اكد الفرنسي فيليب تروسييه، مدرب المنتخب الياباني انه يتوقع ان يقدم منتخبه عرضاً كبيراً جديداً اليوم امام المنتخب القطري الذي سيواجهه ضمن منافسات الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة من كأس الامم الآسيوية ال12 لكرة القدم المقامة حالياً في لبنان. وقال المدرب الفرنسي: "يجب أن نحافظ على الروح الرياضية وان نتمسك بأخلاق اللعبة فلا مجال ابداً للتهاون، واتمنى أن يكون المنتخب القطري نداً قوياً ومنافساً صعباً. ولن افرط في الفوز، حتى في ظل اجرائي تعديلات في التشكيلة الرئيسية تتناسب مع استراتيجية توفير جهود اللاعبين بعدما حسم المنتخب تأهله الى الدور ربع النهائي بغض النظر عن نتيجة هذه المباراة". واضاف: "على رغم النتائج الجيدة التي حققها المنتخب في المباراتين السابقتين، الا انه لم يظهر نقاط قوته كلها، علماً بأنني لم اشرك نجم خط الوسط الواعد شينجي اونو 21 عاماً اساسياً في المباراتين الاوليين، كما غاب لاعبون اساسيون كثيرون على غرار نايوكي ماتسودا واتسوشي ياناغيساوا في المباراة الثانية تحديداً في ظل معاناتهما من مشاكل صحية. ولا يخفى في هذا الاطار اجرائي تعديلات كثيرة خلال المباراتين ايضاً، بعدما ضمن المنتخب نتيجة الفوز". واعترف تروسييه 45 عاماً انه تفاجأ من نتيجتي منتخبه الكبيرتين امام منتخبي السعودية واوزبكستان، فالاول هو حامل اللقب، واستعد جيداً للبطولة، وتعززت صفوفه بلاعبين ذي خبرة دولية اكبر في مقدمهم سامي الجابر المحترف في صفوف فريق وولفرهامبتون في الدرجة الاولى الانكليزية... اما الثاني فهو بطل دورة الالعاب الآسيوية عام 1994 على ارضنا في هيروشيما، وضمت صفوفه 10 لاعبين محترفين في الاندية الروسية والاوكرانية في صفوفه، اظهروا لمحات فنية جيدة في مباراتهم الاولى امام المنتخب القطري، وتنظيماً فاعلاً على الصعيد التكتيكي استخدم اللياقة البدنية العالية المكتسبة من المدرسة الاوروبية التي انخرطوا تحت لوائها مع انديتهم". وتابع تروسييه: "اعتقد ان الفائدة التي استطعنا ان نجنيها من مشاركة عشرة لاعبين في دورة الالعاب الاولمبية في سيدني، فاق حجمها التوقعات على الصعيدين الفني والتكتيكي. وعاد ذلك بالطبع الى ارتفاع مستوى المنافسة، والاهم تحقيقنا نتائج بارزة فيها تجلت في تأهلنا الى الدور ربع النهائي حيث خسرنا امام منتخب الولاياتالمتحدة بركلات الترجيح، ما عزز ثقتنا في فوزنا بالبطولة الحالية، علماً بأنه لا يخفى ان التكهنات حول مجموعتنا اكدت تكافؤ الفرص بين المنتخبات الاربعة". وأكد تروسييه ان منتخبه لم يتطلع الى تحقيق نتائج باهرة تحول المواجهة الى مأساة حقيقية بالنسبة للمنتخبات المنافسة "لدرجة التسبب باقالة مدرب المنتخب السعودي ميلان ماتشالا، واهانة مدرب المنتخب الاوزبكي يوري سركيسيان الذي لم يحضر المؤتمر الصحافي الذي اعقب خسارة منتخبه 1-8، ولعبنا باسلوبنا المعروف والذي عملنا على تطويره منذ بداية العام الحالي، تاريخ تسلمي مسؤولية الاشراف على المنتخب"، وأضاف: "اعتقد عموماً انه من المؤسف ان تحصل الاقالة بعد مباراة واحدة او مباريات لا يتجاوز عددها عدد اصابع اليد الواحدة، والتي يمكن الا تعكس الصورة الحقيقية لقيمة عمل المدرب مهما بلغ شأنه والجهود التي بذلها في توفير المعطيات التقنية والفنية للاعبين". ورفض تروسييه من جهة اخرى مقولة ان هذه البطولة تعتبر سهلة بالنسبة لمنتخبه في ظل التطور الكبير الذي شهدته الكرة اليابانية في الاعوام السابقة عبر اطلاق دوري المحترفين، الى سيطرة انديته على القاب الكؤوس الآسيوية، واكتساب لاعبيه هالة النجومية العالمية خصوصاً عبر هيديتوتشي ناكاتا الذي انضم منتصف الموسم الماضي الى فريق روما الايطالي في مقابل 26 مليون