استقبل الرئيس جاك شيراك في الاليزيه مساء امس وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى بحضور نظيره الفرنسي هوبير فيدرين. وابلغ الوزيران الرئيس الفرنسي جهودهما في اطار المشروع الفرنسي - المصري لتنفيذ المبادرة الخاصة بعقد مؤتمر لانقاذ عملية السلام. وصرح موسى بأنه نقل رسالة من الرئيس حسني مبارك الى شيراك تتعلق بهذا المشروع وعملية السلام. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان الرئيس الفرنسي يؤيد العمل لدرس شروط اطلاق المبادرة و"جهود الذين يريدون العمل للسلام". وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية ان موسى وفيدرين ابلغا شيراك انهما سيجريان اتصالاً بوزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت قريباً للتشاور في شأن الفكرة. وقالت المصادر ان فترة تحددت بهدف الانتقال الى مرحلة الاجراءات. وغادر موسى العاصمة الفرنسية متوجهاً الى الدار البيضاء لحضور اجتماع لجنة القدس اليوم. وكان وزيرا الخارجية الفرنسي والمصري أعلنا أمس انتقال الفكرة الفرنسية - المصرية الخاصة بعقد مؤتمر لإنقاذ السلام الى مرحلة مشروع. وقال فيدرين في مؤتمر صحافي عقده مع موسى قبل لقاء الأخير الرئيس الفرنسي: "قررنا العمل على الاطر المتعددة لهذا المشروع، وأنشأنا فريق عمل فرنسياً - مصرياً للمضي قدماً في اعداد هذا المشروع". وزاد ان الاعداد "سيكون بالتنسيق التام مع الولاياتالمتحدة"، مذكراً بأن "جهوداً كبرى ما زالت تبذل من الجانب الاميركي ونحن نؤيدها ونتمنى ان تتوصل الى نتائج، ولكن لا نستطيع التأكد من ذلك، إذاً يجب ان نفكر في المستقبل، وفي هذا الاطار انشأنا فريق العمل للتعمق في هذه الفكرة التي ستتبعها مشاورات لوضع أطر وخطوات معينة". وقال موسى: "انتقلنا من الفكرة الفرنسية - المصرية الى مشروع فرنسي - مصري يُدرس وسيتم التشاور مع الولاياتالمتحدة باعتبارها الراعي الرئيسي لعملية السلام ومع دول عربية واوروبية مهتمة بعملية السلام". وشدد على "دقة وضع عملية السلام والتراجع الخطير، وضعف الامل بالوصول الى تفاهم على أسس سليمة ومعقولة تستجيب الأسس المتفق عليها لعملية السلام". وأوضح فيدرين ان الجانبين الفرنسي والمصري سيجريان اتصالات مع الولاياتالمتحدة، وبعدها يبحثان في التحرّك المقبل. ولفت الى ان وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت "تبذل جهوداً حقيقية" لدفع عملية السلام، مستدركاً ان "فرنسا ومصر مضطرتان للإعداد للمستقبل في حال لم تؤدِ هذه الجهود الى نتائج". وأكد موسى ان "المشروع" الفرنسي - المصري يستند الى أسس عملية السلام أي "الارض مقابل السلام والتوصل الى سلام عادل وشامل ومتوازن". وأضاف: "حتى الآن فشلت عملية السلام وفشل كل المبادرات او الافكار في التوصل الى نتيجة، لذلك لا بدّ من درس بدائل". ولاحظ ان الدور الأميركي يبقى "رائداً في عملية السلام". في غضون ذلك، ربط مراقبون بين التصويت الذي يجرى اليوم على حل الكنيست البرلمان الاسرائيلية والدعوة الى انتخابات مبكرة، وبين نتائج المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية التي اجريت مساء أمس. وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ان الرئيس ياسر عرفات اعطى الوفد الفلسطيني توجيهات بعدم قبول أي تغيير في بنود المبادرة الأميركية أو أي تغيير يمس الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل أو يخل بمرجعيتها. وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، محمود عباس أبو مازن اجتمع مع وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي افيغدور كهلاني في القدس ليل الاثنين - الثلثاء وأكدا أنهما بحثا في قضايا الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وحركة تنقل الفلسطينيين عبر المعابر وما بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال "ابو مازن" ان مفاوضات الليلة الماضية التي ضمت عريقات ورئيس جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة محمد دحلان من جهة وسكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه ومستشار رئيس الوزراء اسحق مولخو يفترض ان تقتصر على قضيتين هما إعادة الانتشار وتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني.