سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنازات واضراب ودخان ورصاص وصفير الاسعاف ... والقيادة الفلسطينية تجتمع وتطالب بلجنة تحقيق دولية : 13 قتيلاً ومئات الجرحى في اليوم الرابع ل "الانتفاضة الجديدة"
بات مشهد المجابهة الشاملة يغطي الساحة الفلسطينية من جنين شمالا الى رفح جنوبا، وامتد امس الى "الخط الاخضر" الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية في حركة تضامن اعلنتها لجنة المتابعة العربية العليا، وهي اعلى مرجع سياسي لدى فلسطينيي الداخل. وهيمنت على المشهد العام صور تشييع الجنازات والاضراب ودخان الاطارات والغاز المسيل للدموع وصوت الرصاص وصفير الاسعاف. لكن المواجهات في يومها الرابع اتخذت منحى اكثر خطورة، اذ قصف الجيش الاسرائيلي بالصواريخ موقعين لاجهزة الامن الفلسطينية في قطاع غزة، فيما وقع اشتباكان مسلحان بين قوات الامن الفلسطينية والاسرائيلية، احدهما قرب مستوطنة نتساريم في قطاع غزة والآخر في رام الله. واسفرت هذه المواجهات عن مقتل 13 فلسطينيا من بينهم اطفال وعربي من اسرائيل وقوات امن، بالاضافة الى اصابة المئات. وعلى المستوى السياسي، دعت القيادة الفلسطينية الى تشكيل لجنة تحقيق دولية في الاحداث الاخيرة، كما عقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئا حملت فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك مسؤولية مجزرة القدس، فيما تواصلت الادانات العربية والدعوات الى واشنطن للتدخل ووقف الاستفزازات الاسرائيلية. وبعدما اعلن الجانب الفلسطيني ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في طريقها الى المنطقة حاملة افكارا جديدة، نفى الجانب الاميركي وجود خطط لمثل هذه الزيارة. قصف الجيش الاسرائيلي بالصواريخ موقعين للاستخبارات الفلسطينية في قطاع غزة امس. وافاد شهود ان جنودا اسرائيليين يعتلون برج مراقبة في مدينة رفح عند الحدود المصرية قصفوا بصواريخ "لاو" موقعا للاستخبارات العسكرية الفلسطينية في المنطقة ذاتها خلال المواجهات الدائرة هناك، مشيرة الى ان تبادلا لاطلاق النار وقع بين الجنود الاسرائيليين وفلسطينيين بزي مدني. وقالت ان موقعا آخر لقوات الامن الفلسطينية على طريق رفح - غزة تعرض ايضا لقصف صاروخي اسرائيلي. ولم تعط تفاصيل اضافية، لكنها قالت ان سبعة من رجال الامن الفلسطينيين اصيبوا بجروح. كذلك وقع اشتباك مسلح بين جنود اسرائيليين وقوات الامن الفلسطينية قرب مستوطنة نتساريم امس أطلقت خلاله كميات كبيرة من الرصاص اسفرت عن اصابة العشرات من الجانب الفلسطيني. واعلن مسؤولون في مستشفى الشفاء في غزة ان 3 فلسطينيين قتلوا في تبادل اطلاق النار. وبلغ عدد الاصابات في مواجهات غزة امس اثنين وستين اصابة، عشرة منها في مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم، فيما شيع جثمان ثلاثة من الشهداء من بينهم الطفل محمد درة الذي قتله المحتلون بدم بارد وهو يحتمي خلف والده في المنطقة نفسها اول من امس. الضفة الغربية وشهدت الضفة الغربية ايضا تصعيدا ميدانيا في مناطق مختلفة، اذ شهدت مدينة رام الله اشتباكا مسلحا بين اعضاء في حركة "فتح" والقوات الاسرائيلية قبل ان تتدخل قوات الامن الفلسطينية. واعلن مستشفى رام الله ان ثلاثة فلسطينيين بينهم شرطيان قتلوا امس برصاص الجيش الاسرائيلي عند مدخل مدينة البيرة القريبة. واوضحت ان احد القتلى يدعى محمد نبيل داود 16 عاما وان الاثنين الاخرين عنصران في قوات الامن الوطني الفلسطيني. وفي وقت لاحق اعلنت وفاة اثنين آخرين. وفي الخليل، شهد شارع الشلالة منذ الصباح مجابهات حامية سجل فيها القاء العديد من القنابل الحارقة، كما انهمرت الحجارة والزجاجات الفارغة على جنود الاحتلال فعمدوا الى اطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع، فيما انتشر عدد من افراد الوحدات الخاصة المتنكرين بملابس مدنية وعملوا على احتجاز ستة شبان فلسطينيين. ووصل الصدام الى جسر حلحول خارج المدينة الذي يعلو طريقا التفافيا يمر منه المستوطنون، فتعرضت سيارات الجيش الاسرائيلي للحجارة والمولوتوف، فيما صدرت تعليمات عسكرية للمستوطنين بعدم التحرك من دون تنسيق مسبق لتأمين الحماية. واشتعلت محاور التماس في مشارف رام الله وبيت لحم ونابلس وسقط مزيد من الجرحى. واعلنت مصادر مستشفيات مدينة نابلس ان 3 فلسطينيين قتلوا امس برصاص الجنود في نابلس. وقال مستشفى الاتحاد ان سامر سمير طبنجة 10 سنوات قتل برصاصة اصابته في قلبه وهو من سكان المنطقة التي تضم مقام قبر يوسف حيث دارت اشتباكات مسلحة فلسطينية اسرائيلية. اما القتيل الثاني فيدعى حسام بخيت 18 سنة وهو من سكان مخيم بلاطة المجاور لمدينة نابلس. وقالت مصادر المستشفى ان رجل امن يدعى مصطفى حليم رمضان قتل بعد اصابته بعيار ناري في رقبته. كذلك اعلن المستشفى انه استقبل امس جثة فلسطيني قال ان اشخاصا عثروا عليه بعد ان قتل خلال صدامات اول من امس مع الجيش الاسرائيلي، وان القتيل يدعى اياد احمد الخششي 18 عاما وانه اصيب برصاصة في صدره. وشيع الشهداء ومن بينهم جهاد العالول، نجل العقيد محمود العالول محافظ مدينة نابلس الذي كان اصيب في اليوم السابق برصاصة في مواجهات وقعت في مشارف المدينة. كما شيع جثمان ثلاثة شهداء من بينهم ضابط في الشرطة سقط في محيط قبر يوسف الذي كان الاسرائيليون اجلوا عنه المستوطنين المتدينين مساء الخميس. اما في طولكرم، فشيع جثمان الضابط محمد قلق الذي سقط في نابلس السبت. كما شيع في بلدة طوباس جثمان الشهيد امجد ضراغمة وهو ضابط في الشرطة قتل السبت. وفي رام الله شيع جثمان فلسطينيين سقطا في المواجهات.