واشنطن - رويترز - اثار تفجير المدمرة الاميركية "كول" في عدن، سلسلة من الاستنتاجات في شأن ما إذا كان هناك تحذير اختفى وسط تلال من المعلومات التي جمعت. كما أبرز صعوبة رصد التهديد الحقيقي، بين المعلومات التي تكون عادة مشوشة اكثر منها قاطعة في شأن احتمال حصول هجوم وشيك. واكد مسؤولون اميركيون اطلعوا على تقارير الاستخبارات الصادرة قبل الهجوم الذي نفذ في 12 تشرين الأول اكتوبر الجاري انها لم تتضمن ما يشير الى ان المدمرة ستكون هدفاً لاعتداء في اليمن خلال تلك الفترة. وقال بورتر غوس رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الاميركي: "لم أطلع على شيء بعد الحادث، كان يمكن ان يستخلص منه أي شخص ان كول ستتعرض لمثل هذا الهجوم الارهابي في ميناء عدن، في ذلك الوقت، أو أي شيء مشابه". معروف ان قارباً صغيراً مفخخاً انفجر قرب المدمرة "كول" اثناء تزودها بالوقود في الميناء، فأحدث فجوة كبيرة فيها وأدى الى مقتل 17 بحاراً. ووردت اشارات متناثرة لليمن وسفن حربية اميركية وقوارب في تقارير متفرقة للاستخبارات، لكنها لا تتضمن ربطاً واضحاً بينها لتكوّن صورة محددة. ففي منتصف ايلول سبتمبر أفاد تقرير عن تهديدات ضد سفن اميركية وقوارب، لكنه لم يشر الى اليمن. وكشف مسؤول اميركي ان التقرير اشار ايضاً الى الاسطول السادس. وغادرت "كول" منطقة عمل هذا الاسطول متوجهة الى اليمن، لتكون تحت امرة قيادة الاسطول الخامس حين تعرضت للتفجير. وتضمن تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية سي.آي.ايه في 11 الشهر الجاري كلمة اليمن، لكنه لم يتضمن كلمة سفينة، وأفاد مسؤول في الوكالة ان التقرير تضمن "معلومات غير موثقة تماماً من مصادر للاستخبارات ألمحت الى تهديد محتمل لمصالح اميركية واسرائيلية في المنطقة، ربما في اليمن وربما في مكان آخر". وفي 12 الشهر الجاري وزعت وكالة الأمن القومي تقريراً قبل الحادث بساعات، تمحور حول الاشتباه في تحرك "ارهابي" في الخليج، لكنه لم يذكر اليمن. وفي معظم الاحوال تكون المعلومات أكثر تحديداً من ذكر ان مجموعة مسلحة تخطط لقتل اميركيين في وقت غير محدد، لكنها لا تحدد غالباً ان مجموعة معينة ارسلت فريقاً لسفارة خلال فترة محددة. واشار مسؤول اميركي الى ان "المعلومات تحتاج الى مزيد من التحليل والبحث لمعرفة امكان توثيقها من خلال قنوات اخرى". ويعقد مسؤولو مكافحة الارهاب في مجلس الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيديرالي اف.بي.آي ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية، مؤتمراً من خلال دوائر تلفزيونية، بضع مرات اسبوعياً، لمراجعة المعلومات المتعلقة بتهديدات محتملة. وقال مسؤول في واشنطن: "بسبب انفجار الوضع داخل اسرائيل في الشهر السابق لحادثة كول، فإن الجميع رفع حال تأهب بادئ ذي بدء". واضاف انه كان هناك ادراك لأن "ارهابيين" سيحاولون استغلال التوتر بين الاسرائيليين والفلسطينيين لاخراج عملية السلام عن مسارها في شكل أكبر وربما قتل مواطنين غربيين. ونبه مسؤولو مكافحة الارهاب الى ضرورة فحص المعلومات، مع الأخذ في الاعتبار امكان تعمد بعض الجماعات دس معلومات زائفة.