بدأ نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه زيارة لليبيا تستمر يومين. وأعلن في الخرطوم ان الزيارة تهدف الى تقوية العلاقات بين البلدين والمشاركة في اجتماعات اللجنة العليا الليبية - السودانية، على رغم ان وسائل الإعلام السودانية حفلت بتقارير امس عن احتمال عقد لقاء بين نائب الرئيس ورئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض السيد محمد عثمان الميرغني في اطار جهود المصالحة. غادر الخرطوم امس علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس عمر حسن البشير الى ليبيا على رأس وفد ضم وزير الاستثمار عبدالله حسن أحمد ومسؤولين آخرين وسينضم اليه في طرابلس وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين الموجود في الجماهيرية منذ يوم الثلثاء الماضي. وتردد في الخرطوم على نطاق واسع ان محمد طه سيلتقي في ليبيا رئيس "التجمع الوطني" رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض السيد محمد عثمان الميرغني الذي بدأ زيارة الى طرابلس الاثنين الماضي. وكان لقاء علي عثمان والميرغني مقرراً في القاهرة مطلع الشهر الجاري، لكنه لم يتم بسبب تسرب معلومات عنه الى اجهزة الاعلام كما أعلن الرئيس عمر البشير في حديث الى قادة الاحزاب السياسية أخيراً. وقال البشير ايضاً ان لقاء رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنيف "كان سيفشل لو لم يحط بسرية كاملة". وجاء في الاعلان الرسمي عن مغادرة نائب الرئيس السوداني الخرطوم الى ليبيا امس ان الزيارة "تهدف الى تقوية العلاقات بين البلدين وتطويرها وقيادة اجتماعات اللجنة الوزارية السودانية - الليبية التي تجتمع بصورة دورية في الخرطوموطرابلس". وتناولت الصحف المحلية خبر سفر علي عثمان محمد طه الى ليبيا، مشيرة الى انه للقاء الميرغني. وأشارت ايضاً الى مغادرة قياديين بارزين في الحزب الاتحادي ومقربين الى الميرغني الخرطوم للمشاركة في مفاوضات بين الحكومة السودانية والحزب الاتحادي. وأشارت الصحف خصوصاً الى سفر نائب رئيس الأركان السابق عضو المكتب السياسي للحزب الاتحادي الفريق المتقاعد يوسف أحمد يوسف، والخليفة علي ابراهيم مالك والخليفة عبدالمجيد ابراهيم. يذكر ان لقب خليفة يطلق على القياديين في طائفة الختمية التي يتزعمها الميرغني. ونشرت صحيفة "أخبار اليوم" المستقلة امس ان جهوداً حثيثة تبذل حالياً لتوحيد فصائل الحزب الاتحادي الديموقراطي في كيان واحد. ونقلت الصحيفة عن الدكتور أحمد بلال القيادي البارز في الحزب وأحد المقربين للأمين العام للحزب الذي سجل وفقاً لقوانين التوالي السياسي الشريف زين العابدين الهندي قوله ان جهوداً تبذل لعقد مؤتمر للاتحاديين يهدف الى توحيد الحزب. واقترح بلال ايضاً عقد مؤتمر شامل لكل القوى السياسية السودانية في القاهرة. من جهة اخرى، أفادت "وكالة السودان للانباء" الرسمية ان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد وجّه مكاتب الجامعة ومؤسساتها في انحاء العالم ب"التصدي لأطروحات تعمل ضد وحدة السودان وتروج أكاذيب عن وجود تجارة رق بغرض الإساءة الى السودان وسمعة شعبه والأمة العربية". وجاء في النبأ ان الجامعة العربية تعمل حالياً من أجل تعزيز الخطوات الجارية لتحقيق الوفاق الوطني والمصالحة السياسية بين السودانيين. معارك في الشرق من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم القيادة العسكرية المشتركة لقوات المعارضة السودانية عبدالرحمن سعيد أمس ان قوة مشتركة من فصائل المعارضة نفذت هجوماً الأربعاء في منطقة قريبة من الحدود مع اريتريا وتمكنت من السيطرة على موقع توقان. وأوضح سعيد في بيان تلقته "الحياة" امس ان "13 من جنود قوات النظام قتلوا وان 32 آخرين أسروا". وأشار الى استيلاء قوات المعارضة على مدافع وبنادق. وأوضح ان عدد قتلى الجيش السوداني يكون بذلك قد ارتفع الى 116 قتيلاً في هجوم مستمر منذ ايام. وقال سعيد في بيان آخر ان قوات المعارضة "تصدت لهجوم جديد" نفذه الجيش السوداني "لاستعادة حامية كورتيب" في جنوب كسلا المتاخمة لأريتريا. وأوضح ان "قوات لواء السودان" التابعة لزعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق "صدت الهجوم وأسرت قائد القوة المهاجمة النقيب أبو فاطمة مدني".