سعى الديموقراطيون الى استجماع قواهم على أبواب الانتخابات الرئاسية التي تجرى الثلثاء المقبل. وجندوا الرئيس بيل كلينتون للعمل لمصلحة نائبه آل غور في اوساط السود وبين الناخبين في كاليفورنيا التي تركز الصراع عليها. وأصبح شعار الديموقراطيين: افتقاد المرشح الجمهوري جورج بوش للخبرة اللازمة لقيادة البلاد إضافة الى شعارهم الاساسي وهو "الازدهار الاقتصادي في عهد كلينتون-غور". وسخر بوش من اتهامات غور له بالسعي الى خفض الضرائب لمراعاة "اصحاب المصالح الكبرى"، ورد باتهام المرشح الديموقراطي بالعمل على "تضخيم البيروقراطية في الادارات الفيديرالية". قبل اسبوع من الانتخابات الرئاسية الاميركية، وضع الديموقراطيون ثقلهم وراء مرشحهم آل غور، وشعارهم ان منافسه الجمهوري جورج بوش يفتقد الى الخبرة المطلوبة لقيادة "القوة العظمى في العالم"، الامر الذي رد عليه حاكم بوش باستخفاف مشيراً الى ان "هذا ما قالوه عن رونالد ريغان" الرئيس السابق الذي شكل ظاهرة باختطافه ولايات كانت محسوبة للديموقراطيين تقليدياً. وفي وقت سعى بوش للاقتداء بظاهرة ريغان، تنبه الديموقراطيون الى معادلة ثابتة في الانتخابات الاميركية وهي ان اي مرشح لم يكسب السباق الرئاسي اذا لم يفز في كاليفورنيا. ومعلوم ان هذه القاعدة لم يخرقها سوى جيمي كارتر في 1976 وجون كينيدي في 1960. لذا جند الديموقراطيون الرئيس بيل كلينتون للقيام بحملة في كاليفورنيا لمصلحة غور يومي الخميس والجمعة المقبلين. ويأمل الديموقراطيون من خلال تجنيد كلينتون، في الاستفادة من شعبيته لجلب مزيد من الاصوات خصوصاً في صفوف السود والملونين. واستقبل الرئيس في البيت الابيض اول من امس، حوالى 250 شخصية دينية من السود لحضهم على تشجيع اتباعهم على التصويت لنائبه. كذلك سعى غور الى الاستفادة من الازدهار الاقتصادي الذي تشهده البلاد في عهد كلينتون لتحويله مكسباً لمصلحته. وحذر خلال مهرجانات انتخابية في ميشيغان وويسكونسن اول من امس، من ان انتقال الرئاسة الى بوش سيقوّض هذا الازدهار، على اساس ان المرشح الجمهوري "المرتبط باصحاب مصالح كبرى" بحسب قوله، سيعمد الى خفض الضرائب، الامر الذي اعتبره مضراً بالطبقة الفقيرة. وفي الوقت نفسه، ركز المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس جوزيف ليبرمان على قضية الخبرة، مؤكداً في مهرجان انتخابي في ويسكونسن اول من امس، ان بوش "غير جاهز ليصبح رئيساً". وفي المقابل، تجاهل حاكم تكساس انتقادات الديموقراطيين ومضى في حملته في ثلاث ولايات وسط-غرب البلاد هي بورتلاند واوريغون وكاليفورنيا، والاخيرة الاكثر اهمية. وسخر في مهرجان انتخابي في بوربانك كاليفورنيا اول من امس، من تأكيد غور انه لن يزيد عدد العاملين في الادارة الفيديرالية، مشيراً الى ان لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ تتوقع ان يؤدي برنامج المرشح الديموقراطي الى زيادة عدد هؤلاء بمعدل يراوح بين 20 الفاً و30 الفاً. وسعى بوش من خلال ذلك الى تغذية الحذر التقليدي لدى انصار الجمهوريين من اتساع حجم الادارة "البيروقراطية" ونفوذها. وفي غضون ذلك، واصلت استطلاعات الرأي العام تسجيل تقدم بسيط لبوش. ففي استطلاع لشبكة "اي بي سي نيوز" حصل المرشح الجمهوري على 47 في المئة من الاصوات في مقابل 46 في المئة لمنافسه الديموقراطي. ومع احتساب هامش الخطأ في الاستطلاعات يصبح المرشحان شبه متعادلين، غير ان مخاوف الديموقراطيين ظلت مركزة على اصوات مرشح الخضر رالف نادر والتي يخشى ان تذهب في النهاية الى بوش.