وصف الرئيس جاك شيراك امس زيارة الوزير الاسرائيلي السابق ارييل شارون الى باحة الحرم الشريف بأنها "استفزاز غير مسؤول"، فيما قالت وزيرة الخارجية الاميركية ان الزيارة كان لها مردود عسكري، وكانت في غير محلها تماماً، مشيرة الى انها لا تنوي زيارة الشرق الأوسط حالياً. وقال شيراك اثر لقاء عقده مع وزيرة الخارجية الاميركية: "لقد تحدثنا مع اولبرايت عن المأساة التي تجري حالياً في غزةوالضفة الغربية، فنحن قلقون وحزينون جداً لموجة العنف التي كان مصدرها يوم الخميس الماضي عملية استفزاز غير مسؤولة أدت الى اشتعال العنف كما كان متوقعاً". واضاف ان "عشرات القتلى ومئات الجرحى سقطوا" نتيجة ذلك وان "مسيرة السلام باتت موضع اعادة نظر بعد ان كانت بدأت للمرة الأولى بشكل كاد يكون لا عودة عنه، وكان يسمح بكل الآمال لاستعادة السلام وكرامة السكان وأمنهم في هذه المنطقة". وتابع: "أتمنى ان يفهم الجميع ان مشاعر شعب لا تواجه بواسطة الدبابات، وانه ينبغي بدء مسيرة يستعيد العقل في اطارها مكانه اللائق"، مؤكداً استعداده "للمشاركة بكل قلبنا من اجل عودة مسيرة السلام وكرامة الانسان وحقوقه واحترام الآخر". ووصفت اولبرايت من جهتها زيارة شارون بأنها "كانت في غير محلها تماماً"، واضافت انه لا نية لديها للتوجه الى المنطقة حالياً. وقالت أوساط الرئاسة الفرنسية ل"الحياة" ان اولبرايت طلبت من فرنسا ان تبذل كل جهدها للتدخل لدى الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، من أجل وقف العنف، لأن استمراره قد يجعله خارج اي سيطرة ويؤدي الى وضع خطير جداً. وجاءت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين مباشرة اكثر من جميع المسؤولين الغربيين، اذ ندد صباحاً "من دون تحفظ بالاستفزاز المتعمد الذي قام به شارون في فترة حساسة جداً من مفاوضات السلام". وبانتقاده شارون بهذه الطريقة المباشرة، تميز فيدرين بتصريحاته عن سائر الأوروبيين في شأن موجة العنف التي تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة منذ الخميس. وفي وقت لاحق، اعلنت اولبرايت في مؤتمر صحافي بعد لقائها نظيرها الفرنسي ان "ما حدث خلال الايام الاخيرة يشكل مأساة فعلية، خصوصا اننا كنا على وشك التوصل الى تسوية". واضافت: "اكرر ان الطرفين يجب ان يستعيدا السيطرة على الوضع الذي لا يمكن ان يسوى في الشارع، لكن على طاولة المفاوضات". وقالت: "صحيح ان ثمة تبايناً في وجهات النظر غير ان هناك فرصاً حقيقية للتوصل الى سلام". واضافت انها تشاطر نظيرها الفرنسي الشعور بأن "أعمال العنف هذه غير مجدية". وفي اطار الجهود الفرنسية، استقبل شيراك مساء أمس وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث الذي طالب باجراء تحقيق دولي في الاحداث الاخيرة. وذكرت المصادر ان شيراك سيرى لاحقاً ان كانت هناك حاجة للاتصال هاتفياً بالرئيس ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك. واكدت ان فرنسا تركز جهودها الآن على اقناع الطرفين بضرورة وقف العنف.