أبدى مستشار للرئيس ياسر عرفات خيبة أمل من نتائج القمة العربية، وعلى رغم اعلان القادة العرب في البيان الختامي تمسكهم بخيار السلام، شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك على قراره اختيار "وقفة" في عملية السلام مع الفلسطينيين، رافضاً ما وصفه ب"لغة التهديد" التي تبنتها القمة. وكان أشاد بجهود الرئيس حسني مبارك خلالها. راجع ص 5 وفيما استمرت الصدامات بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية، وأوقعت أمس ثلاثة شهداء وأكثر من 60 جريحاً، علق الرئيس ياسر عرفات على قرار باراك قائلاً: "ان أي شخص يعرقل طريق الفلسطينيين المؤدي الى اعلان دولة عاصمتها القدس فليذهب الى الجحيم". وأجرى الرئيس بيل كلينتون أمس اتصالاً هاتفياً بباراك الذي أعلنت واشنطن أنها تتفهم "احباطه"، مشيرة الى استمرار التزامه عمليه السلام. في غضون ذلك، أكد عضو المجلس الأمني الفلسطيني الأعلى، مستشار الرئيس الفلسطيني ممدوح نوفل ان "الايجابيات التي وردت في قرارات قمة القاهرة لم ترق الى مستوى الحدث، وكانت ناقصة لم تجب عن السؤال المركزي الآن: ما العمل في مواجهة باراك وحكومته التي تنصلت من عملية السلام". وقال ل"الحياة" ان "عملية قتل الفلسطينيين مستمرة ولم تجب القمة عن السؤال: كيف نردع الاسرائيليين عن سفك الدم الفلسطيني". وزاد ان الدعم المالي الذي أقر في القمة "لم يحرر السلطة الفلسطينية من الابتزاز المالي الذي تمارسه اسرائيل والولايات المتحدة". "دعوة الى العنف" وأصدر مكتب باراك بياناً جاء فيه ان اسرائيل ترفض "لغة التهديد" التي تبنتها القمة العربية، ودان ما وصفه ب"الدعوة الى مواصلة العنف". وتجنب باراك طرح اقتراحه "أخذ وقت مستقطع" من عملية السلام للتصويت في الاجتماع الاسبوعي للحكومة، قائلاً ان مثل هذا القرار لا يستوجب مصادقة الحكومة، وانه لا يقصد تجميد المفاوضات بل "تقويم الوضع"، بعد ارتفاع أصوات في حزبه انتقدت بشدة اتخاذ قرار بتجميد المفاوضات. واعتبر المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان قرار "استقطاع وقت" من عملية السلام يمثل صفعة للقمة العربية. مشيراً الى ان باراك "يظهر استخفافاً بالعالم العربي وعملية السلام باعلانه تعليقها وهي معلقة أصلاً". وأوضح مكتب باراك ان الأخير ما زال ملتزماً مواصلة عملية السلام "ولكن ليس بأي ثمن ولا تحت التهديد بالعنف". وبدت انتقادات باراك لبيان القمة مناقضة لتصريحات أدلى بها ناطق باسم حكومته صباحاً، ووصف نتيجة القمة بأنها "انتصار للحكمة"، لأن الدول العربية التي أقامت سلاماً مع اسرائيل لم تقطع علاقاتها الديبلوماسية معها. ومدح رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال ترؤسه اجتماع حكومته أمس، الرئيس حسني مبارك قائلاً انه "أدار القمة بصورة مسؤولة ومتزنة من منطلق السلام في المنطقة، والتوصل الى اتفاق اسرائيلي - فلسطيني هو هدف مركزي لكل دول المنطقة". واعتبر رئيس طاقم الاعلام في مكتب باراك، غمان شاي ان البيان الختامي للقمة "انتصار للحكمة في العالم العربي"، وأشاد بدور مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قائلاً انهما "دفعا نحو اتخاذ قرار استراتيجي بمواصلة عملية السلام، وربما أرادا بذلك توجيه رسالة الى عرفات بوقف أعمال العنف". وكان وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين أول من أعلن معارضته قرار تجميد المفاوضات، مكرراً دعوته الى وقف النار وقمة جديدة تواصل أعمال قمة كامب ديفيد. أما وزير الخارجية بالوكالة شلومو بن عامي فرأى ان اسرائيل سترتكب خطأ جسيماً إذا تنصلت من تفاهمات كامب ديفيد وهي "أحد أكبر الانجازات السياسية التي حققتها في السنوات الأخيرة". وحذر بيلين وبن عامي من أن تكون خطوة باراك المزمعة لاسترضاء زعيم ليكود ارييل شارون كي يدخل "حكومة وحدة". وقال بيلين ان من الخطأ الذهاب مع ليكود في "حكومة وحدة أو حكومة طوارئ". وأعلن رئيس حركة "ميرتس" اليسارية يوسي ساريد ان حزبه لن ينضم الى حكومة تعتمد على "وقت مستقطع" من العملية السلمية وعلى خطة فصل هدفها ضم مناطق فلسطينية الى اسرائيل، ويكون شارون رأساً ثانياً للحكومة. وأكد نائب وزير الخارجية نواف مصالحة انه لن يكون شريكاً في "حكومة وحدة"، فيما انضم رئيس حزب المركز ستة مقاعد الوزير امنون شاحاك الى قائمة محذّري باراك من تجميد العملية السلمية. وانتقد الوزير السابق، أحد أقطاب حزب العمل، موشيه شاحال اعلان باراك تجميد المفاوضات، خصوصاً خلال انعقاد القمة العربية "وكأنه جاء ليصب الزيت على النار". وحاول باراك اقناع اعضاء حكومته بضرورة تشكيل "حكومة وحدة" حين أبلغهم ان "تقارير كل أجهزة الأمن تؤكد ان السلطة الفلسطينية اختارت طريق العنف وتسعى الى تدويل القضية ونيل موافقة المجموعة الدولية على اقامة الدولة الفلسطينية من دون التنسيق مع اسرائيل". وعبّر جلعاد شير، مدير مكتب رئيس الوزراء عن اعتقاده أن تشكيل "حكومة وحدة" قد ينجز هذا الاسبوع "فهناك قاعدة متينة من التفاهم بين باراك وشارون في المواضيع السياسية، وفي كيفية سير عمل الحكومة بعد تشكيلها".