قررت شركة "نابستر" نقل مكاتبها إلى داخل صروح المحاكم الأميركية لكثرة الدعاوى المرفوعة عليها، بموجب الاتهامات الموجّهة إليها بإتاحتها المؤلفات الموسيقية لملايين من مستخدمي الإنترنت وباختراق قوانين الملكية الفكرية وحقوق التوزيع عبر موقعها http://www.napster.com. لا وجود حقيقياً لمثل هذا الإعلان، بل انه خبر عارٍ من الصحة، جملة وتفصيلاً، لكنه يعبّر عن انطباع من يدخل الموقع المذكور ويتوجه مباشرة إلى القسم المخصّص للأخبار الصحافية Press Room. ولا نبالغ إذا قلنا: لو لم يكن بيل غايتس شخصاً مشهوراً وعلى مقدار من الأهمية والجاذبية لغطّت أخبار محاكمة موقع "نابستر" على أخبار محاكمة "مايكروسوفت". فقسم الأخبار الصحافية يعجّ بالمقالات التي تتناول قضايا قانونية تدافع عنها شركة "نابستر" أو تسعى إلى استئناف أحكامها. وإلى حين إعداد هذا المقال، كان آخر تلك المقالات، بتاريخ 2 تشرين الأول أكتوبر 2000، يتطرّق إلى الأسئلة التي وجهها القضاة الى محاميي إحدى الجهات المدّعية على شركة "نابستر" عن سبل مراقبة الموقع حركة زواره البالغ عددهم 32 مليوناً، على حد زعم الشركة. وعلى رغم كل الجدال المثار في قطاع الصناعة الموسيقية في شأن إسهامه في إنشاء قناة توزيع مفتوحة أمام الجمهور العريض، يتّسم موقع "نابستر" ببساطة خالصة في تصميمه واقتضاب محتوياته، تؤدي الدور المنوط بالموقع بالتمام. فإلى الأقسام والتفاصيل المعهودة في معظم مواقع الإنترنت - أي صفحات التعريف والصحافة والمساعدة - ثمة قسم لأقوال المشاهير من الفنانين الداعمين وجهة الموقع، وآخر للزوّار الراغبين في مناصرته، وثالث للتعريف بفرق جديدة وفنانين جدد يتضمّن سرداً لمختلف الأعمال الموسيقية وشركات توزيعها مع وصلات متفاعلة تنقل الزائر إلى مواقع تلك الشركات. وثمة قسم مهم يعرض أحوال الخدمات وجداولها الزمنية تبقي الزوّار على اطّلاع على أوقات توقّف الموقع عن العمل واستئنافها. أما صفحة الاستقبال فمطلعها دعوة إلى "الانضمام إلى أكثر تجمّعات الشبكة تنوّعاً في التاريخ لعشاق الموسيقى عبر إنزال "برنامج نابستر" الممتع والبسيط والمجاني وتثبيته". وهذا ما يقوم عليه، أولاً وأخيراً، موقع "نابستر". فبعد تركيب البرنامج المذكور، يستطيع مستخدمه، متى شاء وبكل بساطة، إيجاد الأعمال الموسيقية والأغاني المتوافرة في الأنترنت بنسق MP3 ومشاركتها مع الآخرين، عبر متصفّح متكامل ونظام اتصالات. وتجدر الإشارة إلى أن ملفات MP3 تكون مخزّنة في الخوادم التابعة للموقع، وإلى أن المستخدم هو من يقرّر المحتويات التي يريد إنزالها وتلك التي يريد إتاحتها. ومن المزايا التي يتمتّع بها البرنامج نذكر: البحث عن الملفات وإنزالها، تنظيم مكتبة للأعمال الموسيقية والاستماع إليها، الدردشة مع مستخدمي الموقع، الاطّلاع على الأغاني التي أنزلها الآخرون في أجهزتهم، اكتشاف الفنانين الصاعدين، فضلاً عن قسم للمساعدة. تأسس موقع "نابستر" في أيار مايو 1999، على يد شون فانينغ الذي طوّر التكنولوجيا ومبدأ التعامل الذي يقوم عليهما الموقع، وهو لا يزال طالباً جامعياً في السنة الأولى. عدد العاملين فيه 45 موظفاً. ورأسماله الآن 15 مليون دولار أميركي. زكي محفوض [email protected]