أكد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ووزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث عقب لقائهما في باريس أمس ضرورة اعتماد الاقتراحات الأميركية لتحريك مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين من دون ادخال أي تغيير عليها، في حين رأى الوزير الفرنسي ان من يرفض هذه الاقتراحات "يحمّل نفسه مسؤولية كبيرة". وقال فيدرين في تصريح أدلى به عقب اللقاء الذي عقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية "لقد التقيت السيد نبيل شعث في اطار جهودنا المستمرة لمحاولة إعادة تنشيط مسيرة السلام، ووضعني في الصورة بعد عدم تمكن جهود الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي من اعادة تنشيط السلام في لندن". وشدد على أهمية هذه الجهود وقال ان من الضروري تأييد ما أعلنته الولاياتالمتحدة حول التوصل الى اتفاق مبني على اقتراحاتها، واستئناف تطبيق الاتفاقات الموقعة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وذكر ان الجانب الفلسطيني وافق على الاقتراحات الأميركية "وإذا رفض الجانب الآخر هذه الاقتراحات، فإنه يحمّل نفسه مسؤولية كبيرة". وقال ان فرنسا تؤيد كل الجهود القائمة من أجل إعادة تنشيط المسار الاسرائيلي - الفلسطيني المجمّد منذ أشهر، "وقد اتفقنا على تكثيف اتصالاتنا أكثر من أي وقت مضى تحقيقاً لهذا الهدف". ورد شعث قائلاً ان فرنسا البلد الأول الذي اختار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ايفاده اليه لوضع مسؤوليه في الصورة، خصوصاً وان الدور الفرنسي أساسي على صعيد الاتحاد الأوروبي لمحاولة انقاذ عملية السلام. وأضاف ان الجانبين قررا البقاء على اتصال لمحاولة انقاذ المسيرة السلمية. وأكد مجدداً ان الجانب الفلسطيني وافق على التوجه الى واشنطن باعتبارها الخطوة الأخيرة قبل استئناف مفاوضات السلام "وهذا مهم ونحن مسرورون لتأييد وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت لاستئناف المفاوضات". وذكر ان اولبرايت طلبت الموافقة على الاقتراحات الأميركية قبل واشنطن "ونحن قد وافقنا عليها ووافقنا على أنه لا يجوز ان تغير ونحن أقدمنا على تسوية مغايرة لموقفنا. فالسلام تسوية ونحن وافقنا على أساس عودة المسار السلمي". وقال فيدرين لاحقاً ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي. وأفاد مصدر ديبلوماسي ان الجانبين اتفقا على ضرورة عدم تغيير الاقتراحات الأميركية. وكان شعث التقى صباحاً في الاليزيه مستشاري الرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت وبرنار ايمييه. ورافقت شعث المفوضة الفلسطينية في باريس ليلى شهيد، فيما حضر اللقاء بينه وبين فيدرين من الجانب الفرنسي مدير مكتب الوزير بيار سيلال ومعاون مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الوزارة ستيفان غومبرس ومستشار الوزير بوارييه والمعاون في دائرة الشرق الأوسط حول مسيرة السلام لوي بلان والناطق المساعد باسم الوزارة ايف دوتريو. ويعلق الجانب الفلسطيني أهمية كبيرة على اللقاءات التي جرت مع كل من فيدرين ومستشاري الرئيس شيراك جان دافيد ليفيت وبرنار ايمييه عشية لقاءات المسؤولين الفرنسيين مع كل من المستشار الالماني هلموت كول واجتماعات فيدرين ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت. وقال شعث لپ"الحياة": "طلبنا من الفرنسيين والبريطانيين ان يستمروا في تشجيع الادارة الاميركية على التمسك باقتراحاتها ومشروعها وضرورة تحديد الطرف المقصر والذي لا ينفذ الاتفاقات". وأضاف شعث انه بعد اجتماع واشنطن هناك ضرورة للتحرك وفقاً لواحدة من النتائج المحتملة التالية: "ان ينجح المشروع الاميركي، وعندئذ نحتاج الى مشاركة أوروبية وعربية لمفاوضات الحل النهائي اذا جاء نتانياهو موافقاً على المقترحات الاميركية، ويجب ان تلعب فرنسا دوراً. وإذا فشلنا نحتاج الى اعادة تقويم لكل الموقف، والاحتمال الثالث هو ان نبقى في موقع لإنجاح ولا فشل والبقاء على موقف معلق وهذا يحتاج الى تحرك معين". وأوضح شعث: "اتفقنا على ان يثير الرئيس الفرنسي جاك شيراك هذا الموضوع مع المستشار هلموت كول خلال القمة الفرنسية - الالمانية التي بدأت مساء أمس الاربعاء في افينيون وكذلك فيدرين مع نظيره الالماني كلاوس كينيكل، وأيضاً جرى مساء أمس اتصال بين شيراك ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير في شأن الموضوع وسيتصل شيراك اليوم الخميس بالرئيس عرفات في القاهرة". وسيتصل شيراك اليوم أيضاً بالرئيس بيل كلينتون، ويلتقي فيدرين نظيرته الاميركية اولبرايت بعد غد السبت في لندن على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى. وتابع قائلاً ان شيراك سيلتقي في كارديف يوم 15 حزيران يونيو الرئيس كلينتون على حدة حول مائدة غداء وعمل على هامش القمة الصناعية وان الرئيس حسني مبارك سيزور باريس يوم 18 ايار مايو الجاري. وأوضح ان الاتصال الهاتفي الذي أجراه امس مع وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى قبل لقاء فيدرين مرده الى انه سيكون هناك تنسيق فرنسي - مصري - فلسطيني حول الموضوع "فتناولنا مع الرئيس مبارك بالتفصيل موضوع زيارته المقبلة الى فرنسا".