دولار، والذي شكل رقماً قياسياً في تاريخ الكرة الآسيوية عموماً، وكذلك في ظل اعتبار البطولة الحالية محطة بارزة لمواكبة استعدادات استضافة مونديال 2002 المقبل بالتعاون مع كوريا الجنوبية "ان البطولة تجمع نخبة منتخبات القارة الآسيوية، وبالتالي المستويات الافضل فيها". ونفى مقولة ان منتخبه ليس به اي نقاط ضعف "الا ان المباراتين الاوليين لم تكشفها بشكل واضح وجلي، ويدرك الجميع اننا سجلنا هدفاً خطأً في مرمانا في المباراة الاولى امام السعودية، بعد هفوة ارتكبها احد اللاعبين في التشتيت، في حين افتقدنا قدرة تشتيت احدى الكرات من ركلة ركنية مرفوعة الى منطقة الجزاء، استغلها احد اللاعبين الاوزبكيين للتسجيل عبر تسدية رأسية، عجز الحارس عن صدها". واضاف: "من المهم ايضاً الا تؤثر النتيجتان الجيدتان على اداء لاعبينا لجهة افتقاد التركيز في المباريات المقبلة، والناتجة عن الافراط في الثقة. من هنا جاء حرصنا الكبير على تنفيذ برنامج التدريبات الموضوع بحذافيره، ومن دون التساهل فيه. علينا الحفاظ دائماً على البساطة والتواضع والروح الرياضية لأن مسيرة التطور لا تزال في بدايتها بالنسبة الى هذا المنتخب ذي معدل الاعمار الصغير". وعن اسلوب اداء منتخبه الهجومي، قال تروسييه: "نحن نبني هجماتنا انطلاقاً من خط الدفاع مروراً بالوسط ووصولاً الى المرمى، بينما يفضل الآخرون الاقتراب من المرمى للتسديد". فترة استقصاء من جهته، كشف البوسني جمال الدين حاجي مدرب منتخب قطر انه سيتريث حتى صباح اليوم لوضع الخطة المناسبة لمواجهة اليابان، وذلك من أجل تقصي قدر المستطاع من المعلومات، ومعرفة نتائج الفحوصات ومدى خطورة الاصابات التي تعرض لها كل من محمد سالم العنزي وضاحي النوبي. وامتدح حاجي اداء لاعبيه امام السعودية، على رغم المشكلات الكثيرة التي واجهتهم وفي مقدمها الاصابات وغياب مبارك مصطفى وعامر الكعبي، واعتبر ان المنتخب الياباني هو الأقوى في البطولة وتوقع أن ينحصر اللقب لاحقاً بينه وبين ايران وربما السعودية، وأمل بالفوز على اليابانيين خصوصاً "ان عالم كرة القدم غريب عجيب. وأنا أحترم اليابانيين كما احترم منتخبنا تماماً". ورأى ان المباريات خالية من الاثارة الكبيرة حتى الآن، وتوقع ان يختلف الوضع في المرحلة المقبلة. وأبدى اعجابه بالعرض اللبناني أمام العراق، وباصرار اللبنانيين على إنجاح البطولة "لقد زرت لبنان منذ أشهر قليلة ولاحظت تأخراً في انجاز الأعمال. والآن كل المرافق متكاملة". ويشبّه حاجي بلاده بلبنان، "لكن اعادة الاعمار والانصهار بين الفئات قطعا مرحلة متقدمة هنا، وأتمنى أن يأتي المسؤولون في البوسنة الى هنا ليتعلموا من لبنان كيفية التعايش والتطور". من جانبه، قال العنزي: "المدرب مصر على عدم منحي فرصة خوض مباراة كاملة، وهو امر ذي تأثيرات سلبية علي كلاعب محترف، اذ افقدني احساسي التهديفي، حتى انني لم استطع ان استعيده في البطولة الحالية". ويسعى فريق النصر السعودي الى ضم العنزي الى صفوفه، علماً بأنه خاض تجربة الاحتراف الاولى للاعب قطري في الدوري التركي مع فريق يوزغا سبورفي الاشهر الثلاثة الاخيرة، والتي لم يشارك فيها الا كاحتياطي في ثلاث مباريات، ما أصابه بالاحباط المعنوي، لدرجة انتقاده العلني مرات عدة للمدرب حسين كالباك. ويتهيأ العنزي حالياً لاستعادة لياقته البدنية بعد الاصابة التي تعرض لها في ظهره في المباراة الاولى امام المنتخب الاوزبكستاني، ولعب فترة 30 دقيقة فقط في مباراة منتخب بلاده الثانية امام المنتخب السعودي، وقال: "اتلقى علاجاً مكثفاً بمعدل مرتين يومياً، واعتقد انني صرت جاهزاً للمشاركة، ومساندة زملائي في مهمة ضمان التأهل امام المنتخب الياباني، والذي نأمل ان نحققه في نهاية مباراة اليوم".