} كررت حركة "طالبان" رفضها تسليم أسامة بن لادن، وذلك خلال محادثات في المفوضية البريطانية في باكستان، فيما أعلنت حكومة إسلام آباد اقفال حدودها أمام اللاجئين الأفغان "لأنهم سببوا مشاكل من كل أنواع وليس الاقتصادية فقط". عقدت حركة "طالبان" أمس محادثات مع المفوّضة العليا البريطانية في باكستان تناولت موضوع أسامة بن لادن الذي تريد الولاياتالمتحدة محاكمته بتهمة الضلوع في عمليات ارهابية استهدفتها. وجاء اللقاء الذي عُقد في مقر المفوضية البريطانية في إسلام آباد، في وقت منعت حكومة اقليم بيشاور المحاذي للاراضي الافغانية دخول المهاجرين الأفغان إلى الأراضي الباكستانية. وصدر قرار حكومة بيشاور أمس بعد تدفق موجة كبيرة من المهاجرين الأفغان الى باكستان، بسبب المعارك الدائرة في الشمال الأفغاني بين قوات "طالبان" والمعارضة، إضافة إلى الجفاف والقحط اللذين ضربا شمال أفغانستان. وأفاد بيان للحكومة الباكستانية أن السلطات على طول الحدود تلقت أوامر واضحة بمنع أي من المهاجرين الأفغان من دخول الأراضي الباكستانية. وقال وزير الداخلية الباكستاني حسن رضا باشا ل"رويترز" أمس: "يجب وضع حد لتدفق الاجانب... اللاجئين الأفغان... على باكستان. فقد سببوا كل انواع المشكلات وليس فقط المشكلات الاقتصادية". في غضون ذلك، ناشدت باكستانالأممالمتحدة رسمياً أن تسعى إلى عودة سلمية للمهاجرين الأفغان الى بلادهم. وكانت لجنة ثلاثية تشكلت من باكستان و"طالبان" والأممالمتحدة بهدف اعادة توطين المهاجرين الأفغان في بلادهم، لكن العدد الذي تم الاتفاق على اعادته سنوياً لم يتجاوز مئة ألف مهاجر، ما يعني ان مشروع اعادتهم جميعاً يتطلب عشرين سنة. وعلمت "الحياة" أن القلق الأكبر الذي يساور القيادة الباكستانية هو احتمال أن تستغل المعارضة الأفغانية هؤلاء المهاجرين للقيام بأعمال إرهابية داخل الأراضي الباكستانية. وكانت وسائل إعلام باكستانية عدة حملت المعارضة مسؤولية التفجير الأخير الذي استهدف سوقاً في راولبندي قرب إسلام آباد. وقالت مصادر باكستانية أن المنظمات الدولية لم تعد تساعد باكستان لمواجهة أعباء المهاجرين الجدد، كما كان يحصل في السابق. وقدرت أوساط رسمية في إسلام آباد عدد المهاجرين الأفغان الذين تدفقوا على الأراضي الباكستانية خلال الأسابيع القليلة الماضية، بحوالي ثلاثين ألف مهاجر أفغاني تمركزوا في مخيم شمشتو قرب بيشاور. ومعلوم أن أكثر من مليون ونصف المليون من المهاجرين الأفغان يعيشون في الأراضي الباكستانية منذ الغزو السوفياتي لأفغانستان، ولم يعودوا إلى بلادهم بعد. وقال أحمد سعيد فرح رئيس برنامج المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لافغانستان والذي يتخذ من اسلام اباد مقرا له: "اعتقد ان من العدل القول ان باكستان لا تستطيع تحمل المزيد من اللاجئين فهم يتدفقون عليها منذ 20 عاماً". واضاف في مقابلة مع تلفزيون "رويترز": "ومع ذلك فاننا نفضل ان نرى استمراراً خاصة مع هذه الجماعة الجديدة ... لو اغلقت الحدود فسيصعب علينا تحديد من يأتي الى هنا هرباً من الصراع ومن يأتي الى هنا هرباً من الجفاف ... وانا متأكد من ان الاغلاق سيخلق صعوبات اكثر". وقال الناطق باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة خالد منصور: "خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة قدرت اعداد اللاجئين الذين وصلوا ويحتاجون الى مساعدة بنحو 2500 اسرة". أسامة بن لادن وأفادت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية أمس ان سفير "طالبان" في باكستان الملا عبدالسلام ضيف التقى المفوضية البريطانية في إسلام آباد هيلاري سينوت لمدة ثلاث ساعات في مقر الأخيرة. وأضافت رويترز ان المسؤول الأفغاني أكد لسينوت ان أفغانستان لا تؤوي معسكرات لإرهابيين، وان العرب الموجودين في مناطقها، ومن بينهم إبن لادن، هم لاجئون فقط. وتابعت الوكالة الأفغانية ان السفير أكد أيضاً ان "طالبان" مستعدة لمحاكمة إبن لادن شرط توافر أدلة قوية ضده، وان طلب ترحيل زعيم تنظيم "القاعدة" لا يجب ان يُنظر اليه ما لم يكن مدعوماً بأدلة ثابته. ويأتي لقاء سفير "طالبان" مع المفوضة البريطانية بعد أسبوع من لقاء مماثل عقده مع سفير الولاياتالمتحدة في إسلام آباد وتناول فيه موضوع إبن لادن والتوقعات بحصول ضربة أميركية لمناطق أفغانية تؤوي مؤيدين لزعيم "القاعدة".