تفرغ الجميع في الصحافة المصرية - صحافيو السياسة والاقتصاد والمجتمع والرياضة - لنقد النتائج السيئة للبعثة المصرية التي شاركت في دورة سيدني الاولمبية 2000، وعادت البعثة الضخمة التي زاد عدد اعضائها عن 130 شخصاً من دون أي ميدالية، وهو أمر يتكرر للمرة الرابعة على التوالي بعد دورات سول 1988 وبرشلونة 1992 واتلانتا 1996. وافسحت صحيفة "الاخبار" الواسعة الانتشار في الأيام الأربعة الاخيرة صفحات كاملة لانتقاد الوضع الرياضي المرير في مصر، وطالبت الصحيفة بالتركيز على رياضات رفع الاثقال والملاكمة والمصارعة والجودو والتايكواندو للحصول على الميداليات الاولمبية. وأكدت الصحيفة ان مصر خلت من الملاعب المفتوحة التي تعطي الفرصة للأطفال لممارسة الرياضة في سن مبكرة، وان المدارس لم يعد بها ملاعب ليتمكن الطلاب من ممارسة النشاط الرياضي، وهو الأمر الذي قصر الممارسة على الاعضاء في الأندية، ولا تتمكن الغالبية محدودة الدخل من الانضمام حالياً للاندية الباهظة التكاليف. وحثت الصحيفة على أهمية زيادة موازنة الرياضة لتواكب موازنة القطاعات الاخرى مثل التعليم والمواصلات والصحة، وعلى أهمية إدخال الرياضة كمادة أساسية في التعليم، وتحويل الصحارى الشاسعة المحيطة بمدينة القاهرة الى ملاعب للتدريب. وركزت على ضرورة اصلاح الادارة الرياضية في مصر بعد أن تحولت بؤر فساد حقيقية تسيء للرياضة وتحول دون تقدمها. وأشارت الى التدني المذهل في مستوى المسابقات المحلية في كل الألعاب في مصر، ما يحول دون ارتفاع مستوى أي لاعب موهوب، وأدى ذلك الى تدني مستوى عدد من النجوم المبشرين الذين اظهروا قدرات تعطيهم الفرصة للاقتراب من المستوى العالمي، امثال السباحة رانيا علواني والفارس صلاح سكاكيني ونجم التجذيف علي ابراهيم وبطل الوثب الطويل حاتم مرسال، وأخيراً المنتخب المصري لكرة اليد. واختارت الصحيفة رانيا علواني لتكون الرياضية المصرية الاولى في بعثة سيدني لأنها حطمت كل أرقامها القياسية لسباقات 50 و100 و200 متر حرة، وتأهلت الى نصف النهائي في سباق 50 و100 متر وهي أحسن النتائج بين كل السباحين العرب. ونددت بالفشل الذريع لفريق الكرة الطائرة الذي خسر كل مبارياته، وسقط أمام منتخب استراليا المتواضع صفر-3، واحتل لاعبوه المركز الاخير في تصنيف الاتحاد الدولي لكل مهارات اللعبة من ارسال واستقبال وضرب ساحق وتشكيل حائط الصد. الصحافي عصام عبدالمنعم رئيس القسم الرياضي في الاهرام رئيس بعثة مصر في سيدني، وهو لاعب سابق في الاهلي والرئيس الحالي لرابطة النقاد الرياضيين في مصر أكد أن الفكر الرياضي هو الذي يجب ان يتغير. وفتح عبدالمنعم النار على الاتحادات الرياضية وعلى اختيارات اللاعبين من دون النظر الى سلوكياتهم الشخصية، وهو ما أسفر عن مهازل أخلاقية عدة من لاعبي مصر في الدورة، واضطر شخصياً كرئيس للبعثة الى ترحيل اثنين من المصارعين بسبب مخالفتهما لكل اللوائح خلال البطولة، ولولا سمعة مصر لاتخذ قراراً بترحيل اكثر من لاعب آخر لأسباب مختلفة. وأكد على أهمية زيادة ثقافة اللاعب المصري ليواكب التطور العلمي العالمي في دنيا الرياضة.