انتقل موقع «كيكا» من كونه مجلة إلكترونية إلى الميدان الورقي عبر مجلة تحمل الاسم نفسه. والمشروع أنجزه الكاتب صموئيل شمعون مؤسس موقع «كيكا» الإلكتروني وتتولى دار الجمل لصاحبها الشاعر خالد المعالي طباعة المجلة وتوزيعها. وبدا العدد الأول كأنه خلاصة عمل شمعون في الموقع الإلكتروني ومجلة «بانيبال» مع مارغريت أوبنك، لكنّ المجلة الجديدة تجمع بين هويتها العربية وانفتاحها على آداب العالم. ولئن كان العدد الأول من أي مجلة لا يفصح كاملاً عن مناخها والأبعاد التي تتوخاها فالعدد الأول من «كيكا» يحمل بعضاً من سمات المشروع الذي لا بد من أن يتطور، بخاصة أن العدد خلا من باب النقد مكتفياً بنشر الكثير من النصوص العربية والنصوص العالمية المترجمة. وفي مقدمة العدد الأول كتب صموئيل شمعون ما يشبه البيان التأسيسي قائلاً: «هذا هو العدد الأول من مجلة «كيكا» للأدب العالمي، المجلة التي حلمت بإصدارها تقريباً منذ عشرة أعوام. نعم، لقد تحقق حلمي الآن، شاكراً كل الذين ساهموا في هذا العدد التاريخي! أقول التاريخي، لأنني على ثقة بأن هذه المجلة ستكون واحدة من أفضل المجلات الأدبية باللغة العربية. نصحني بعض الأصدقاء بإصدار العدد (صفر) قبل إصدار العدد الأول، فكان جوابي أن زمن العدد صفر قد ولى مع ظهور الإنترنت. وبالفعل أرسلنا نسخة بي دي إف من المجلة لعدد من الأصدقاء الذين قاموا بمراجعة محتويات المجلة وزودونا باقتراحاتهم». ثم وجه شكراً إلى الشاعر والناشر العراقي خالد المعالي، الذي رحب وبحماسة، أن تقوم منشورات الجمل بطبع المجلة وتوزيعها. وأضاف: «قد يتساءل بعضهم ما إذا كانت ثمة علاقة بين موقع «كيكا» ومجلة «كيكا». الجواب، لا توجد أي علاقة على الإطلاق. وأزيد فأقول، لقد لعب موقع «كيكا» دوراً مهماً في نشر نتاجات الأدباء العرب الشباب في السنوات العشر الأخيرة، لكنني أعترف بمرارة، بأن هذا الدور قد خفت الآن! خصوصاً بعد تكاثر المواقع الإلكترونية وسهولة النشر، وانعدام وجود أية ضوابط تحفظ حقوق النشر الإلكتروني. في زمن الفوضى هذا، تأتي مجلة «كيكا» للأدب العالمي، لتعيد الاعتبار إلى دور المجلات الأدبية في العالم العربي في إنتاج أدب عربي خلاق، أدب حقيقي، يحمل المواصفات الجمالية والإبداعية المطلوبة التي تشكل جوهر الأدب: اللغة والموضوع والتقنيات والأساليب السرد. وابتداء من هذا المنظور يمكن القول إن 90 في المئة مما ينشر في الإنترنت لا علاقة له بالأدب. وهنا، لا بد من أن أشير إلى أن مجلة «كيكا» للأدب العالمي ستكون بالفعل مجلة للأدب العالمي، تخصص الكثير من صفحاتها للأعمال المتميزة المترجمة من الآداب الأجنبية، أما الأدب العربي الذي نعتبره جزءاً أساسياً من الأدب العالمي فسيحضر في المجلة من خلال أفضل النصوص الإبداعية المكتوبة باللغة العربية. بهذا، نبرر تسمية المجلة. ويبقى مهماً التشديد على أن هذه المجلة ستكون مفتوحة على جميع الاتجاهات الأدبية والفكرية، ولا تخضع لأي أيديولوجية أو عقيدة، مجلة ترفض الرقابة وتؤمن بحرية التعبير، مثلما تنأى بنفسها في الوقت ذاته عن الابتذال بكل أشكاله. ومن محتويات العدد الذي حمل غلافه صورة الروائي الكندي من أصل لبناني راوي الحاج: قصة للأميركية ماغي إيستب، قصة للكورية الجنوبية كيم إنسوك، فصل من رواية الكاتب اللبناني المقيم في كندا راوي حاج التي ستصدر ترجمتها العربية في بيروت. وفي العدد ملف يضم قصائد ونصوصاً لأربعة شعراء وكتاب أميركيين ذوي أصول عربية هم: نعومي شهاب ناي، لورانس جوزيف، حيان شرارة، غريغوري أورفيليا. ويضم أيضاً قصائد لأمجد ناصر وتشارلز بوكوفسكي (ترجمة سركون بولص) وألدا ميريني، وقصصاً لمحمود شقير ووجدي الأهدل، وفصولاً من روايات ثلاثة روائيين عراقيين، هم: كاظم الحلاق، عواد علي، ضياء الجبيلي. ومقالات وشهادات للعراقي فاضل العزاوي والتونسي الحبيب السالمي، والسعودية رجاء عالم والتونسي حسونة المصباحي والعراقي حسين الموزاني، وسواهم. علاوة على ملف من الصور لكتاب وشعراء عرب، منهم: أدونيس وخالدة سعيد وسركون بولص...