بدأت الجمعية الدولية للمترجمين العرب العمل الجاد في مشروع ثقافي لترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم. ينقسم المشروع إلى عدة مراحل؛ تهدف المرحلة الأولى إلى ترجمة الأعمال الأدبية إلى الإنجليزية، ثم الانتقال إلى الفرنسية والإسبانية واللغات الأخرى طمعاً في نشر نماذج متميزة من الآداب العربية في أكثر اللغات انتشاراً في مراحل لاحقة. وقد استهلت الجمعية الدولية للمترجمين العرب مشروع ترجمة الأدب العربي بطرح مجموعة من القصص القصيرة المترجمة إلى الإنجليزية من أعمال أعضاء الجمعية من المبدعين العرب على منتدى القصة القصيرة الخاص بالجمعية، وتلا ذلك توجيه دعوة إلى المبدعين العرب في مختلف مجالات الكتابة الأدبية، واستجاب لها عدد كبير من الأسماء اللامعة من الكتاب والروائيين والمسرحيين والشعراء العرب الذين عبروا عن رغبتهم في طرح أعمالهم للترجمة من خلال هذا المشروع الحضاري. وفي السياق ذاته، قامت الجمعية بعقد اتفاق مع الدكتور كولين ديفي للقيام بالتحرير والتصويب والمراجعة اللغوية للنسخ الإنجليزية، وستتولى دار «واتا - غارانت» للنشر في بلجيكا أمور الطباعة والتوزيع لضمان حقوق المبدعين، وتولي مهمة توزيع الأعمال عالمياً. تسعى الجمعية الدولية للمترجمين العرب من خلال مشروع ترجمة الأدب العربي إلى تحقيق عدة أهداف؛ من بينها: تعريف الآخر بالنتاج الأدبي والإبداعي العربي ونقله من المحلية إلى العالمية، وتعزيز ثقة المبدع العربي بنفسه وبنتاجه الإبداعي، وتجميع أعمال المبدعين العرب من كتاب وروائيين ومسرحيين وشعراء وأدباء ونشرها في مختلف اللغات على بوابة الجمعية ومنتدياتها. وقد أطلقت الجمعية الدولية للمترجمين العرب بياناً وجهت فيه الدعوة إلى الكتاب والمبدعين العرب الذين لديهم ترجمات لأعمالهم الأدبية أو لديهم الرغبة في ترجمتها من العربية إلى الإنجليزية إلى المبادرة بنشر أعمالهم الأدبية على المنتدى الخاص بالجمعية على الشبكة البينية، حتى يتسنى لهم المشاركة في هذا المشروع. وكانت الجمعية الدولية للمترجمين العرب قد أعلنت في وقت سابق عن فتح باب الاشتراك في مجلة (واتا) للترجمة واللغات التي تصدرها الجمعية باعتبارها (مجلة المترجم العربي)، وهي مجلة فصلية تعنى باللسانيات واللغويات والترجمة وشؤون الثقافة من فكر وأدب وعلوم إنسانية وما يتصل بذلك من قضايا ودراسات وأبحاث على الصعيدين النظري والعملي. وتُعَدُّ المجلة؛ التي تصدر بصفة دورية (كل ثلاثة شهور) بشكليها الورقي والإلكتروني؛ إطاراً ثقافياً ومعرفياً يفتح آفاقاً رحبة ويتسع لتجليات الفكر وإبداعات الأدب بمختلف فروعه وأجناسه، وهي المنبر الإعلامي والواجهة الثقافية للجمعية، وصوتها الحامل لرسالتها والمعبر عن أهدافها وتوجهاتها ونشاطاتها. ويُشار إلى أن الجمعية الدولية للمترجمين العرب تضم مجموعة من المبدعين والمترجمين والخبراء والعلماء من شتى الأقطار العربية؛ ومنهم العالم المصري الدكتور أحمد مستجير، والدكتور فاروق مواسى أستاذ النقد واللغة، والدكتور أحمد زياد محبك أستاذ الأدب العربي بجامعة حلب، وإبراهيم سعد الدين، وماهر محمدي ياسين، وآخرون. وقد تأسست الجمعية في يناير 2004 وتم ترخيصها كجمعية دولية في بلجيكا، ويرأسها عامر العظم، وتضم أكثر من ألف ومائتي عضو من أكثر من ستين دولة، ومن أهدافها: الاحتفاء بالمبدعين وتكريمهم ورفع شأنهم وتشجيعهم على الإبداع والتأليف، وجمع المخطوطات العربية في مكان واحد، ونشر المهارات التقنية والإلكترونية بين جميع المترجمين العرب، وتعزيز حوار الحضارات عن طريق الترجمة، وغيرها.