كشف اليوغوسلافي ميلان زيفادينوفيتش، مدرب المنتخب العراقي عن وجود نوعية جيدة من اللاعبين العراقيين، وقد عمد الى صقل مواهبهم، من دون ان يعني ذلك ان التشكيلة التي اختيرت تضم اللاعبين الافضل في العراق، لكنهم الاكثر قدرة على توفير معطيات الفوز بحسب الاسلوب الفني والتكتيكي المعتمدين حالياً. وقال زيفادينوفيتش: "الاكيد انهم لو كانوا في مستوى احترافي افضل لحققوا نتائج مختلفة، والذين لم اختارهم سأستفيد منهم عقب البطولة، ومتأكد اننا سنحقق المفاجأة في تصفيات مونديال 2002 المقبل". ورأى ان تأهل المنتخب العراقي الى الدور ربع النهائي "امر مشرّف، وكل ما يحصل بعد ذلك خير وبركة، ولأنه كما اوضحت نحن نركّز اكثر للتأهل لاحقاً الى نهائيات المونديال". ولفت الى ان الكرة العراقية تحتاج، بعد المرحلة الصعبة التي مرت بها اخيراً، الى العمل الجاد والاحتراف والتدريب المستمر وفق برامج طويلة الامد مع الاستعانة بالخبرات الاجنبية "لأن كل هذا يساعدها على التطور". وكان زيفادينوفيتش وقع عقداً مع المنتخب العراقي لمدة ثلاثة اعوام، واصبح اول مدرب اجنبي يتولى هذه المهمة منذ 14 عاماً، وتزامنت المحادثات معه مع تلقيه عروضاً من البحرين وقطر ومن فرق مصرية وصينية ويابانية وبرازيلية، لكنه فضّل المنتخب العراقي لأنه من المنتخبات الجيدة "ولان صفوفه تضم لاعبين لديهم رغبة في التطور والعطاء، والمعروف عني انني احب المغامرة مع المنتخبات والفرق الجديدة، وهو امر فعلته سابقاً مع النصر السعودي". ومن جانبه، اكد مدافع المنتخب العراقي حمزة هادي ان النقلة النوعية الواضحة في اداء منتخب بلاده ارتبطت بالدافع المعنوي الكبير الذي اوجده تولي المدرب اليوغوسلافي مسؤولية الاشراف على الفريق "اذ انه استطاع عبر خبرته التدريبية التي اكتسبها في ميادين المنافسات الاوروبية والآسيوية سوياً، تذليل عقبة الاحتكاك القليل، والذي واكب مسيرة الكرة العراقية عموماً في الاعوام العشرة الاخيرة". واضاف هادي: "لا شك في ان هذه النقلة النوعية لم تكن لتتجسد ايضاً على ارض الواقع لولا وجود الخامات الجيدة في كرة القدم العراقية عموماً، والتي عززت موقعها بين نظيرتها في القارة الآسيوية ومنطقة الخليج في الاعوام السابقة. واستطيع القول ان هذه الخامات تتمثل جيداً اليوم عبر اللاعبين الناشئين والمخضرمين معاً. كما كانت ستتعزز اكثر لولا غياب المهاجم رزاق فرحات المحترف في الدوري الاماراتي ولاعب خط الوسط كاظم حسين. وعموماً رأى هادي ان المنتخب العراقي خاض مباراتين متكافئتين امام تايلاند ولبنان المضيف على التوالي: "وهما امتلكا الحوافز الكبيرة للتألق، والمهارات الفردية المناسبة لقيادة مسيرتيهما الى تحقيق الاهداف المنشودة. ووفقنا اكثر في السيطرة على المنتخب التايلاندي وسجلنا هدفين من دون ان يمنع ذلك تهديد لاعبيه مرمانا مرات عدة، لكننا خضعنا لرغبة اللبنانيين الجامحة في تعويض تخلفهم في المباراة الثانية، واخفقنا بالتالي في المحافظة على تقدمنا بهدفين". واوضح هادي ان منتخب بلاده سيواجه اليوم خصماً لا يستهان به يلعب باسلوب متكامل على الصعيدين الفني والتكتيكي "واعتقد بان المباراة المتواضعة عموماً التي قدمها الايرانيون امام المنتخب التايلاندي، واسفرت عن تعادلهما لا تعكس مستواهم الحقيقي باعتبارهم اصحاب خبرة كبيرة، واعزو المشكلة التي واجهوها فعلياً الى الهالة الاعلامية التي اثرت سلباً عليهم بعدما صبت ترجيحات لاعبي المنتخبات المشاركة والخبراء والجماهير في خانتهم، ولا تزال، ما يعزز حظوظنا في تحقيق نتيجة جيدة على حسابهم، علماً بان الايرانيين لم يفوزوا علينا منذ 14 عاماً". المعسكر الايراني وفي المعسكر الايراني، اكد المدرب جلال طالبي "ان الصراع السياسي بين ايرانوالعراق سيكون بعيداً عن منافسات المستطيل الاخضر"، مشيراً الى ان "المنتخبين التقيا 3 مرات بعد حرب استمرت 10 سنوات بين الدولتين". وابدى المهاجم حميد رضا استيلي دهشته من التأويلات الكثيرة التي اعقبت تعادل منتخب بلاده مع تايلاند، واعتبر النتيجة كانت حتمية قياساً لسوء التوفيق الذي لازم اللاعبين. واضاف "نحن جاهزون لاعادة اظهار وجهنا الحقيقي في المباراة امام العراق، والتي سنؤكد فيها صواب الترشيحات التي تصب في مصلحتنا لاحراز لقب هذه البطولة". اللقاء المرتقب وسيحاول كل من المنتخبين العراقيوالايراني ان ينهي الدور الاول من دون خسارة وتصدر المجموعة الاولى عندما يلتقيان مساء اليوم على ملعب صيدا، لأن المتصدر سيلعب في ربع النهائي مع ثالث المجموعة الثانية او الثالثة. وسيكون اللقاء الاول بين المنتخبين بينهما منذ عام 1996 عندما التقيا في الدور الاول ايضاً في البطولة الماضية في الامارات وفاز حينها العراق بهدفين لحسام فوزي وخالد محمد صبار في مقابل هدف لعلي دائي، قبل ان يخسر العراق في ربع النهائي امام الامارات صفر-1، وايران امام السعودية بركلات الترجيح 3-4 بعد تعادلهما من دون اهداف في نصف النهائي.