} تعد الخرطوم لإرسال طائرة مدنية إلى بغداد لنقل مساعدات للشعب العراقي. وهي ثالث عاصمة عربية تخرق الحظر الجوي على العراق، بعد عمّان وصنعاء. وغادرت "مطار صدام" الطائرة اليمنية التي وصلت إليه أول من أمس، فيما دعا نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبدالقادر باجمال إلى تحرك عربي لمصلحة العراق، بعدما دان وزير الخارجية المصري عمرو موسى "المبالغة في اذلال الشعب العراقي". عادت إلى صنعاء مساء أمس أول طائرة يمنية تقوم برحلة مباشرة إلى بغداد منذ أكثر من عشر سنين. واستقبل الرئيس صدام حسين صباح أمس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالقادر باجمال الذي رأس ووزير الاعلام اليمني عبدالرحمن الأكوع الوفد الحكومي والحزبي والشعبي إلى بغداد. وأكد صدام أن رحلة الطائرة اليمنية إلى العراق تعكس "عمق التضامن الذي يبديه الشعب اليمني مع الشعب العراقي، وتأييده رفع الحصار الجوي المفروض عليه بإرادة أميركية وبريطانية". وقال باجمال إن زيارة الوفد اليمني تعبير عن "استياء الشعب اليمني من الحصار الذي طال وضاعف كثيراً معاناة الشعب العراقي". وعكست رحلة الطائرة اليمنية ارتياحاً واسعاً في الأوساط العراقية، على الصعيدين الحكومي والشعبي، واعتبرها عراقيون التقتهم "الحياة" في بغداد بداية مشجعة لرفع الحصار. وتحدث آخرون عن رحلات قريبة لطائرات هندية يتوقع وصولها إلى العاصمة العراقية. وكان باجمال أكد ل"الحياة" أن السلطات في السعودية لم تمنع مرور الطائرة اليمنية عبر أجوائها، مشيراً إلى أن هناك اجراءات وشروطاً فنية تتعلق بخط سير الرحلة باعتبارها إنسانية واستثنائية "هدفها التعبير الإنساني أولاً وأخيراً وليس خرقاً لقرارات الشرعية الدولية". وعبرت الطائرة اليمنية الأجواء الأردنية في طريق عودتها إلى صنعاء عبر الأجواء السعودية. وأعرب باجمال قبيل مغادرته بغداد عن تأييده تحركاً عربياً مشتركاً لمصلحة العراق. وقال إنه ناقش مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز "مواضيع كثيرة تتعلق بالعمل العربي المشترك، وبالعمل من أجل رفع الحصار وانهاء معاناة الشعب العراقي". ورحب طارق عزيز بالمبادرات الرامية إلى تنظيم رحلات إلى العراق، مؤكداً أنها "تسير في شكل عام بنجاح". واستدرك في تصريح إلى الصحافيين في "مطار صدام" لدى مغادرة الطائرة اليمنية: "نعم هناك عراقيل توضع بتأثير أميركي أمام بعض المبادرات". وكانت رحلة جوية فرنسية مقررة الجمعة لنقل شخصيات فرنسية وأوروبية إلى بغداد، ألغيت لأن منظميها لم يحصلوا على طائرة. وقال طارق عزيز: "ليست لديّ معلومات تفصيلية عما حدث، لكن الواضح ان هناك ضغوطاً أميركية على الحكومات، وعلى الشركات، وهي بالتأكيد كانت العائق أمام الرحلة الفرنسية، لكن الأصدقاء الفرنسيين مصممون على مواصلتها بطريقة أو بأخرى، واعتقد ان العالم بدأ يتبرم من الضغوط الأميركية، وتدريجاً سيلمس الأميركيون ان العالم لن يستجيب ضغوطهم". واستبعد مسؤولون في المطار وصول رحلة روسية، خلافاً لما أعلنه صباحاً المركز الصحافي التابع لوزارة الإعلام العراقية. وتؤكد روسيا وفرنسا أن القرارات الدولية المتعلقة بالعراق لا تنص على حظر جوي للركاب، بل تحظر فقط نقل البضائع، في حين ترى الولاياتالمتحدة وبريطانيا أن على لجنة العقوبات أن تمنح تراخيص لكل الرحلات. وقرر السودان ارسال طائرة مدنية محملة مواد غذائية وأدوية إلى العراق. وقال فتحي خليل، نقيب المحامين السودانيين رئيس "الهيئة الشعبية السودانية لمناصرة العراق" إن الترتيبات جارية لارسال الطائرة. وأكد ل"الحياة" أن موعد الرحلة التي سيشارك فيها عدد من المسؤولين، سيحدد خلال اجتماع للهيئة اليوم. إلى ذلك، أبلغ مصدر في اللجنة المغربية للتضامن مع الشعب العراقي "الحياة" ان الطائرة المغربية التي ستنقل مساعدات إنسانية ستتوجه إلى بغداد أياً يكن موقف لجنة العقوبات. وذكر ان اتصالات جرت مع اللجنة ومع المسؤولين المغاربة للإعداد للرحلة التي سيشارك فيها أعضاء قوى سياسية وهيئات نقابية. لكنه رفض تأكيد مشاركة مسؤولين في الحكومة، مشيراً إلى أن "لجنة التضامن مع الشعب العراقي" تضم أحزاباً مشاركة في الائتلاف الحكومي، بخاصة الاتحاد الاشتراكي و"الاستقلال". موسى يذكر ان وزير الخارجية المصري عمرو موسى أ ف ب انتقد في تونس أول من أمس ابقاء الحظر الدولي على العراق، مؤكداً ضرورة انهائه. لكنه تجنب الرد على سؤال عن ارسال طائرة مصرية إلى بغداد على غرار الأردن واليمن. وقال خلال مؤتمر صحافي: "العقوبات ضد العراق يجب أن تنتهي، لا سيما أن الأمر تغير" عما كان لدى الغزو العراقي للكويت. وزاد: "ندعو في الوقت ذاته إلى احترام الشرعية وتطبيق قرارات مجلس الأمن، ولكن لا توجد قرارات تقول بالعقوبات المؤبدة". ونبه إلى أن "العالم ضاق ذرعاً بالسياسة التي تقوم على تأييد العقوبات، والمبالغة في اذلال الشعب العراقي".