نفى المبعوث الاوروبي الخاص للشرق الاوسط ميغيل موراتينوس عزم الاتحاد الاوروبي على الطلب من السلطة الفلسطينية تأجيل اعلان الدولة الفلسطينية الى مطلع العام 2000 بدل الرابع من ايار مايو المقبل، تاريخ انتهاء الفترة الانتقالية لاتفاقات اوسلو الموقعة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال موراتينوس خلال مرافقته لرئيس الوزراء الايرلندي في جولة في مدينة القدسالمحتلة ان الاتحاد الاوروبي "لم يتخذ قراراً في هذا الوقت"، مشيراً الى ان اوروبا تواصل اتصالاتها مع الجانبين حتى يتم التوصل الى اتفاق بينهما بهذا الخصوص. وجاءت تصريحات المسؤول الاوروبي رداً على تصريحات احد زعماء حزب العمل الاسرائيلي يوسي بيلين، التي قال فيها ان الاتحاد الاوروبي سيدعو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى تأجيل اعلان الدولة الى مطلع شهر كانون الثاني يناير من العام المقبل. واضاف بيلين في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية، امس الاربعاء، ان الاتحاد الاوروبي سيطالب اسرئيل في الاعلان ذاته الذي سيصدر مطلع شهر آذار مارس المقبل، بتجميد سياستها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. واقترح بيلين على الفلسطينيين ان تعلن اسرائيل استعدادها للاعتراف فوراً بدولة فلسطينية منزوعة السلاح والانسحاب من 50 في المئة من اراضي الضفة الغربية اذا اعلنت هذه الدولة في الاول من كانون الثاني المقبل. ويتطابق اقتراح بيلين مع مواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق رابين حزب العمل ايضاً الذي وقعت اسرائيل خلال فترة حكمه على اتفاق اوسلو مع الفلسطينيين. واعلن رابين اكثر من مرة انه لن يعيد للفلسطينيين اكثر من 50 في المئة من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وقال بيلين: "انني اعمل منذ عام لمنع عرفات من اعلان الدولة في الرابع من ايار لأن ذلك يمكن ان يؤدي الى انتهاء عملية اوسلو وضم اسرائيل للاراضي المحتلة وحتى الى انفجار للعنف الفلسطيني". وسعى بيلين بعد فوز زعيم حزب ليكود اليميني نتانياهو برئاسة الحكومة الاسرائيلية في اواسط العام 1996 الى اجراء حوار مع هذه الحكومة للتوصل الى أسس مشتركة تمهد لاقامة حكومة وحدة بين الحزبين الكبيرين في الدولة العبرية استعداداً لمفاوضات الوضع النهائي مع الفلسطينيين. وشارك وزير العلوم في حينه ميخائيل ايتان في هذا الحوار الذي تمخض عن "وثيقة مشتركة" ترتكز على ابقاء القدس موحدة وعاصمة للدولة العبرية، وتجميع المستوطنات اليهودية في ثلاث كتل كبيرة وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في اماكن سكناهم الحالية. ولكن الوثيقة لم تر النور بسبب المعارضة الشديدة في اوساط الحزبين. واكدت السلطة الفلسطينية من جهتها رفضها اقتراح المسؤول الاسرائيلي بشأن تأخير اعلان الدولة. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس عرفات "ان تأجيل موعد اعلان الدولة الفلسطينية غير مقبول". واعتبر ابو ردينة ان "تطبيق اتفاق واي بلانتيشن واحترام الجدول الزمني وتاريخ الرابع من ايار مسائل جدية ومن غير المقبول ألا تحترمها حكومة نتانياهو". غير ان عملية "جس النبض" التي يمارسها الاتحاد الاوروبي بهذا الخصوص استمرت من خلال الاجتماع الذي عقده موراتينوس نفسه مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس. وقالت مصادر مطلعة لپ"الحياة" ان موراتينوس ناقش مسألة توقيت الاعلان عن الدولة مع المسؤول الفلسطيني، الا ان موراتينوس لم يقدم موقفاً واضحاً من المسألة بعد. ويبدأ الرئيس الفلسطيني عرفات جولة في بعض الدول العربية والاوروبية، خلال الاسبوع المقبل، تأتي في اطار ما وصفته مصادر فلسطينية بپ"المشاورات التي يجريها عرفات مع الاصدقاء والاشقاء قبل اللقاء المرتقب بينه وبين الرئيس الاميركي بيل كلينتون في اواسط آذار المقبل. ورجحت المصادر ذاتها ان يمارس كلينتون مزيداً من الضغوط على عرفات لتأجيل اعلانه اقامة الدولة الفلسطينية لئلا يؤثر ذلك في نتائج الانتخابات داخل اسرائيل. واشارت مصادر اسرائيلية مطلعة ان عرفات "لن يرجئ الاعلان من 4/5 اذا لم يتلق تعهداً اميركياً بتاريخ جديد". ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤول اميركي كبير قوله "نحن وعرفات نريد ان يمر الرابع من ايار والسابع عشر منه يوم الانتخابات في اسرائيل بسلام. ونعتقد انه يفهم ذلك جيداً". ولم تستبعد المصادر ذاتها ان يقبل عرفات بارجاء اعلان الدولة حتى الاول من كانون الثاني من العام 2000 الذي يشهد انطلاقة احتفالات الفلسطينيين، تحديداً مدينة بيت لحم، بالالفية الثالثة لمولد المسيح، الذي يصادف ايضاً الذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقة حركة التحرير الوطني فتح وهو التنظيم الذي يتزعمه عرفات نفسه وقاد الثورة الفلسطينية خلال هذه الفترة.