عززت زيارة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين للسعودية حيث التقى ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل، الانطباع في باريس بأن الشريك السعودي الأساسي لفرنسا في المنطقة يعتبر الدور الفرنسي في عملية السلام وفي المنطقة مهماً جداً. وحضت المملكة فرنسا على مواصلة دورها في دفع عجلة السلام. وسمع فيدرين كلاماً مشجعاً من المسؤولين السعوديين، ولاحظ قلقهم من تعطل عملية السلام، مؤكداً اهتمام بلاده بعدم الاستسلام الى الواقع المقلق لوضع مسيرة السلام. وأكد فيدرين خلال لقاءاته في السعودية ان فرنسا تدرك الشعور بالظلم السائد في العالم العربي نتيجة سياسة المكيالين التي تتبعها الولاياتالمتحدة حيال العراق، في حين لا تقدم على أي خطوة تجاه اسرائيل. وسمع فيدرين من المسؤولين السعوديين كلاماً مفاده ان السياسة الاسرائيلية دمرت الثقة التي كانت سائدة عندما بدأت مسيرة السلام وان على اسرائيل ان تدرك ذلك. ورد بأن فرنسا اكثر الدول الأوروبية ادراكاً لهذا الواقع، وابلغ الأمير عبدالله الوزير ان العرب يقدرون دور فرنسا. ووضع فيدرين المسؤولين السعوديين في صورة محادثاته مع وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي، وذكّر بالعلاقات المميزة التي تربط فرنسا بكل من سورية ولبنان، وقال ان بإمكان فرنسا ان تنقل رسائل من طرف الى آخر، لكنها لا تستطيع ان تحل مكان سورية أو لبنان في مفاوضات السلام مع اسرائيل، مشيراً الى ان باريس لم تتبن طروحات موردخاي بالنسبة الى جنوبلبنان والترتيبات الأمنية التي طلب ان ينقلها فيدرين الى المسؤولين السوريين. ولاحظ الجانب الفرنسي اهتماماً سعودياً بما يجري في الجزائر، واعرب المسؤولون السعوديون عن قلقهم الكبير من إراقة الدماء والمجازر في هذا البلد. وطرحوا على الجانب الفرنسي اسئلة عن تصوره لأسباب الأحداث في الجزائر، فأكد فيدرين ان فرنسا ترى انه على رغم هذه الاحداث فإن الأوضاع في الجزائر تتحسن وان ليس لدى السلطات الفرنسية أي دليل على ان السلطات الجزائرية متورطة بالمجازر. وتضمنت الرسالة التي نقلها فيدرين من الرئيس جاك شيراك الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز شرحاً مفصلاً لكل الجهود التي بذلتها فرنسا خلال الأزمة العراقية. وأكدت الرسالة حرص فرنسا على تنفيذ العراق الاتفاق الذي وقعه مع الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، وكذلك حرصها على علاقات مميزة مع المملكة التي تلعب دوراً اساسياً في استقرار الشرق الأوسط، وعلى تكثيف الحوار.