} لم ينجح رئيس الوزراء الاسرائيلي في تهدئة الأوضاع في القدس وبقية المناطق الفلسطينية، فالشرطة والجيش واجهوا التظاهرات الفلسطينية باطلاق الرصاص، وانضم المستوطنون الى عمليات القمع، كما انتشر القناصة على أسطح البنايات وراحوا يطلقون النار على المتظاهرين في الشوارع، واتسعت التظاهرات لتشمل مدن الضفة وقطاع غزة، حيث أعلن الفلسطينيون عن مقتل تسعة أشخاص وجرح 300 غيرهم. تفجرت مواجهات، هي الاعنف قرب باب الاسباط، حيث هاجم عشرات المتظاهرين مركزا للشرطة الاسرائيلية بقنابل المولوتوف الحارقة والحجارة واضرموا فيه النار، بعدما فر الجنود الاسرائيليون ورفع احد الشبان الفلسطينيين العلم الفلسطيني فوق مقر المركز. ومع وصول تعزيزات من الشرطة والجيش الى المكان، قتل الطفل محمد جوده 11 عاماً واصيب العشرات من الشبان فيما اصيب 14 شرطيا بجروح طفيفة. وشارك المستوطنون اليهود في عمليات اطلاق الرصاص والقنص، من فوق اسطح المنازل التي استولوا عليها في محيط الحرم. وفي غير مكان في المحافظاتالفلسطينية، وعلى رغم امتناع قوات الامن الوطني وافراد الشرطة الفلسطينية من استخدام السلاح ضد القوات الاسرائيلية، سقط تسعة فلسطينيين قتلى في نابلس وقلقيلية وطولكرم وغزة بعد ساعتين فقط من اندلاع المواجهات بعد صلاة ظهر الجمعة معظمهم برصاص القناصة الاسرائيليين الذين استخدموا لليوم الثالث اسلحة كاتمة للصوت لقتل الفلسطينيين. وفي مدينة البيرة قرب فندق "سيتي ان" على المدخل الشمالي تقدم المتظاهرون باتجاه "بيت ايل" حيث المستوطنة الاسرائيلية ومقر الحكم العسكري الاسرائيلي للضفة الغربية ورشقوا الدوريات الاسرائيلية بالحجارة وقنابل المولوتوف. ونامت مدينة البيرة مساء الخميس الماضي على اصوات زخات الرصاص المتبادل بين الفلسطينيين والاسرائيليين على مشارفها الشمالية حيث دب الرعب في قلوب الاطفال. وفي بيت ساحور، دارت موجهات عنيفة في المنطقة حيث استخدم الجنود الاسرائيليؤن قذائف ثقيلة لقصف المناطق التي تواجدت فيها جموع المتظاهرين. وقالت مصادر اسرائيلية ان معظم الوحدات النظامية في الجيش الاسرائيلي بما فيها "الوحدات الخاصة" تم زجها في الضفة الغربية وقطاع غزة في الايام القليلة الماضية. وفي غزة استشهد ثلاثة شبان امس، عند مفترق الشهداء واصيب 27 غيرهم، خمسة منهم في حال الخطر. وسقط الشهداء والمصابون عندما فتح جنود الاحتلال المتمركزون في الموقع، الذي يبعد نحو كيلومتر واحد الى الشرق من مستوطنة "نتساريم" الواقعة على بعد 3 كلم جنوب مدينة غزة. والشهداء هم: لؤي عبدالله المقيّد 20 عاماً من مخيم جباليا، الذي أصيب برصاص القناصة الاسرائيلية في رأسه، ومروان عبدالرازق شملخ 25 عاماً من حي الشيخ عجلين بمدينة غزة، الذي أصيب برصاصة قاتلة في صدره، ورشاد اسماعيل النجار 23 عاماً من مخيم المغازي. واندلعت الاشتباكات في مختلف مدن القطاع، امس، في اعقاب الخروج من المساجد في مختلف المدن والقرى والمخيمات، في تظاهرات ومسيرات صاخبة، شارك فيها الآلاف من المواطنين. وتوجهت مسيرتان ضخمتان منها الى مفترق الشهداء في ساعات ما بعد الظهر، الأولى انطلقت من مدينة غزة، والثانية من مخيم البريج للاجئين، الذي يقع على بعد 6 كلم جنوب مدينة غزة. وفي مدينة خان يونس تردد ان اشتباكات بين قوات الاحتلال والشبان الغاضبين في اعقاب توجه المسيرات الى حاجز التفاح الواقع الى جوار مستوطنة "نفيه دكاليم" الواقعة غرب مخيم خانيونس، واصيب عدد من الشبان برصاص جنود الاحتلال. وألقى الجنود العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع في منازل المواطنين المجاورة للمستوطنة والمواقع العسكرية، فأصيب العشرات منهم بحال الاغماء جراء استنشاق الغاز. وفي رفح، توجه المئات من الشبان في اعقاب صلاة الجمعة، الى الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر واشتبكوا مع جنود الاحتلال، دون ان يبلغ عن وقوع اصابات.