} هبطت أمس في بغداد طائرة إماراتية هي أول طائرة خليجية تكسر الحظر على العراق، بعد أربع رحلات مماثلة لشركات عربية. واعتبر مسؤولون عراقيون أن تدفق الطائرات من العواصم العربية الى بغداد التي تخضع لحظر دولي منذ اكثر من عشر سنين، يشكل مؤشراً واضحاً الى "فشل الاجراءات الاميركية والبريطانية" للحد من "السيل العربي" للتضامن مع الشعب العراقي. بغداد - أ ف ب - قال الأمين العام لمنظمة "مؤتمر القوى الشعبية العربية" سعد قاسم حمودي ان وصول الطائرات العربية الى بغداد يعني ان "كرة الثلج بدأت تكبر على رغم محاولات الادارة الاميركية وقف هذا السيل العربي للتضامن مع الشعب العراقي، وكسر الحصار الاميركي". وزاد ان الوفود التي تصل على متن هذه الطائرات "تعبر في شكل واضح عن دعم الامة العربية وطلائعها ومناضليها العراق الصامد لمواجهة الحصار والعدوان". وهبطت أمس في "مطار صدام" طائرة اماراتية لتكون اول طائرة من دولة عربية خليجية وخامس طائرة عربية تحط في بغداد منذ عشر سنين. وخلال استقباله الوفد الاماراتي أمس، قال حمودي ان "وصول هذه الطائرة يؤكد ان موقف الشعب في الخليج هو غير ما تحاول الولاياتالمتحدة فرضه". وحض بقية دول الخليج على أن "تحذو حذو دولة الامارات وترسل طائراتها الى العراق تعبيراً عن تضامنها مع الشعب العراقي". وكان "مطار صدام" افتتح مجدداً في 17 آب اغسطس الماضي بعد عشر سنين على توقف حركة الملاحة فيه، بهبوط طائرة عراقية من طراز "اليوشين" بعد رحلة رمزية انطلقت من مطار في غرب العراق. ولم يستقبل المطار طوال فترة اغلاقه سوى طائرات معدودة، بينها طائرة اقلت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في كانون الاول ديسمبر 1998 وطائرة روسية واخرى ايطالية. ومنذ معاودة فتحه حطت خمس طائرات عربية فيه، كانت اولاها اردنية اقلعت من عمان في 27 ايلول سبتمبر تلتها بعد يومين طائرة يمنية، ثم طائرة مغربية في الثالث من تشرين الاول اكتوبر الجاري واخرى تونسية في اليوم التالي. وأقلت هذه الطائرات التي نقلت مساعدات انسانية، وفوداً شعبية ورسمية رأس بعضها وزراء للصحة، باستثناء الوفد اليمني الذي كان برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالقادر باجمال. وجاءت الطائرات العربية بعدما كسرت الحظر الجوي طائرات من روسيا وفرنسا، اللتين تعتبران أن الحظر الدولي لا يشمل رحلات الركاب التي لا تتضمن اي صفقات مالية او تجارية، وتؤكدان ان مجرد ابلاغ لجنة العقوبات بالرحلات يكفي. وتؤكد الولاياتالمتحدة وبريطانيا ان الحظر الجوي لا يسمح برحلات للركاب، وان موافقة اللجنة شرط لهذه الرحلات. ويثير هبوط الطائرات العربية في مطار بغداد، ارتياحاً لدى العراقيين الذي يأملون بأن تتاح لهم فرصة السفر الى الخارج جواً. وطالبت رئيسة تحرير صحيفة "بغداد اوبزرفر" ناصرة السعدون بعودة طائرات الخطوط الجوية العراقية الى وطنها، تمهيداً لاستئناف رحلاتها الجوية الى الخارج. وكتبت أمس: "مع كل طائرة تصل الى مطار صدام ينتظر العراقيون عودة الطائرات العراقية الخضراء للتحليق مجدداً، كخطوة ثانية لكسر الحصار". ومعروف ان الطائرات التابعة للخطوط العراقية 15 طائرة تربض في مطارات الاردن وتونس وايران، وكانت بغداد أرسلتها عشية حرب الخليج. وأعلن القائم بالأعمال التركي في بغداد سليم قرة أوغلو ليل الأربعاء ان بلاده تجري محادثات مع الأممالمتحدة من أجل تنظيم رحلات جوية بين انقرةوبغداد. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن أوغلو قوله خلال لقاء مع وكيل وزارة النقل والمواصلات العراقي صبري كاطع ان بلاده كانت سمحت للطائرات الآتية من روسيا بالمرور عبر اجوائها الى العراق.