمته في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ أول من أمس حيث توقع ان لقاءات الأوروبيين معه ستتطرق الى قضية المعتقلين الألبان في السجون الصربية. وكان كوشتونيتسا وصف مشكلة كوسوفو في البرلمان الأوروبي بأنها "معقدة". واعتبر ان قرار مجلس الأمن 1244 الخاص بكوسوفو "يمثل نقطة الانطلاق لحل شامل لهذه القضية". وأكد استعداده لإجراء محادثات مع قادة ألبان الاقليم "تدور في اطار الشرعية الدولية والحقوق الذاتية الواسعة". وفي كوسوفو، تواصلت تظاهرات الألبان المطالبة بالافراج عن ذويهم المعتقلين في السجون الصربية والكشف عن مصير المفقودين منهم. واتخذت القوات الدولية اجراءات امنية مشددة في أنحاء الاقليم، لمنع تطور هذه التظاهرات الى مواجهات مع السكان الصرب. وقطعت الطرق المؤدية الى العاصمة بريشتينا التي تجمع فيها عشرات آلاف الألبان الذين جاؤوا من مختلف مناطق كوسوفو لعرض مأساة ذويهم على المسؤولين الدوليين. ودعت الادارة الدولية السكان الصرب في بريشتينا والقرى الموجودة في المناطق الغربية والجنوبية منها الى التزام منازلهم "خشية تعرضهم للأذى". واعتقل الجنود الدوليون 25 ألبانياً كانوا في تظاهرة في مدينة غنيلاني شرق الاقليم، حاولا الوصول الى الأحياء الصربية في المدينة، كما شكل الجنود الفرنسيون حاجزاً بين شطري مدينة ميتروفيتسا شمال غربي الاقليم الجنوبي الألباني والشمالي الصربي، لمنع الصدام بين التظاهرات التي حدثت فيهما للمطالبة بالافراج عن المعتقلين من الطرفين. ويذكر ان سلطات حكومة بلغراد كانت اعترفت بوجود حوالى ألفي ألباني في السجون الصربية نقلوا اليها من كوسوفو أثناء انسحاب القوات العسكرية اليوغوسلافية من الاقليم بعد الغارات التي شنها حلف شمال الأطلسي، لكن الألبان يؤكدون ان اكثر من ستة آلاف ألباني كانت اعتقلتهم القوات الصربية. ومن جانبهم، يشير الصرب الى أن حوالى ألف و500 صربي فقدوا في كوسوفو منذ تسليم الاقليم الى الادارة الدولية، ويشيرون الى ان اعداداً من هؤلاء نقلوا الى معسكرات في دولة ألبانيا المجاورة. ومن جهة أخرى، أفاد الناطق باسم الجيش اليوغوسلافي العقيد سفيتوزار راديشيتش في مؤتمر صحافي عقده في دار الضباط وسط بلغراد وحضرته "الحياة"، ان "المواجهات مع الارهابيين الانفصاليين الألبان تضاعفت بمقدار ثلاث مرات في المنطقة المنزوعة السلاح التي عرضها خمسة كيلومترات حول حدود كوسوفو، خلال الشهرين الماضي والجاري، عما كانت عليه قبل ذلك".