} قبل يوم واحد من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية في مصر خسر الحزب الوطني الحاكم سبعة مقاعد جديدة من بين 134 مقعداً ستنطلق المنافسة عليها غداً في 67 دائرة ضمن 9 محافظات. وبدأ سباق بين مرشحين ينتمون الى تيارات سياسية مختلفة للحصول على تأييد الكتلة الانتخابية لجماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة بعد النتائج الباهرة التي حققتها الجماعة في المرحلة الأولى. يواجه مرشحو الحزب الحاكم في مصر خلال المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية منافسة هي الاقوى بين كل المراحل ضد 85 من احزاب المعارضة، التجمع والوفد والناصري، و28 من جماعة "الاخوان المسلمين" وألف مرشح من المنشقين عن الحزب والمستقلين الذين يتوقع لهم الحصول على النسبة الاكبر من عدد مقاعد هذه المرحلة. وتمثل بعض المحافظات التسع التي ستجري فيها الانتخابات معاقل قوية للمعارضة وهي الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ واسوان والغربية، فيما يتفوق الحزب الحاكم في محافظاتالشرقية وشمال سيناء وجنوبها والبحر الاحمر. ويأمل حزب الوفد الليبرالي الحصول على عدد ملائم من المقاعد في هذه الجولة في ضوء خسارة فادحة تعرض لها في الجولة الاولى بحصوله على مقعد واحد من بين 72 مرشحاً له، وهو يطرح 56 مرشحاً لهذه الجولة. ويسعى الحزب الناصري الى اقتناص الفرصة الاخيرة المتاحة إذ سيخوض أبرز مرشحيه المنافسات غداً. أما حزب التجمع الذي حقق الريادة على احزاب المعارضة بحصوله على ثلاثة مقاعد في الجولة السابقة فهو يأمل في دعم حصته بتقديم 14 مرشحاً في المحافظات التسع. وتعرض معسكر الحزب الحاكم الى خسارة مبكرة لسبعة مقاعد قبل بدء جولة الاقتراع، بعد قرار القضاء تحويلهم من صفة العامل أو الفلاح الى الفئات، ليتنافس مرشحو الحزب في هذه الدوائر بدلاً من مواجهة معارضيهم. ويدفع الحزب الحاكم في هذه الجولة بخمسة وزراء منهم وزير الري الحالي الدكتور محمود ابو زيد واربعة سابقون هم ماهر اباظة الكهرباء والدكتور محمود شريف التنمية المحلية وعصام راضي الري والدكتور مصطفى السعيد الاقتصاد وذلك في محاولة لتقوية صفوفه في دوائرهم والاستفادة بالمقاعد العشرة المخصصة لها. وكثفت قيادة الحزب الحاكم تحركاتها واتصالاتها لدعم مرشحيها في محاولة لوقف التدهور الذي اصابها في الجولة الأولى بسقوط 91 من قيادات الحزب، خصوصاً ان المرحلة الجديدة تمثل "عنق الزجاجة" للخروج من ازمة بدت بوادرها داخل الحزب، خصوصاً أن عودة المنشقين الى عضوية "الوطني" انقذته من انهيار شبه محقق. ووجهت احزاب المعارضة انتقادات قوية لعودة المنشقين الى صفوف الحزب الحاكم. وكشف القطب البارز في جماعة "الاخوان المسلمين" النائب السابق الدكتور عصام العريان أن أقطاباً مهمة من مرشحي الحزب الوطني الحاكم وآخرين مستقلين أو ينتمون الى احزاب معارضة، سيخوضون الانتخابات البرلمانية في المرحلتين الثانية والثالثة في دوائر لم يرشح فيها رموز من الجماعة، وان هؤلاء الأقطاب سعوا خلال الايام الماضية الى الحصول على تأييد ناخبي "الاخوان" في دوائرهم وضمان اصواتهم. ورفض العريان كشف اسماء الأقطاب أو الاشخاص الذين وافقت الجماعة على منحهم اصوات ناخبيها، لكنه اوضح ان قادة "الاخوان" درسوا كل حال على حدة واتخذوا قرارات في هذا الشأن، موضحاً أن الكتلة الانتخابية ل"الاخوان" ستتجه في الدوائر التي لا يوجد فيها مرشحون من الجماعة إلى المرشحين الذين يتبنون مواقف وطنية وتتضمن برامجهم بنوداً قريبة من مطالب "الاخوان" في شأن الاصلاح السياسي ومبادئ الجماعة التي تستند الى "رفض أي تعاون أو علاقات مع العدو الصهيوني والتصدي للهيمنة الاميركية". وحقق الاخوان نتيجة مذهلة في المرحلة الاولى فحصلوا على ستة مقاعد يمكن أن يزداد عددهم الى ثمانية لدى إعادة الانتخابات في دائرة الرمل في محافظة الاسكندرية. وستخوض الجماعة المرحلة الثانية ب28 مرشحاً، يمثلون القوة الضاربة لها، بينهم أقطاب ونواب سابقون. وسيتنافسون في دوائر تتمتع فيها الجماعة بحضور كثيف.