منحت أخيراً "جمعية المجلات الثقافية السويدية"، مجلة "كارافان" التي تهتم بتقديم أدباء وشعراء من دول الجنوب الى القارئ في اسكندينافيا، جائزة أفضل مجلة ثقافية لهذا العام لأنها "مُعرف لا غنى عنه بآداب من خارج أفقنا الغربي المتحيز". وشرحت لجنة الحكم الدور الفاعل لمجلة "كارافان" في تعريف الشارع الاسكندينافي على شعراء وكتّاب كبار من دول مختلفة لا يحصلون على حقهم المشروع من قبل دور النشر الكبرى في دول الشمال. وحول هذه النقطة بالذات تشير رئيسة تحرير مجلة كارافان بيرغيتا فالين ان "هدف المجلة، منذ تأسيسها سنة 1992 هو تقديم أدباء وشعراء من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية لم يحصلوا على فرصة ليقدموا من قبل دور النشر الكبرى لأسباب أهمها مادية"، وترى فالين التي التقتها "الحياة" في العاصمة السويديةستوكهولم ان "هناك قوى ثقافية انغلوساكسونية بقيادة الولاياتالمتحدة تسيطر على العالم وأوروبا وتضع دور النشر تحت ضغوط وشروط قبل تسويق أي كاتب، أهمها الشروط الاقتصادية". وتشرح ان دور النشر الكبرى تريد ترويج أدباء لهم أسماء معروفة عالمياً لأنها تخاف الخسارة المالية "وهنا تكمن أهمية الدور الذي تلعبه كارافان في ترجمة أدباء وشعراء يتمتعون بشهرة واسعة في بلادهم ولكنهم مجهولون على مستوى الشارع الاسكندينافي". وجزء كبير من تلك الأسماء التي لا يعرفها المواطن في دول الشمال هي أسماء عربية، لذا قامت مجلة "كارافان" بترجمة قصائد لشعراء عرب مثل أدونيس ومحمود درويش ونزار قباني كما أنها تنشر سنوياً عشرات المقالات عن كتّاب عرب مثل ادوارد سعيد ونجيب محفوظ وغيرهما من الكتّاب المعروفين تتبع "كارافان" طرقاً مختلفة لاكتشاف هؤلاء الكتّاب والشعراء منها الاعتماد على المترجمين المطلعين على عالم الأدب أو متابعة أخبار الثقافات الأخرى عبر مجلات عالمية. وتقول فالين ان "مترجمي اللغة العربية الى السويدية ازداد عددهم عما كان عليه قبل عشر سنوات، إذ يوجد الآن سويديون كثر لهم معرفة واسعة بالأدب العربي". وتشير الى ان معظم المترجمين هم من الأشخاص الذين سافروا وعاشوا في الدول العربية مما يسهل عملية ترجمة مضمون النصوص بحذافيرها الى السويدية ولكنها ترغب في "مشاهدة وجوه شابة وجديدة في عالم الترجمة تساهم في نقل الأدب العربي الى لغات السويد ودول الشمال، خصوصاً انه لا يمكننا أن نعتمد على الموجودين حالياً الى الأبد لذا أتمنى أن ترتفع رغبة نقل الأدب العربي الى عالمنا من قبل مترجمين شباب يتمتعون بروح أدبية". وتشير فالين الى ان عملية ترويج كاتب ما تحتاج الى حملة اعلامية واسعة في دول الشمال وذلك يتطلب مجهوداً كبيراً وأموالاً كثيرة من أجل تقديم أي كاتب للشارع السويدي "وعندما تقتنع دور النشر ان كاتب ما له الشهرة الكافية وانه معروف في الوسط الأدبي السويدي وقتها فقط تتبنى دور النشر ترجمة أعماله الأدبية". وتعطي مثلاً ترجمة الكاتب الكردي سليم بركات الذي انتقل الى السويد منذ سنتين وتقدم بطلب لجوء الى السلطات السويدية إذ كتب عنه في الصحف المحلية وأصبح اسماً معروفاً لذا من السهل تقديمه للقارئ السويدي. كانت مجلة "كارافان" تصدر حتى سنة 1999 تحت اسم "أدب نصف العالم" ولكن بعد أن أصبحت لها شهرة واسعة في اسكندينافيا تبين ان الإسم القديم له حدود. وتقول فالين: "قمنا بتغيير ذلك الإسم الى كارافان لأسباب منها اننا نكتب عن أدباء من قارات ودول أكبر من نصف العالم كما أنه كان يوجد في السويد في فترة الاربعينات مجلة باسم كارافان، عدا عن ان كلمة كارافان معناها جميل للغاية بشر وحيوانات في رحلة عبر طرق وعرة لذا قررنا أن نغير الاسم الى كارافان". فالين متفائلة بمستقبل المجلة خصوصاً وانها تزداد شهرة على المستوى الاسكندينافي ومبيعها يرتفع. غير ان "كارافان" لا تعتمد فقط على المبيع أو الاعلانات فهي تحصل على مساعدة مالية من السلطات السويدية ولكن فالين تقول ان تلك المساعدة قد تتوقف يوماً ما لذا تعمل ادارة المجلة على رفع مستوى المبيع. فالين التي تعشق عالم الكتب تقول ان من الممكن الاستفادة من العولمة لتقوية العلاقات الأدبية على المستوى الفردي والجماعي بين دول العالم، ومن أجل توسيع وتقوية تلك العلاقات مع العالم العربي عبر الترجمة لمجموعات كبيرة من الكُتاب، كما عبر زيارات ثقافية متبادلة بين الكتّاب العرب والسويديين.