احتفل النظام العراقي هذه السنة بذكرى يوم 31 آب أغسطس، على اعتبار ان حرسهم الجمهوري قد حرر مدينة اربيل. ورددت أجهزة اعلامهم نفس الاسطوانة القديمة بتسميتها عمليات آب المتوكل على الله. وخرج قصي، الابن، لتهنئة والده الرئيس صدام حسين بتلك الذكرى، واعداً متوعداً بتحرير كردستان العراق بجبالها وقممها من رجس الخونه... الخ. وقد نشرت وسائل الإعلام العربية والأجنبية الخبر، وتهاني القيادة العراقية بالذكرى، وكأن الأمر فعلاً كان حقيقة. وفي كردستان بدت الفرصة سانحة لتكرار النغمة، فبدأ مع الأسف اعلام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة الطالباني، ترديد الموضوع بشكل اتهامات لقيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني، على اعتبار ان الحرس الجمهوري هو الذي قام فعلاً باحتلال مدينة أربيل، عاصمة الإقليم، وتسليمها الى الديموقراطي الكردستاني. وقد كانت نفس القصة مدار مقابلة لطارق عزيز مع الصحفية، حميدة نعناع، قبل شهور، وتكلم عزيز باستخفاف عن دور الحزب في تحرير أربيل. لذا كله، وفي هذه الزاوية أود أن أذكر حقائق تضع نقاط خلجات كردي وطني، يعتز بمدرسة البارزاني، على الحروف. فأقول أنه على رغم أسف كل عراقي مخلص لشعبه على الاقتتال الداخلي في كردستان العراق، الذي هو سبب التدخلات، فإنه من المعلوم ان بعض الظروف المعروفة هي التي أجبرت الحزب الديموقراطي الكردستاني على طلب معونة الحكومة المركزية للمساعدة المحدودة في تحرير أربيل. والكل يعلم أنه على رغم ادعاءات النظام، فإن قوات الجيش العراقي بقيت فقط أياماً معدودة داخل مدينة أربيل، وكانت كل تحركاتها بالتنسيق مع قيادة الديموقراطي الكردستاني، وأحياناً بأمرتها، وليس العكس كما يدعون هم الآن. بل وحتى ان الحزب دفع لأفراد القوة مكرمات مالية باسم الرئيس مسعود البارزاني. وبعد العملية وتطوراتها ساد جو طبيعي، وتقبل المجتمع الدولي، بما فيه أميركا، الوضع الجديد بصورة عادية، وأبقت على علاقاتها الجيدة مع الديموقراطي. ولحد الآن فهي تحمي العاصمة أربيل التي تقع ضمن خطوط الحظر الجوي. والكل اعترف ضمناً بأن قيادة الديموقراطي بزعامة البارزاني قد اتخذ قراراً حكيماً لدرء الأخطار، ولم يكن الأمر تواطؤاً مع النظام العراقي، كما يدعي الأعداء. وخلاصة القول فإن قيادة الديموقراطي الكردستاني، متمثلة بمدرسة البارزاني الخالد، سلكت نهجاً حكيماً، كعهدتها، وذلك باستخدام جيش النظام العراقي لأول مرة في تاريخ العراق لحماية مكاسب الشعب الكردي. أو كما قال أحد قادتها، في مقابلة تلفزيونية، فإنه لحد ذلك اليوم كانت الحكومة المركزية هي التي تستخدم بعض الأكراد للقتال في سبيلها، فكانت تلك المرة الأولى التي استخدم الأكراد الجيش العراقي في سبيل حماية مكاسب الحزب. وهذا هو الصحيح. وإلا فأين هو الحرس الجمهوري والجيش والنظام العراقي من أربيل الآن؟ عماد البرواري - هولندا.