تضامناً مع الأقصى، احتضنت أبوظبي اول من امس "قمة شعبية" سبقت انعقاد القمة العربية الرسمية في القاهرة، والهدف هو توفير الدعم لانتفاضة الأقصى. وكانت القمة التي أرادتها أبوظبي قمة الفكر والفن والأدب والشعر والتاريخ ورجال الدين والمقاومين والعلماء والنواب والوزراء السابقين، عنواناً لوحدة الشعب العربي ووقوفه وراء الشعب الفلسطيني، دفاعاً عن عروبته وعروبة الأقصى والأراضي المقدسة. وحدت أبوظبي العرب، ووحدت محطات التلفزة العربية لتبث بشكل موحد "مهرجان الدعم للأقصى وانتفاضته". اذ حشد تلفزيون أبوظبي في هذه القمة أكثر من مئة من كبار النجوم العرب في الميادين المختلفة، ليعبروا بصوت واحد وخلال يوم تضامني شامل مع الشعب الفلسطيني عن موقف عربي شعبي موحد من العدوان على المقدسات العربية والاسلامية. فعلى سبيل المثال، ضمت هذه القمة من الفنانين فردوس عبدالحميد ودريد لحام ورغدة ونور الشريف والمخرج العالمي مصطفى العقاد، ومن الشعراء عبدالرحمن الأبنودي والمفكر الاسلامي محمد عمارة وأحمد الكبيسي والأب عطاالله والمناضلة اللبنانية مها بشارة وعدداً من النواب اللبنانيين والسوريين والوزراء السابقين. ونقل هذا الحدث الكبير تلفزيون فلسطين وتلفزيون الشرق الفلسطيني والتلفزيون السعودي والسوري وقطر و"أوربت" ولبنان والبحرين والكويت وتونس و"تلفزيون المستقبل". وبمجرد فتح باب التبرعات، انهالت المكالمات على قناة أبوظبي من محبي القدس وأقصاها ليؤكدوا ان المال يرخص جداً أمام الدم العربي الذي يسيل في القدس لتبقى منارة الحب والسلام أرضاً لكل الديانات السماوية ورمز الصمود وعنوان العطاء. وكان مؤشر التبرعات يقفز قفزات سريعة وعالية تسبق كل التوقعات. فبعد ساعة كانت الأرقام تسجل عشرات الملايين من الدولارات. وتبرع صديق فتح الله علي خاجة بمليون درهم 275 الف دولار ونصف مليون مقلاع تستخدم لضرب الجيش الاسرائيلي بالحجارة، مؤكدا ان المقلاع العربي يمكنه بإيمان الاطفال والشيوخ ان يواجه الطائرة والصاروخ الاسرائيلي. ويقول: "أنا لا استطيع شراء الطائرات والصواريخ، لكني استطيع توفير المقلاع واشترط ان يكون هذا المقلاع من صنع ابن الامارات والاحجار من أرض الإمارات لنثبت ان هذه الانتفاضة انتفاضة قومية". وتكفل مواطن عربي بنفقات "مئة يتيم فلسطيني" وتبرع بمليون درهم. كما اعلن مواطن عربي التبرع بكليتيه وعينيه لأي فلسطيني يحتاجها. ويذهب المد التضامني مع الشعب الفلسطيني الى السيدات اللواتي حضرن الى مبنى التلفزيون في أبوظبي ليقدمن مجوهراتهن رخيصة لدعم انتفاضة الأقصى. ويأبى الفنانون التشكيليون في الامارات والوطن العربي الا ان يرسموا بريشتهم الفنية لوحة العطاء والدعم لأطفال الحجارة. وهذه اللوحة تجتمع فيها العشرات من اللوحات الفنية التي اقيم عليها مزاد علني ترصد نتيجته لصالح دعم الانتفاضة وأسر الشهداء. ويتقدم هذه اللوحات لوحة الأبواب للفنان عبدالله الريس الذي بدأ المزاد عليها بمبلغ 150 ألف درهم. وتبرع رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمبلغ 30 مليون درهم. واعلن في نهاية الحملة جمع 60 مليون دولار، الى جانب تبرعات عينية تتضمن معدات طبية قدرت قيمتها بعشرة ملايين دولار قدمها مواطن عربي يقيم في الولاياتالمتحدة. كما جمع اكثر من 15 كيلوغراماً من المجوهرات ولوحات فنية وقطع فنية ثمينة.