كان الفرنسي فيليب تروسييه مدرب منتخب قطر لكرة القدم واضحا بقوله إنه يريد الدفاع عن سمعته في القارة الآسيوية وقيادة منتخبه الى الدور ربع النهائي في كأس آسيا الثالثة عشرة المقامة في الصين. وشدد تروسييه على البداية الجيدة في البطولة وقال العامل الأساسي في مشاركتنا سيكون في البداية الجيدة، فمباراتنا مع اندونيسيا مهمة لنا للتأهل الى ربع النهائي واذا قدمنا مستوانا المعهود امامها فسننتزع ثلاث نقاط مهمة تساعدنا في المباراة الثانية. لكن جهود تروسييه اصيبت بنكسة كبيرة لان منتخبه خسر مباراته الأولى أمام اندونيسيا 1-2 وعلق على ذلك قائلا لم يكن احد يتوقع ان نخسر امام اندونيسيا، وحتى نحن ايضا. وبعد نحو سنة من اشرافه على المنتخب القطري، يمكن القول ان تروسييه فشل في مهمته مع العنابي وذهبت الشعارات باحراز كأس اسيا والتأهل الى مونديال 2006 ادراج الرياح، ويبدو انه اقتنع باستحالة تحقيقه أي تقدم مع المنتخب الحالي فاعلن انه سيترك منصبه بعد البطولة. وقد يسبق استقالة تروسييه، قرار اقالته قبل المباراتين المتبقيتين لقطر في الدور الأول مع البحرينوالصين، رسميا فالفشل كان مزدوجا بالنسبة الى المدرب الفرنسي الذي اعلن ايضا انه حضر الى الصين للدفاع عن سمعته بعدما قاد المنتخب الياباني الى لقب بطل آسيا في النسخة الماضية في لبنان عام 2000، ثم الى الدور الثاني في مونديال 2002 للمرة الاولى في تاريخه. وقال تروسييه اتيت الى الصين لادافع عن سمعتي وصورتي لانني معروف جيدا في القارة الاسيوية من خلال فوزي مع اليابان بالبطولة الماضية وبالتالي فان الجميع ينتظر مني ومن المنتخب القطري تحقيق شىء ما. وتابع تشكل البطولة تحديا بالنسبة الي لأن الوضع مختلف تماما بين تجربتي اليابانوقطر، فلا يمكن مقارنة المنتخبين خصوصا من ناحية القدرة الكروية والبشرية بينهما، فالنجاح الذي حققته مع اليابان كان نتيجة عمل لسنوات عدة. لكن المدرب المنقذ لم ينجح في ايصال أسلوبه جيدا الى اللاعبين القطريين ولا في الاستفادة منهم حسب قدرات كل واحد منهم، صحيح ان المنتخب الحالي متواضع ولا يمكنه المنافسة على مركز متقدم في كأس اسيا، لكنه كان كثير التغيير في التشكيلة فاختبر عددا كبيرا من اللاعبين ثم ارتأى بناء منتخب للمستقبل لان كل العناصر الحالية من الشباب قليلي الخبرة في البطولات الكبيرة. ولم تشفع النجاحات التي حققها تروسييه في افريقيا، في نيجيريا وجنوب افريقيا وبوركينا فاسو، ولا انجازاته مع اليابان، في احداث نقلة نوعية مع المنتخب القطري ولم يضف شيئا اليه. وفشل العديد من المدربين العالميين لدى اشرافهم على منتخبات عربية، وخير مثال عدم قدرة الالماني بيرتي فوغتس (مدرب اسكتلندا حاليا)، رغم خبرته الواسعة، على التكيف مع طريقة لعب المنتخب الكويتي قبل أكثر من عامين، والامر يتكرر مع تروسييه الذي اصر على اعتماد اسلوبه مع القطريين لكن مصيره كان الفشل ايضا. ويقول المدرب الفرنسي حول هذا الموضوع انا لا اغير اسلوبي في التدريب بين منتخب وآخر وانا اطبقه في كل مكان في افريقيا واليابانوقطر، ولست ادري اذا كان ذلك يشكل سلبية ام ايجابية. وتابع اولا اختار الطاقم المساعد لي لاني اعمل وفق اسلوب معين حسب رؤيتي وفلسفتي واطلب مهلة سنتين لتحقيق النتائج لان اللاعبين ايضا يحتاجون الى وقت لفهم اسلوبي، واخترت العناصر الحالية لهذا السبب لاني عملت بجهد طوال عام لكي اجعلهم يفهمون اسلوبي. واضاف ليس سهلا افهام اللاعبين طريقة عملي، ولكن عندما يلتزمون بالتدريبات اليومية والانضباط ويطبقون الخطط التي أضعها من تمرير الكرة الى الدفاع والهجوم، يمكن ان المس مدى استيعابهم لاسلوبي وان المنتخب على الطريق الصحيح، واذا لم الاحظ ذلك يعني ان اللاعبين لا يفهمون ما أريده تماما، وهذا ما فعلته في اليابان بالتحديد. واوضح اظهر اللاعبون القطريون رغبة كبيرة في التدريبات وارادوا بذل الجهود لتحسين مستواهم لكننا واجهنا مشكلة عدم استثمار الفرص وترجمتها الى اهداف. وختم المشكلة في الكرة الخليجية ليست تدريبية بل نفسية تتعلق بعقلية اللاعبين، وترتبط ايضا بالدوري والمحيط والاحتراف، فلا نرى لاعبين خليجيين يحترفون في اوروبا بينما يوجد نحو 20 لاعبا يابانيا محترفا حاليا، هذه مشكلة الكرة الخليجية فانها بعيدة عن الاحتكاك الذي يولد الخبرة لدى اللاعبين. من جانبه اكد الفرنسي فيليب تروسييه انه فوجىء بعد ان ابلغه الاتحاد القطري خبر اقالته من منصبه صباح أمس الثلاثاء قبل المباراتين الاخيرتين لقطر في الدور الاول من كأس الامم الاسيوية الثالثة عشرة المقامة في الصين حتى 7 اغسطس المقبل. وقال تروسييه في مؤتمر صحافي ابلغت هذا الصباح من قبل الاتحاد القطري باني لن اكون مدربا لمنتخب قطر فيما تبقى من منافسات في البطولة الاسيوية. وتابع صدمت وفوجئت بسماع ذلك لانه لم يخطر على بالي ابدا ان اقال من منصبي في هذه المرحلة من المنافسة بعد كل العمل الذي قمت به في الفترة السابقة لاني كنت اعد نفسي للمواصلة مع المنتخب وتحقيق نتائج جيدة في البطولة. واضاف احترم قرار الاتحاد القطري ولكن آسف لذلك في الوقت ذاته لاني اعتبره مبنيا على سوء فهم لكلامي قبل المباراة، موضحا على كل حال، انا باق تحت تصرف الاتحاد القطري للعبة وآمل ان اساهم في تطوير كرة القدم في قطر في المستقبل.