أكد الجيش السوداني أنه أجلى قوات المعارضة السودانية المسلحة من مدينة كسلا المتاخمة لاريتريا بعد معركة استمرت بضع ساعات. وحمل حزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض اريتريا مسؤولية هجوم المعارضة على المدينة الذي خلّف عشرات من القتلى والمصابين بين السكان، وانعكاسات سلبية على أحدث الجهود لتحقيق مصالحة سودانية شاملة. واختلفت الروايات على خروج المعارضة والمدة التي تمكنت قواتها من قضائها داخل المدينة التي تبعد 20 كيلومتراً عن اريتريا، اذ سعت المعارضة الى القول انها نفذت "انسحاباً منظماً" فجر أمس، فيما اكد شهود انها اجليت بعد ست ساعات من معارك في احياء المدينة. وقالت الحكومة إن القوة المهاجمة "دُحرت في وقتها". تفاصيل ص 5 وامتنعت الحكومة حتى أمس عن توجيه اتهامات الى اطراف خارجية، واكتفت بالتركيز على التأكيد ان غالبية المقاتلين من جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان، وبتحميل رئيس التجمع المعارض السيد محمد عثمان الميرغني المسؤولية. الا ان حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يقوده الدكتور حسن الترابي سارع الى اتهام اريتريا بالوقوف وراء الهجوم، معتبرا أن مبادرتها الاخيرة للمصالحة ضرب من "المكر والخديعة". واوضح في بيان أن "قوات التمرد دخلت المدينة مسنودة بالدعم الاريتري". وحمل الحكومة أيضاً المسؤولية عن التقصير في توقع الهجوم ورده، ووصفها بأنها "غافلة وضعيفة التدبيرات الدفاعية والامنية لأنها منغمسة الى اخمص قدميها في الدعاية لكرسي الرئاسة ولاهية عن امن البلاد". وناشد الميرغني رئيس التجمع الوطني الديموقراطي المعارض الرئيس عمر البشير وقيادة اريتريا ومصر وليبيا بذل جهود لمنع الصدام وتسريع خطى الحل السلمي للمشكلة السودانية. وبرر الهجوم بأنه رد على "افتعال الحكومة المعارك ودق طبول تعبئة مثيرة للخواطر والصدام مصحوبة بالتهديد والوعيد". واعتبر أن ذلك "اثار ردود فعل ابعد ما تكون عن تهيئة اجواء مسالك السلام الذي قطعنا فيه شوطاً مقدراً". وحمل "بعض قوى الشر التي تريد لهذه الجهود ان تنتكس" مسؤولية التصعيد. وشهدت كسلا هدوءا أمس وبدأت الاحوال تعود الى طبيعتها، فيما اكتظت مستشفياتها بالمصابين، وانشغل السكان بتشييع موتاهم.