موسكو ، بروكسيل، لندن، بيروت، الجزائر، فيينا - "الحياة"، أ ف ب - تواصلت ردود الفعل العربية والدولية على الاحداث في الاراضي الفلسطينية، وتراوحت بين دعوات الى التهدئة واحترام اتفاق وقف النار وادانات للاعتداءات الاسرائيلية. موسكو تدعم جهود التهدئة نقلت وكالة "ايتار تاس" عن الموفد الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط فاسيلي سريدين امله في ان "تتواصل جهود التهدئة بهدف تحقيق اتفاق صلب لوقف اطلاق النار وسحب القوات" وتشكيل لجنة تحقيق في المواجهات واتخاذ اجراءات لمنع أي تصعيد جديد. وأوضح ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف اجرى اتصالاً هاتفياً مع كل من وزير الخارجية الاسرائيلي بالوكالة شلومو بن عامي والرئيس ياسر عرفات. واضاف: "سنقرر خطوات عملية في ضوء تطورات الأوضاع". لندن وحضت الحكومة البريطانية أمس الفلسطينيين والإسرائيليين على مواصلة المفاوضات من أجل حل المشاكل العالقة ووقف سفك الدماء. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده وزير الدولة البريطانية للشؤون الخارجية بيتر هين مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث. وحض هين إسرائيل على ضرورة التغلب على العقبات الراهنة القائمة عن طريق التفاوض، خصوصاً في ما يتعلق بموضوع تشكيل لجنة تحقيق دولية في الأزمة الدامية الأخيرة، وهو أمر ترفضه إسرائيل. وحض هين الجانبين أيضاً على ضرورة "إدارة الموقف على الأرض بنوع من الحساسية وانسحاب إسرائيل من بعض المواقع التي كانت احتلتها، خصوصاً قبل صلاة الجمعة"، داعياً إلى احترام وقف النار. فيينا وأصدرت أمس مجموعة من الشخصيات النمسوية والعربية المقيمة في فيينا بيانا مشتركا دانت فيه بشدة المجازر الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بالوقف الفوري لكافة الأعمال القمعية والوحشية التي تقوم بها بحق المحتجين الفلسطينيين، كما طالبتها بضرورة سحب قواتها من المناطق الفلسطينية كافة، كي يعم الهدوء والسلام. وتنظم اليوم في فيينا مسيرة صامتة احتجاجاً على الأحداث الدموية في فلسطين، ويشترك في المسيرة أعضاء في جمعيات عربية ونمسوية. الاتحاد الاوروبي يدين العنف وأكد الاتحاد الاوروبي استعداده المساهمة في لجنة تحقيق دولية لتقصي حقائق الوضع في الاراضي الفلسطينية. ودان في بيان عقب اجتماع عقده مفوض العلاقات الخارجية كريس باتن مع وفد السفراء العرب، تفجر اعمال العنف، معرباً عن أسفه "لاستخدام القوة من دون تمييز وبصورة غير متناسبة وكذلك الاعمال الاستفزازية في دوامة العنف الحالية"، مما يظهر انه "ما من بديل عملي للسلام العادل والشامل الذي يقتضي تحقيقه تقديم تنازلات مؤلمة". وخيمت اجواء المواجهات على اجتماع لجنة برشلونه في بروكسيل. ودانت البلدان العربية المتوسطية بشدة سياسة اسرائيل في حضور مندوبها، وشككت في جدوى خطة الشراكة في ظل الظروف الراهنة وانسداد آفاق السلام. لبنان وفي لبنان، تشاور رئيس الحكومة سليم الحص مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، هاتفياً امس في الوضع الاقليمي، خصوصاً "ما تشهده الساحة الفلسطينية من جراء الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني. وما يمكن ان ينتج عنها من تطورات مستقبلاً". ووجه مجلس المفتين اللبنانيين وقضاة الشرع والعلماء وائمة المساجد الذي اجتمع برئاسة المفتي الشيخ محمد رشيد قباني "نداء الى الامة العربية والاسلامية"، ناشدها فيه "دعم انتفاضة المسجد الاقصى"، وان تجتمع قمتها في اقرب وقت ممكن "لتوحيد المواقف باستئناف خطة تحرير بيت المقدس وكل فلسطين، وصب الطاقات في معركة المصير، وقطع العلاقات التي نسجها البعض مع اسرائيل". الخرطوم وأعلنت وزارة الخارجية السودانية في بيان الموافقة على عقد قمة عربية طارئة للبحث في تطورات الاوضاع الفلسطينية، والاستعداد للمساهمة في انجاح القمة وحشد الدعم لنصرة الشعب الفلسطيني. الجزائر ودعت الحكومة الجزائرية قوات الامن الاسرائيلية إلى الانسحاب من دون تأخير من الحرم الشريف والمدن الفلسطينية. وقال الممثل الدائم للجزائر في الأممالمتحدة عبدالله باعلي انه "يتعين كذلك على اسرائيل بصفتها المسير الاداري إحترام اتفاقية جنيف وضمان الامن وحماية المدنيين الفلسطنيين". وحمل زعيم اليمين الاسرائيلي ارييل شارون مسؤولية الاحداث، قائلا: "نعرف كلنا ان وراء هذه المأساة الفظيعة مدبر مجازر صبرا وشاتيلا واحتلال لبنان"، معتبراً أن الهدف هو "عرقلة مسار السلام والقضاء الى الابد على حظوظ تسوية عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية".