} أجرى مرشحون مصريون ينتمون الى تيارات سياسية مختلفة وبينهم اقطاب في الحزب الوطني الحاكم في مصر اتصالات مع قياديين في جماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة بهدف الفوز بتأييد ناخبي الاخوان في الدوائر التي ستُجرى فيها جولة الاعادة للمرحلة الثانية من الانتخابات السبت المقبل. في غضون ذلك، وسعت السلطات المصرية حملتها ضد عناصر الجماعة في المحافظات التي ستجرى فيها جولة الاعادة وتلك التي ستجرى فيها يوم الاربعاء المقبل الجولة الاولى من المرحلة الثالثة والاخيرة من الانتخابات. دفعت النتائج التي حققها مرشحو جماعة "الاخوان المسلمين" في الانتخابات البرلمانية حتى الآن مرشحي القوى السياسية الاخرى بما فيها الحزب الوطني والمستقلون إلى السعي لعقد تحالفات موقتة مع الجماعة سعياً للفوز بتأييد ناخبي الجماعة في الدوائر التي لن يخوض فيها احد عناصرها الانتخابات، كما سعى بعضهم إلى اتفاق للتنسيق في الدوائر التي سيخوض فيها مرشحو الجماعة الانتخابات على مقعد واحد دون المقعد الثاني. وقال القطب البارز في الجماعة النائب السابق الدكتور عصام العريان إن التنظيم اعتمد قراراً بعدم التصويت لمصلحة أي مرشح لن يستطيع معارضة سياسات الحزب الحاكم في البرلمان في شأن الاصلاح السياسي، ومساندة مرشحين من غير اعضاء الجماعة يتبنون مواقف وطنية اياً كانت انتماءاتهم السياسية. وأوضح ان من بين من تم الاتفاق على تأييدهم مرشحين ناصريين ومستقلين لا يدينون بالولاء للحزب الحاكم. وكان الاخوان فازوا بستة مقاعد في المرحلة الأولى يمكن ان ترتفع الى ثمانية عند اعادة الانتخابات في دائرة الرمل التي الغيت الانتخابات فيها بعد ما حصل مرشحا الجماعة السيدة جيهان عبداللطيف الحلفاوي والسيد المحمدي السيد احمد على أعلى الاصوات. وتمكن 14 من رموز الاخوان من تخطي الجولة الاولى من المرحلة الثانية وسيخوضون السبت المقبل جولة الاعادة بعد ما حققوا نتائج تفوق كثيراً من تلاهم في الترتيب. وطالب العريان وزارة الداخلية باعلان النتائج الكاملة للجولات التي جرت من الانتخابات حتى الآن "ليعرف الرأي العام الى أي مدى حقق الاخوان نجاحاً مذهلاً عكس حضور الاخوان والقبول الذي يلقونه من جانب الجماهير". واعتبر أن الانتخابات "اثبتت أن أداء الاخوان كان الافضل بين القوى السياسية على رغم الضغوط التي تعرضوا لها"، مؤكداً ان تدخلات امنية وادارية جرت لمنع ناخبين من الاخوان من الادلاء بأصواتهم "تسببت في عدم فوز نحو اربعة مرشحين من الجولة الاولى للمرحلة الثانية". ورأى أن تفاعلات الانتخابات "عكست رغبة شعبية في اعادة النظر في الحزب الوطني". وقالت مصادر الاخوان إن قوات الامن صعدت امس حملاتها ضد اعضاء الجماعة في محافظات عدة واشارت الى ان نحو ثلاثة الاف من الناشطين محتجزون حالياً في مراكز للشرطة ومعسكرات تابعة لقوات الامن المركزي، وان آخرين أُبقوا في شاحنات تابعة للشرطة لعدم وجود اماكن لاحتجازهم. وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء لم يعرضوا على النيابة. وألقت الشرطة مساء أول من امس القبض على المهندس سراج اللبودي مدير الحملة الانتخابية لنائب المرشد العام للجماعة المستشار المأمون الهضيبي واحالته على نيابة امن الدولة، كما ألقت السلطات القبض على نحو 30 من الاخوان في دائرتي الدقي وعابدين حيث يترشح الهضيبي والقطب البارز في الجماعة سيف الاسلام حسن البنا، وستجرى الانتخابات في الدائرتين في المرحلة الثالثة والاخيرة يوم الاربعاء المقبل.