واشنطن، كمبالا، نيس، برلين، لندن، كوبنهاغن، اثينا، روما - أ ف ب، رويترز - عمت العالم موجة من السخط والصدمة والتنديد بالمجزرة التي ارتكبها قوات كوماندوس اسرائيلية على متن سفن «اسطول الحرية» في المياه الدولية، خلال ابحارها الى قطاع غزة ناقلة مساعدات طبية وغذائية لأهل القطاع المحاصرين. وأصدرت عواصم غربية عدة بيانات تطالب بالتحقيق في هذه المجزرة، منددة باستهداف مدنيين، واستدعى بعضها ديبلوماسيين اسرائيليين للاحتجاج على المجزرة واستيضاح ملابساتها. وقال وليام بورتون احد الناطقين باسم البيت الابيض ان «الولاياتالمتحدة تأسف بشدة للخسائر البشرية والجرحى وتعمل على توضيح الظروف المحيطة بهذه المأساة». ووصفت الهجوم بأنه «انتهاك سافر» للقانون الدولي. وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية ان «موسكو تدين (الحادث) وتعبر في هذه المناسبة عن قلقها الشديد في هذا الخصوص لا سيما نظراً الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المشاركين في الاسطول الانساني». وأضاف البيان: «يجب توضيح كل الوقائع حول ما حصل» مشيرة الى انه «من الواضح ان استخدام اسلحة ضد المدنيين واحتجاز سفن في عرض البحر من دون اي اساس شرعي يعتبر انتهاكاً سافراً للقانون الدولي». وقال بان كي مون الامين العام للامم المتحدة، في مؤتمر صحافي في كمبالا عاصمة اوغندا: «من المهم ان يجرى تحقيق وافٍ لمعرفة كيف حدثت عملية اراقة الدماء بالتحديد. أعتقد بأنه على اسرائيل ان تقدم تفسيراً وافياً». وقال ناطق باسم المفوضية الاوروبية، في بروكسيل، ان مبعوثي حكومات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي سيجتمعون لاحقاً لمناقشة اقتحام اسرائيل لسفن المساعدات. ودعا الى التحقيق في حصول الوفيات على متن السفن، وحض اسرائيل على السماح بحرية وصول المساعدات الانسانية الى المناطق الفلسطينية. وأعرب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير عن «صدمته» للهجوم الاسرائيلي. وقال بلير في بيان «اعرب عن صدمتي واسفي العميق للخسائر في الارواح البشرية». وأضاف: «أكرر مرة اخرى وجهة نظري بأننا في حاجة الى وسيلة افضل لمساعدة سكان غزة وتفادي مأساة الوضع الحالي». ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان «الاستخدام المفرط» للقوة من القوات الإسرائيلية، داعياً الى إلقاء الضوء كاملاً حول «ظروف المأساة». وقال ان هذا يؤكد الضرورة الملحة لإعادة إطلاق سيرة السلام. وعبّر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن «صدمته العميقة» ازاء «النتائج المأسوية» للعملية العسكرية الإسرائيلية. وقال ان «ما من شيء يمكن أن يبرر اللجوء الى هذا القدر من العنف الذي ندينه»، داعياً الى إنشاء لجنة للتحقيق في ما حصل. وأكد كوشنير في بيان أصدره على هامش القمة الفرنسية - الأفريقية في مدينة نيس (جنوبفرنسا)، ان السلطات الفرنسية تقف تماماً الى جانب رعاياها المشاركين في «اسطول الحرية»، وان هذه الأحداث تعيد التذكير «بالوضع الذي لا يطاق في غزة والذي يستدعي رداً سياسياً ملحاً». وذكر أن فرنسا ستتخذ كل المبادرات الضرورية للحؤول دون أن تؤدي هذه المأساة الى تصعيد جديد للعنف. وعبر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن «اسفه للخسائر البشرية» الناجمة عن الهجوم الاسرائيلي على «اسطول الحرية». وقال هيغ في بيان «آسف لخسائر ارواح خلال اعتراض الاسطول المتجه الى غزة»، مضيفاً انه يسعى للاتصال بأي رعايا بريطانيين مشاركين في الاسطول. وأضاف: «نصحنا باستمرار بعدم محاولة الوصول الى غزة بهذه الطريقة بسبب المخاطر التي ينطوي عليها. في الوقت نفسه من الواضح ان على اسرائيل التصرف بضبط النفس وفي شكل يتوافق مع الالتزامات الدولية». وقال الناطق باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهلم ان الهجوم الاسرائيلي «يبدو غير متكافئ». وقال فيلهلم، في انتقاد نادر من برلين لاسرائيل خلال مؤتمر صحافي، ان «الحكومات الالمانية لطالما اعترفت بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن هذا الحق يجب ان يبقى ضمن اطار رد متكافئ». وأضاف: «يبدو للوهلة الاولى ان هذا ليس واقع الحال»، مطالباً بإجراء تحقيق معمق في الهجوم الاسرائيلي. وكان وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله اكتفى في وقت سابق بإبداء «قلقه الكبير» للهجوم. وفي اثينا، طلب وزير الدفاع اليوناني ايفانغيلوس فينيزيلوس من هيئة اركان سلاح الجو وضع حد لتدريب جوي مشترك يوناني - اسرائيلي كان جارياً منذ الثلثاء في جزيرة كريت (جنوب)، وفق ما جاء في بيان. من جهة اخرى اعلنت الخارجية اليونانية الغاء زيارة لقائد سلاح الجو الاسرائيلي كانت مقررة اليوم. وفي كوبنهاغن، استدعت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني اسبرسن السفير الاسرائيلي لطلب توضيحات في شأن الهجوم على «اسطول الحرية». وقالت اسبرسن في بيان ان «المعلومات حول هذه المواجهة مقلقة للغاية. ينبغي ان نعرف ما حدث بوضوح تام». وأضافت: «انها اولوية دنماركية ان يتم فتح الطريق فوراً الى قطاع غزة امام المساعدة العاجلة ومواد البناء وتنقل الاشخاص». وفي روما، وصفت ايطاليا قتل مدنيين، خلال الهجوم الاسرائيلي على قافلة المساعدات الى قطاع غزة، بانه «خطير للغاية» وطلبت أن يجري الاتحاد الاوروبي تحقيقاً للتأكد من الحقائق. وقال وزير الخارجية فرانكو فراتيني انه طلب من السفير الاسرائيلي ايضاحاً، معرباً عن امله بالا يضر الهجوم بجهود اسرائيل وتركيا للتعاون من أجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط. كما عبر الفاتيكان «عن تألمه وقلقه» ازاء الهجوم الاسرائيلي. وقال الناطق باسمه الاب فيديريكو لومباردي «انه عمل مؤلم جداً لا سيما بسبب خسارة غير مجدية للارواح. الفاتيكان يتابع الوضع بكثير من الانتباه والقلق». وأضاف لومباردي، امام الصحافيين في القاعة الاعلامية في الفاتيكان: «كما يعلم كل الناس، ان الكرسي الرسولي يعارض على الدوام استخدام العنف بغض النظر عن الطرف الذي يقف وراءه لأن ذلك يجعل من الصعب اكثر مساعي الوصول الى حلول سلمية». وخلص الى ان «البابا الذي يتوجه في الايام المقبلة الى منطقة الشرق الاوسط لن يفوت فرصة ان يعرض مرة جديدة رسالته للسلام».